
العلامة فضل الله محاضرا في المركز الإسلامي الثقافي:لجهوزية وطنية تواجه تصعيد العدوان الصهيوني بعد اتفاق عزةعقد العلّامة السيد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك بعنوان “مفهوم التواصل في الإسلام”، أجاب خلاله على عدد من الأسئلة والاستفسارات حول آخر المستجدات في لبنان والمنطقة.
استهلّ سماحته حديثه بالتأكيد على أنّ المبدأ الإسلامي يقوم على التواصل بين المؤمنين ونبذ القطيعة، مشدّدًا على أهمية صلة الرحم حتى في حال صدور القطيعة من الطرف الآخر، باعتبارها ضرورة دينية وإنسانية تسهم في تقوية نسيج المجتمع الإسلامي.
وحذّر من خطورة القطيعة التي تؤدي إلى تفكك الجماعة وتشرذمها، مشيرًا إلى أن للتواصل الإيجابي، سواء داخل المجتمع المسلم أو مع غيره، آثارًا عظيمة تعود بالنفع على الفرد والمجتمع معًا.
وأكد سماحته أن التواصل يجب أن يكون أولوية في حياة كل إنسان، لما يتيحه من فرص لاكتساب الخبرة الحياتية والتعرّف إلى الناس وأساليب تعاملهم مع التحديات مشيرا إلى أن التواصل الإنساني يسهم في تطوير الشخصية وتنمية مهارات الحوار والنقاش، كما يمدّ الإنسان بالأمل والدافع للاستمرار من خلال معرفة تجارب الآخرين وصبرهم على الصعاب.
وأضاف أن الإسلام حثّ بشدة على التزاور وعيادة المرضى لما في ذلك من تقوية الروابط الاجتماعية والأخوية، معتبرًا أن عيادة المريض حق للمسلم على أخيه، لما فيها من إدخال السرور إلى قلبه، ومساعدته في قضاء حوائجه، ونيل الأجر العظيم في الدنيا والآخرة.وحول احتمال انعكاس قرار وقف إطلاق النار في غزة على لبنان، قال: “من حيث المبدأ، نحن رحّبنا بهذا القرار الذي جاء ثمرة صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، والضغوط الشعبية التي شهدناها في المظاهرات في أغلب الدول الأوروبية، والتي انعكست سلبًا على صورة هذا الكيان، وأدخلته في عزلة دولية.
ونأمل أن يسهم هذا القرار في وقف المجازر اليومية التي يرتكبها العدو الصهيوني، لكننا في الوقت نفسه نخشى أن يتنصل هذا العدو من التزاماته، مما يتطلّب من الدول العربية والإسلامية أن تبقى حاضرة وفاعلة للضغط عليه وعلى من يدعمه لتنفيذ بنود الاتفاق”.
وأبدى سماحته خشيته من أن يستغلّ العدو هذا الاتفاق للتفرغ للساحة اللبنانية عبر تصعيد الاعتداءات أو الضغوط، داعيًا إلى الجهوزية الوطنية وإعلان حالة طوارئ سياسية ووطنية لمواجهة أي تهور أو عدوان قد يُقدم عليه العدو.كما دعا جميع اللبنانيين إلى التكاتف ونبذ السجالات والخطابات المستفزّة التي توتر الأجواء، مشددًا على أهمية اعتماد الكلمة الطيبة التي تقرّب القلوب ومعالجة الهواجس بروح الحوار والانفتاح، بعيدًا عن الأوهام التي تراود البعض بإقصاء مكوّن أو طائفة عن أخرى.
وأضاف سماحته: ندعو إلى حوارٍ جادّ وصريح لبناء صيغة وطنية جامعة تحافظ على تنوّع لبنان الطائفي والمذهبي، وتخرجه من واقع الانقسام الذي يجعل الطوائف تتصارع على المكاسب والمصالح، فيسعى كل فريق إلى تعزيز موقعه بالاتّكاء على الخارج أو استثمار الأحداث الداخلية والخارجية.
المطلوب أن نصارح أنفسنا، فالتسويات التي تُعقد في الداخل أو الخارج لا يمكن أن تبني وطنًا مستقرًا، بل تبقى أسيرة ميزان القوى المتقلب بين حين وآخر.وفي معرض رده على سؤال حول السجال الدائر بشأن قانون الانتخابات، قال: المشكلة في هذا البلد أن القوانين تُفصّل غالبًا على قياس من يضعها، فكل طرف يريدها بما يخدم مصالحه لا مصلحة الوطن. نحن نعاني غياب البرامج الواقعية لدى المرشحين وعدم الوفاء بالوعود الانتخابية. لذلك، لا بد من التزام الصدق بالتعامل مع المواطنين وتعزيز ثقافة الناخبين ليختاروا الأكفأ والأصلح، لا على أساس العصبيات الطائفية أو
الحزبية…