اخبار ومتفرقات

ما قاله ترامب بالامس عن تسلم دول عربية ادارة غزة كتبه ناجي علي امهز بمقال: سيناريو واحد لا أكثر، وبحال حصوله لن “يبقى لبنان”

على الجميع القراءة بعمق وتأن، كون ما يجري اليوم في العالم هو ليس وليدة لحظة مشاهدتنا له، بل هو مخطط رسم وعمل على تنفيذه منذ وقت طويل، بعد تجارب وأبحاث ودراسات لا تنتهي بأبعاد عميقة مختلفة وحتما معقدة، تشمل حالة المجتمع وبنية الدولة وإمكانياتها العسكرية والاقتصادية، وتداعيات ما قد يحصل والمدة الزمنية المطلوبة لاستعادة عافية تلك الدولة أو ذاك المجتمع

والدول التي تصنع الحروب، تمتلك كافة الآليات الاستخبراتية والفنية والتقنية إضافة إلى سلطات مطلقة لا يقف بوجعها شيء، من أجل استكمال هذا لكم الهائل من المعلومات والدراسات، قبل اتخاذ قرار الحرب.

مثال على ذلك فان كل ما نفذ في الحرب على غزة وحجم الدمار وما يتم الحديث عنه، هو مخطط اعلنت عنه حكومة العدو الاسرائيلي عام 2019 ومن ضمن المخطط ان يتم تسليم ادارة غزة الى بعض الدول العربية.

وأنا أكتب هذه المقدمة لأوضح أنه ربما 90 % من المعلومات المنتشرة في الإعلام هي معلومات لا تلتقي مع الواقع بالمطلق.

كما أن هذا الضجيج لدخول الحرب، والذي يصدر من أكثر من مكان قد يساهم بطريقة أو أخرى في تعزيز فرضيات الحرب، خاصة أن الدول الكبرى المتحالفة مع الكيان الإسرائيلي تجد بعد الخنوع والخضوع الرسمي والصمت الشعبي في العالم العربي من أحداث غزة، أن الفرصة متاحة للانتهاء من خطر حركات المقاومة، وخاصة بنظرهم أن حركات المقاومة لم تتطور أو لديها الاستعداد لممارسة السلطة، كما حصل مع المقاومة الفرنسية التي انتقلت من العمل المسلح إلى السلطة بقيادة ديغول.

لذلك الحديث الدائم عن القتال والحرب لا ينتج عند الطرف الآخر إلا القتال والحرب، وبالختام في صراع الحروب، الحكم ليس لمنطق الحق والعقل، بل لمنطق القوة ومن يمتلك آلة الدمار الأكبر.

وكما الدول الكبرى تستخدم فن الممكن في السياسة لإدارة صراعها وفرض سلطتها أيضا يجب على حركات المقاومة استخدام السياسة، وكي تصل المقاومة إلى هذه النقطة عليها الاستفادة من النخب، وللأسف يبدو أن النخب مستبعدة من كافة فصائل المقاومة، لأسباب تتعلق بطبيعة حركات المقاومة السرية.

وعلى ما يبدو أن إسرائيل تستفيد من هذه النقطة تحديدا وهي عدم استفادة حركات المقاومة من النخب، وهذه المشكلة ليست فقط في حركات المقاومة في العالم العربي، بل في كافة حركات المقاومة اليسارية على مستوى العالم.

دائما حركات المقاومة تولي نقطة اهتمامها لقيادة القتال العسكرية، مع العلم بأن العسكر متوفر فالذي يرمي الصواريخ قد يكون درب مكانه العشرات على رمي الصواريخ، مما يؤدي الى اهمال النخبوي، بينما في الدول فان الاولوية هي للنخبوي مما يصنع فرقا سياسيا وانجاز واضح.

وبما أن الدول تجمع ما بين السياسة والعسكر إضافة إلى الدبلوماسية الدولية، تكون الأقدر في الصراعات الكبرى، بينما حركات المقاومة هي تقوم على التعاطف الشعبي الذي يكرس شرعيتها.

