
أبو سعيد الخنسا: خطة ترامب محاولة لفرض “إسرائيل الكبرى” وحق غزة بالحماية
أكد مسؤول العلاقات المسيحية وعضو المجلس السياسي في حزب الله، أبو سعيد الخنسا، خلال حديثه لمنصة Red TV، أن حزب الله لم يعلق رسميًا على خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مشددًا على أن رأيه الشخصي يراها خطة لإملاءات تهدف إلى فرض “إسرائيل الكبرى” على المنطقة.
وأشار الخنسا إلى أن ما يهمه بشكل خاص هو غزة ومستقبل أهلها، محذرًا من أن تنفيذ هذه الخطة قد يؤدي إلى ترحيل سكان القطاع. وتساءل عن ضمانات تطبيق أي اتفاق، مستذكرًا التجارب السابقة في لبنان، حيث لم يتم تنفيذ الاتفاقات على الأرض رغم وجود ضمانة أمريكية.
وتطرق إلى الوضع الإقليمي، معتبرًا أن هناك مشروعًا يهدف إلى “سحق المنطقة”، مشيرًا إلى الضربات التي تتعرض لها سوريا، وعلاقات قطر مع الولايات المتحدة، معتبرًا أن السياسة الأمريكية تهدف إلى الهيمنة وليس إلى الخير للمنطقة.
وفيما يخص المقاومة الفلسطينية، أكد الخنسا أن حماس قاتلت لسنتين ولم تُدعَم إلا من السيد حسن نصر الله، مشيرًا إلى أن مآل هذه المقاومة سيظهر مستقبلًا معنى الدفاع الذي قامت به.
وشدد على أن حزب الله ملتزم بقرار 1701، لكنه سيواصل تقييم موقفه على الأرض، مشيرًا إلى أن أي تقصير من الدولة اللبنانية في حماية الأراضي سيقابل برد من الحزب والشعب. وأكد ضرورة أن يمتلك الجيش اللبناني وسائل الدفاع والحماية، مشددًا على أن موضوع تسليم السلاح يجب أن يُدرس ضمن استراتيجية دفاعية وأمنية وطنية وليس في الإعلام.
وعن مجلس الوزراء، وصف الخنسا ما حدث بأنه “خطأ استراتيجي وتنفيذ لإملاءات”، مشيرًا إلى التزام الحزب بالمرحلة الحالية مع الجيش، مع الإشارة إلى استعداد الحزب للمرحلة الثانية التي تشمل الانسحاب، وقف الاعتداءات، تحرير الأسرى، وإعادة الإعمار إذا أعلنت الدولة عجزها عن القيام بمسؤولياتها.
كما تحدث عن أهمية الحوار مع جميع الأطراف، منتقدًا أصحاب “السلاح الشوارعي”، ومشيرًا إلى أن حزب الله لا يقبل الذل ولا تسليم السلاح.
وعن ملف صخرة الروشة، وصف الخنسا الموقف بالحرج، مؤكدًا أن هدف الحزب هو تحويله إلى معلم سياحي، وليس المساس بالهيبة أو استهداف أحد.
وفيما يخص العلاقة مع إيران والسعودية، قال إن القرار اللبناني ذاتي، وأن الدعم الإيراني متاح إذا رغب لبنان بذلك، مؤكدًا على استقلالية الحزب في اتخاذ قراراته.
وأشار إلى زيارة البطريرك الراعي الأخيرة إلى الجنوب، وانها الزيارة الثانية خلال شهرين، وهي ملفتة فعلاً. وان زيارته الأخيرة إلى الجنوب كانت محطة تقدير واحترام، ولقيت الكثير من الترحاب، حيث اعتُبر أن هناك تغييراً جوهرياً في الأسلوب، ولها مشاعر وقضايا ووجدان أهل الجنوب بكل طوائفهم. وكان هذا شيئاً إيجابياً سيُبنى عليه لاحقاً بخطوات إيجابية.
كما أن هذا الفعل هو جزء اساسي من التنسيق والعمل الدؤوب في مشروع الوحدة الوطنية والتلاقي بين كل مكونات البلد والحفاظ على كل مكوناته. لأنه إذا أسيء لأي جهة في البلد، أسيء لكل البلد، وإذا احترمت المكونات، والتي يُعتبر أهل الجنوب بشكل مخصوص جزءاً أساسياً منها، فتسري هذه الاحترامات على كل الأمور.
وأكمل: برأيي، هناك تحول واضح وصريح، ولعله مطابق بنسبة جيدة للتوجيهات البابوية، إذ التقت التوجيهات البابوية مع الخطوات السياسية المحلية في جنوب لبنان، ومع العلاقة الإيجابية بين المسيحيين وأهل الجنوب عموماً.
وقد دعا الراعي للثبات والصمود والإعمار، وهذه مطالب الشعب في الجنوب. فلذلك، الزيارة جيدة ومفيدة، وإن شاء الله تتطور إيجابياً.
وأكد الخنسا أن هناك من يسعى لإفشال العهد الجديد عبر تأجيل الانتخابات، لكنه شدد على أن حزب الله ملتزم بإجرائها في موعدها، مع فتح قلبه للحوار لكن دون قبول أي فرض من الخارج أو الداخل.