اخبار ومتفرقات

القيم الجامعة بين المسيحيّة و الإسلام

869dba56 3afb 4d99 9a1a cb386ada34bf
869dba56 3afb 4d99 9a1a cb386ada34bf

لقاء “القيم الجامعة بين المسيحية والإسلام” أكد وجوب حفظ لبنان وطنا نهائيا يتساوى فيه الجميع


– عقد لقاء حواري وطني بعنوان “القيم الجامعة بين المسيحية والإسلام”، بدعوة من رئيس المجمع الثقافي الجعفري للبحوث والدراسات الاسلامية وحوار الاديان العلامة الشيخ محمد حسين الحاج، بالإشتراك مع رئيس “نادي الشرق لحوار الحضارات” الدكتور إيلي السرغاني، في مركز النادي بالدكوانة، بحضور سياسيين وأكاديميين ورجال دين ورؤساء نواد وجمعيات ومهتمين.

الحاج

وقال الحاج: “ان الدين واحد ولكن الطقوس والعقائد تختلف والله هو المحاسب واليه ترجع الامور، وما نحتاجه من القيم وهي كثيرة كالمحبة والسلام والكرامة وحفظ الحقوق واحترام الاخر وحرية المعتقد والرأي بما لا يتعارض مع الانظمة القائمة، وقد دعانا النبي عيسى الى المحبة والسلام وكذلك النبي الاكرم محمد الى إفشاء السلام وهو رحمة للعالمين، دون تفريق مذهبي او طائفي او عرقي”.

اضاف: “علينا ان نترجم ذلك عمليا ونخرج من مرحلة الخطاب الى الطرق العملية بحفظ الجار وحسن معاملة الاخرين والدفاع عن وطننا، لاننا نعتقد بأن حب الوطن من الايمان ومن مات دفاعا عن وطنه وعرضه وماله فهو شهيد. وترسيخ هذه المفاهيم يترجم من خلال الايمان بالشراكة الوطنية وقبول الاخر وحرية التعبير واحترام تعددية الرأي ومواكبة مستجدات العصر وتفعيل دور الشباب وتقدير دور المرأة، وهذا يحتاج الى ملاقاة وتعاون لتحقيق ذلك من خلال اللقاءات الاسرية والجامعية والطلاب وسائر اصحاب المهن والاختصاصات من المجتمع”.

وتابع: “ندعو الدولة الى تلقف هذه الانشطة والمبادرات بالدعم والتشجيع عليها، والا عندما نخفق لن نخسر نحن ولا المجتمع انما سيخسر الوطن وبالتالي نخسر كل شيء، ولا خير في مجتمع باع وطنه على حساب مصالحه الشخصية. نتمنى التوفيق للجميع على امل ان يكون هذا اللقاء بادرة لتخفيف الاحتقان والتوتر والعيش بسلام”.

الشيخ علي
وقدّم للقاء العميد حسين الشيخ علي الذي عرض “للأهداف الخيّرة التي نزلت من أجلها الأديان، والإشكالية التي سيعالجها هذا اللقاء من خلال الإجابة على التساؤل التالي: كيف يمكن للقيم الدينية، أن تشكل أسسا لبناء دولة المواطنة في لبنان؟”. ثم قدّم للمحاضرين.

السرغاني

من جهته، أشار السرغاني الى أن “القيم تجمع ولا تفرّق، وهي تشكل أرضية للتعارف والتعاون، لذلك وضع نادي الشرق مجموعة من المبادىء المشتركة بين الديانتين منها: الرحمة، الكرامة الإنسانية، السلام، العدل، العيش المشترك، رفض العنف والتطرف، المسؤلية المشتركة بين الإنسان والبيئة”.

ودعا “الجميع مسلمين ومسيحيين الى الحوار، لأن الحوار أقوى من النزاع، والمحبة أقوى من الكراهية، والإنسان أقوى من كل الإنقسامات”، وقال: “بالحوار نحفظ أوطاننا، ونمنح أجيالنا القادمة أملا بمستقبل يليق بالكرامة الإنسانية”.