وأمام هذا الصراع غير المتوازن، تذهب الدول بحربها التدميرية إلى الأخير حيث تسعى إلى طحن اخصامها في حركات المقاومة بسبب فقدانهم المرونة السياسية والحراك الدبلوماسي، وهذا ما يجري مع حماس التي لا تجد من يمثلها أو يفاوض عنها أو يشرح وجهة نظرها أمام بقية الدول وفي أروقة المحافل الدولية.

وأمام هذا الواقع الجديد، الذي فرضته أحداث 7 أكتوبر 2023 طوفان الأقصى في غزة، علينا ان لا ننسى أن سوريا مدمرة وتحتاج إلى ما يقارب ال 250 مليار دولار لتستعيد عافيتها وإلى أكثر من عقد لترميم ما تهدم، كما أن غزة تدمرت وتحتاج إلى ما يقارب ال 70 مليار دولار لتستعيد جزءا من عافيتها بعد تعرضها لإشعاعات بسبب القذائف المحرمة دوليا.

وبحال -لا سمح الله- تدمر لبنان فان اقل تكلفة لاعادة بناءه لن تقل عن 250 مليار دولار.

مما يعني بانه لاعادة اعمار هذه المنطقة قد نحتاج الى عشر سنوات وما يقارب ال 600 مليار دولار.

والمشكلة من اين ستاتي هذه المبالغ وكيف سيتم اعادة الاعمار على مستوى هذه المنطقة، خاصة ان الدول المتمولة تخضع بغالبيتها للنفوذ الامريكي، وهي غير مستعدة ان تزعج الامريكي لتبني لبنان، او غزة وحتى ان تساهم باعادة اعمار سوريا.

اعتقد البعض سيقول بان ايران ستدعم او ستدخل في الحرب مباشرة، ومن قال انه يجب على ايران الدخول بالحرب مباشرة، لانه بحال دخلت ايران في الحرب مباشرة من سيؤمن الادوية والغذاء والدعم اللوجيستي.

ثم ان قرار الحرب في المفاصل الكبرى لن يجعل امريكا تتراجع حتى لو خسرت 20 الف قتيل، فامريكا خسرت ما يقارب ال 10 آلاف جندي خلال سنوات حربها من العراق وصولا الى افغانستان، لكن عدد القتلى في العراق وفي افغانستان تجاوز ال 4 ملايين قتيل.

وحتما العدو الاسرائيلي قد يخسر ما لا يقل عن 30 الف قتيل بحال دخل الحرب الكبرى، ويصاب بدمار هائل، بفعل قوة المقاومة التي هي اكبر من دول في المشرق العربي، ولكن هل تصورنا حجم الدمار في لبنان.

الامور في الحرب لا تدار هكذا.، والحديث عن الحرب ليس نزهة او انه قصيدة شعر ننشدها مرات ومرات.

المقاومة رددت عشرات المرات بانها لا تريد الحرب ولكن لا تخشاها، اذا دعونا نقف جميعنا خلف المقاومة، كما ان العمل العسكري الدفاعي الذي قامت فيه المقاومة، هو لمنع وردع العدو الاسرائيلي من ممارسة جنونه على لبنان.

وايضا قامت بواجبها الانساني والعربي والاسلامي من خلال مساندة غزة، مما جعل الشعب اللبناني يفتخر بين الشعوب العربية التي لم تتحرك.

الوضع أصبح دقيقا للغاية، وعلي الدولة اللبنانية أن تعمل جهدها وخاصة الدبلوماسي لا أن تنتظر ما يقوم به الغرب أو الشرق،

وأيضا يجب على كافة الوزارات البحث عن تمويل لشراء الأدوية، وتأمين مخزون غذاء استراتيجي، إضافة إلى تأمين احتياطي من النفط.

بالختام لا يوجد إلا سيناريو واحد، وهو بحال حصلت الحرب “لن يبقى لبنان”، وتذكروا دائما أنه يوجد في لبنان ما لا يقل عن ال 7 ملايين إنسان أكثر من ثلثهم من الأغراب، مما يعني أن لبنان قابل في إي لحظة للانفجار والزوال.

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

زر الذهاب إلى الأعلى