اخبار ومتفرقات

الحرية خلف جدران الوهم

في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتكاثر فيه المغريات والضغوط، يعيش الإنسان ظنًّا منه أنه حرّ، بينما هو في الحقيقة محبوس داخل جدران لا يراها. جدران ليست من حجر ولا إسمنت، بل من أفكار موروثة، وعادات متكررة، وخوف دفين من التغيير. نحن نظن أننا نتحرك في فضاء واسع، لكننا في الغالب لا نغادر دوائر صغيرة مرسومة لنا أو رسمناها بأنفسنا.

معتقلات فكرية تُحاصر عقولنا:

معتقل العادة التي تسرق منا الشغف.

معتقل الغضب الذي يُغلق الأفق ويحوّل الحياة إلى ثأر دائم.

معتقل الرغبات العابرة التي تستهلك العمر وتُفرغ الروح.

ومعتقل الخوف من الفشل الذي يمنعنا حتى من أن نحاول.

نُسلّم أنفسنا للروتين كأنه قدر لا فكاك منه، ونعيش في دائرة مغلقة من الهموم الذاتية: لقمة نأكلها، أو شهوة نلحقها، أو غيظ نُخفيه. بينما الحياة في الخارج أوسع بكثير، والكون ممتد بلا حدود، والفرص في كل لحظة تتجدد.

المأساة ليست في ضيق الدائرة التي نعيش داخلها، بل في قناعتنا أنها هي العالم كله.

الحرية الحقيقية تبدأ عندما ندرك أن هذه الجدران أوهام، وأن المفتاح موجود في وعينا. حينها فقط نجرؤ على الخروج من قوقعتنا، ونطلّ على الكون الواسع، لنرى أن لنا أجنحة وُهبت لنا لنطير لا لنزحف.

خلود وتار قاسم 

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

زر الذهاب إلى الأعلى