
هل تعلمين يا زينب متى يرتاح العقل من مشقّة التفكير؟
يرتاح عندما يجيب عن عدة أسئلة لا إجابات لها،يزعج العقل نفسه عندما يطرح أسئلة غامضة على علاقة بوجوده،لا،ما عادت مسألة من خلق ولماذا خلق وماذا بعد تثير إهتمامات الانسان،نعم،تجاوز العقل هذه الأسئلة بطرحه عدة حلول محتملة وتكيّف مع فكرة ان الإجابة قادرة ان تكون إجابات وكلها منطقية وشبه مقنعة.
إقتنع العقل ان أسئلة كثيرة لا إجابات لها.
ما يزعج العقل الان مسائلاً مختلفة يا زينب ومنها تاريخ انتهاء صلاحيته،يهمه ان يعرف تاريخ الوفاة كما يحتفل بعيد ميلاده.
عيد ميلاد و عيد وفاة هذا هو السؤال.
يهمّ العقل ان يحتفل بمناسبة خروجه من الخدمة.
لا يستقيل العقل بالانتحار الا إن صار مخبراً وقاضياً وسجاناً و جلادا ضد نفسه.
يهمّ العقل ان يعرف إن مات من سيبكي ويحزن عليه ومن سيفضح امورا كان يشتاق ان يعرفها وهو حيّ .
توق لمعرفة أسرار خيباته وفشله ومن تآمر عليه ومن أغرمت به و لماذا رفضته أُخريات.
لا يا زينب لا تهمّ العقل اسباب نجاحاته،إخفاقاته مؤلمة وبحاجة لكشفها.
جريمته المؤجلة ضد نفسه تهمّه اكثر.
يريد أن يعرف العقل من كان يتملقه ومن كان يحترمه ومن كان يرفضه من دون ابداء أيّة إشارة نقد او نقض.
العقل متعب،ما عاد العقل يُدهشه أي أمر فالعلوم جاءته بالمستحيل كممكن و ما عاد ينتظر الدهشة لأن العلوم تجاوزت السحر والحلم بأشواط.
كان من الخطأ ان نعرف كثيراً وان نقسو على المستحيل وان لا نستر الغموض.
ما عاد اللغز حيرة،صار لعبة إلكترونية.
نعم يا زينب حتى الذكاء الاصطناعي يحدثك عن الهه.
لكل منّا اله.
يريد العقل ان يعرف ما تاريخ إنتهاء الصلاحية في الحياة وان يعرف المكان أفضل.
زيت على زيتون.
يهمّ العقل ان يقوم بالواجب الاجتماعي والاخلاقي تجاه نفسه عند مناسبات مصيرية ومنها موته.
واجب العزاء بنفسه ضرورة بعد عِشرة طيلة العمر.
يريد أن يجد حلّاً لهذا اللغز ليرتاح.
هكذا ارتاح عقل المنتحر وهكذا ارتاح المقاتل في المعركة الذي تمنى ان ينتحر عن طريق رصاص غيره.
يصير العقل خالداً في اليوم الذي ينجح فيه ان يعيد خلق نفسه.
والله اعلم
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.