
حان الوقت لحوار يجمع أركان الدولة ووضع استراتيجية للخروج من دائرة الظغط التي تتسع على لبنان
المفتي طالب:يمكن للبنانيين الاستفادة من الاجواء الجديدة في المنطقة اذا توحدوا وعملوا للإصلاح والانقاذ
ثمّن المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب تضحيات الشعب الفلسطيني ” التي فاقت أي تضحيات شهدناها في هذه المراحل وعلى طول مسار المواجهة مع العدو”.
وأشار الى أن وفاء هذا الشعب لقضيته وتمسكه بأرضه وتمرّده على كل محاولات التهجير وصبره امام المجازر المتتالية وعضّه الاستراتيجي على الجراح هو الذي جعل الاتفاق الأخير حول غزة يحفظ حق هذا الشعب بأرضه ويلغي الكثير من القرارات التي اتسمت بطابع دولي ، وبظغوط هائلة لا نعرف أن شعباً تعرّض لمثلها في عصرنا.
وحذّر سماحته من أن صمت المدافع ووقف الغارات والإبادة في غزة قد يغري العدو بتحريك الوضع في لبنان في اتجاهات تصعيدية اكثر كتلك التي شهدناها في الايام الاخيرة وفي الرسائل الدموية والاقتصادية واستهداف البنى التحتية اللبنانية ما يفرض على المسؤولين وكل المعنيين في لبنان أن يعملوا سريعا لتدارك التداعيات المقبلة على البلد والعمل لوضع حد لغطرسة العدو وإمعانه في استهداف الحجر والبشر..
ودعا سماحته الدولة اللبنانية الى عدم الغفلة عن مسؤوليتها المباشرة في الإعمار والتعويض عن اللبنانيين الذين تعرضوا للأذى في أرضهم وأهلهم وأرزاقهم وجنى عمرهم ، والعمل لتثبيتهم في أرضهم ، سيما وأن العدو يواصل الاعتداء عليهم لمنعهم من الاستقرار والثبات، مؤكدا على أن تلحظ الحكومة في ميزانيتها ومشاريعها هذا الأمر وهو أضعف الايمان حيال ناسها ومواطنيها الذين بذلوا أغلى التضحيات لحساب الوطن.
ورأى سماحته أن الوقت قد حان فعلاً لحوار يجمع كل اركان الدولة والمعنيين لوضع خطة عملية واستراتيجية حقيقية حول كيفية الخروج من دائرة الضغط التي من الواضح أنها تتّسع وأنها قد تطاول بنى تحتية اكبر ومواقع جديدة في البلد وخصوصا في ظل الصمت الدولي وسكوت لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار وعدم التحرك الرسمي في كل المسارات السياسية والاعلامية عربيا واقليميا ودوليا.
ودعا سماحته الى حوار داخلي دونما تأخير ينجم عنه مبادرة حيال التعامل مع المعطيات المستجدة وكيفية العمل لإخراج قضية الوطن من التهميش ومن ادارة الظهر التي بدأ الجميع يشعر بها ويعرف أن وضع ملفات البلد على الرف وعلى هامش الملفات الأخرى في المنطقة انما هو احد حيثيات الضغوط المتراكمة والمتصاعدة.
وأكد سماحته أن بوسع اللبنانيين الاستفادة من الاجواء الجديدة في المنطقة اذا عرفوا الى وحدتهم سبيلا واذا رسموا خطاً بيانياً عملياً يحفظ السيادة ويعمل للإنقاذ والاصلاح في آن.