ماروني

وأشار الوزير السابق إيلي ماروني الى ما ورد في مقدمة الدستور اللبناني المادة ط: “أرض لبنان أرض واحدة ولكل لبناني حق التمتع بها”. وفي المادة هـ: “لا شرعية لأية سلطة تناقض العيش المشترك”.
وقال: “في الدستور نحن مسيحيين ومسلمين شعب واحد لنا حرية المعتقد، وتجمعنا القيم المشتركة والتقاليد، ونحن شعب واحد وهناك الكثير من القيم المشتركة بين الديانتين، اللتين يعيش أبناؤهما جنبا الى جنب، ويتشاركون الأفراح والمناسبات. فالجوامع والكنائس متجاورة، وتحتل الأسرة مكانة كبيرة بين الديانتين، وحب الوطن والأرض يدفع الى التفاني في الدفاع عنهما على الرغم من الإختلافات في وجهات النظر السياسية. وهذه الصورة جعلت البابا يقول: حافظوا على لبنان وحافظوا على قدسية العيش المشترك. فلبنان باقٍ بقيمه المشتركة”.

شري

وأكد مدير البرامج السياسية في تلفزيون “المنار” محمد شري “أهمية العدل كصفة من صفات الإنسان، فالنبي محمد أرسل أصحابه إلى النجاشي في أثيوبيا كونه كان ملكا عادلا، فالقيم الإسلامية والمسيحية واحدة وإن إختلفت التفاسير، فالإيمان باليوم الاخر وبالحساب وبيوم القيامة هي قيم مشتركة بين الديانتين”.

وسأل: “ماذا بقي من المسيحية اليوم في أوروبا؟ الإلحاد هو الأكثر إنتشارا في الدول الإسكندنافية. وهل الولايات المتحدة الأميركية المتسلطة على العالم هي مسيحية؟ ماذا فعل الغرب المسيحي للمسيحيين في الشرق؟ وما بقي من المسيحيين في فلسطين 1،5% من أصل 20% وهم مضطهدون.
وأين هم المسلمون اليوم؟ اجتمعت 57 دولة إسلامية في قطر، فماذا كان ردّهم على العدوان الإسرائيلي على قطر وعلى غزة؟
وهل الحروب والأزمات بين الأديان هي الحل؟ في أوكرانيا الحرب كانت بين أبناء المذهب الواحد، لقد دفعنا أثمانا كثيرة نتيجة الحروب الطائفية، لماذا الإستعداد لقتال بعضنا البعض؟ ولكننا غير مستعدين لمقاتلة إسرائيل، يجب أن نكون مع الحق وليس مع الإنتماء الديني، فالقيم الإسلامية والمسيحية هي ملاذنا في لبنان، وهي جوهرة يجب الحفاظ عليها، فنحفظ لبنان وطنا نهائيا يتساوى فيه الجميع”.

شمس الدين

ورأت الدكتورة ليلى شمس الدين أن “روابط المحبة هي التي تجمع بين اللبنانيين”، داعية الى “تفعيل الروابط العميقة بين الإسلام والمسيحية، فجذور التعايش أقوى من جذور الصراع”، وقالت: “إذا نظرنا الى الخريطة رأيناها مليئة بالتوتر وتمزق النسيج المجتمعي، فهذه الخريطة ليست كاملة وغير حقيقية. هناك خريطة الجذور الراسخة في تربيتنا وتتغذى من المنابع الصافية للقيم، وهذه الخريطة هي الأقوى، فهويتنا تشكلت من هذه القيم المشتركة”.

اضافت: “طرحنا اليوم يدعو الى الكشف عن قوة هذه الجذور، والى ترجمة خطاب القيم الى برامج واقعية عملية في المدارس والجامعات، فالتحدي هو في ردم الفجوة بين الخطاب والتطبيق، ودورنا اليوم هو الإجابة العملية، إذ نؤمن بأن الخطاب واحد ولكن بلغتين مختلفتين، ودورنا أن نترجم الخطاب في حياتنا العملية، والخريطة لذلك هي النصوص المقدسة التي تمجد القيم المشتركة”.

زر الذهاب إلى الأعلى