
أكد رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل الدكتور مصطفى الفوعاني، خلال لقائه فعالياتٍ اجتماعية وتربوية وبلدية في قاعة الإمام الصدر، بحضور مسؤول المنطقة محمد نديم ناصرالدين، أنّ حركة أمل ستبقى رائدة مشروع بناء الدولة العادلة والمؤسسات القادرة على حماية الإنسان وكرامته، مشيرًا إلى أنّ الدولة التي لا تُنصف الجنوب والبقاع والضاحية هي دولة تفرّط بسيادتها قبل أن تفرّط بحقوق مواطنيها.
وقال الفوعاني إنّ “الحكومة اليوم أمام اختبارٍ وطنيٍّ حقيقي، فإعادة الإعمار ليست منّةً على أحد، ولا هبةً ظرفية، بل هي واجب سيادي وأخلاقي يُقاس به مدى صدق الدولة مع شعبها. إنّ القول إنّ بعض الوزارات قدّمت مساعدات أو أنّ بعض المسؤولين زار الجنوب لا يصنع سياسةً وطنية، ولا يعبّر عن التزامٍ فعليٍّ تجاه المناطق التي كانت ولا تزال خطّ الدفاع الأول عن لبنان”.
ورأى الفوعاني أنّ “أمل كانت وستبقى مشروع الأمل في وجه اليأس، ومشروع الدولة في وجه الفوضى، ومشروع المقاومة في وجه الاحتلال”، مشدّدًا على أنّ إعادة الإعمار هي استمرار لنهج المقاومة، لأنّ من يعيد بناء ما دمّره العدوان إنّما يواجه العدو من موقع الإرادة والصمود.
ولفت الفوعاني إلى أنّ “الاستهداف الإسرائيلي المتكرّر، والذي طال اليوم منطقة المصيلح وآلياتٍ تعمل في مشاريع إعادة الإعمار، يهدف إلى كسر إرادة الجنوب وتعطيل كل جهدٍ وطني يعيد دورة الحياة إلى أرضٍ قدّمت الدماء في سبيل الوطن. لكنّ أبناء الجنوب الذين تمرّسوا على الألم، وتخرّجوا من مدرسة الصبر والمقاومة، لن يُرهبهم القصف، ولن يثنيهم العدوان عن إكمال مسيرة الإعمار والبناء”.
وأكد أنّ “الجنوب الذي صمد في وجه الاحتلال سيصمد اليوم في وجه الإهمال، وسيفرض على الدولة أن تكون بمستوى تضحياته، لأنّ من لا يرى في الجنوب مرآة الوطن، لا يمكن أن يفهم معنى الانتماء إلى لبنان الحقيقي”.
وختم الفوعاني بالتأكيد على أنّ “الجنوب الذي قدّم الشهداء والتضحيات سيبقى منارةً للوحدة الوطنية، وعنوانًا للكرامة، وميزانًا للسيادة. وإنّ دعم جهود الإعمار اليوم هو وجهٌ آخر من وجوه المقاومة، لأنّ الإعمار ليس إسمنتًا وحجارة، بل هو إيمانٌ متجدّد بأنّ هذه الأرض تستحق الحياة”، داعيًا إلى تضامنٍ رسمي وشعبي شامل، “فالوطن لا يُبنى إلّا بالتكافل، والسيادة لا تُصان إلّا بالوفاء للجنوب وأهله”.