السياسية

الوزير قماطي يرسم “حدود الاعلام والمحللين” داخل محور المقاومة، وينتقد الإساءة للنائب أسامة سعد من أي جهة أتت

التحليل:

في موقفٍ لافتٍ حمل أكثر من دلالة سياسية وإعلامية، برز موقف الوزير السابق ومسؤول ملف الأحزاب الوطنية في حزب الله الحاج محمود قماطي، المعروف بواقعيته وهدوئه داخل العمل السياسي، والذي ميّزه في عمله السياسي على مر عقود.
فقد عبّر قماطي، في بيان رسمي، عن رفضٍ قاطعٍ لأي إساءةٍ تطال النائب أسامة سعد أو والده الراحل مصطفى سعد، مؤكداً تضامنه مع عائلة سعد وما تمثله من تاريخ وطني وعروبي مقاوم.

لكن اللافت في البيان، أنه بدا وكأنه انتقاد غير مباشر لسياسيين وإعلاميين من داخل محور المقاومة وأيضا خارجه، ممن تجاوزوا في الآونة الأخيرة حدود الانضباط الإعلامي، وهاجموا رموزاً وطنية بحجة الخلاف السياسي أو الاختلاف في الموقف.
فقماطي، الذي قال صراحة إنّ الاستهداف مرفوض “يعني من أي جهة أتت”، بدا كأنه يوجه رسالة انتقاد داخلية إلى الأصوات التي تحاول احتكار تعريف المقاومة أو توجيه خطابها الإعلامي نحو الخصومة لا نحو الوحدة.

من يقرأ الموقف سياسياً، يجد أنّ في بيان قماطي ثلاث إشارات أساسية:

1️⃣ أولاً: هل يعكس هذا الموقف تململاً داخل محور المقاومة من ظاهرة “الناطقين غير الرسميين” الذين يتجاوزون الخطاب المركزي لصالح نزاعات الهوية والسيطرة وحب الظهور الاعلامي على حساب طائفة تعيش اعقد واصعب الظروف منذ نشوء لبنان الكبير؟

2️⃣ ثانياً: هل يمهّد موقف قماطي لمرحلة جديدة من ضبط الخطاب المقاوم، وإعادة تعريف من يحق له أن يتحدث باسم المحور، في ظل تصاعد الانفلات الإعلامي وغياب المرجعية الواحدة، وحتى غياب السيناريو السياسي الذي ينذر بكارثة لن تبقي شيء.؟

3️⃣ ثالثاً: على المستوى الرمزي، حين يخرج حزب الله مدافعاً عن أسامة سعد، فهو لا يحمي شخصاً فقط، بل يحمي ذاكرة وطنية مهدّدة، ذاكرة تعود إلى زمن الشهيد معروف سعد في شوارع صيدا، والراحل مصطفى سعد الذي حمل راية العروبة والمقاومة يوم كانت الكلمة تسبق الرصاصة.

بهذا المعنى، يمكن اعتبار بيان قماطي محاولة لاستعادة الأصل في عمل المقاومة  بعيدا عن المناكفات — ذاك الأصل الذي يجعلها قضية قيم ومبادئ، لا ساحة صراع نفوذ أو منبر تصفية حسابات إعلامية.

ويبقى السؤال الأعمق:
هل كان قماطي يوجّه رسالته إلى الخارج، أم إلى الداخل المقاوم الذي بدأ يفقد بوصلته على الاعلام؟
وهل يكون هذا الموقف مقدمة لنهجٍ جديدٍ يعيد الانضباط إلى خطاب المحور ويمنع تحوّله إلى ساحة تناحر بين أبنائه؟

الخبر الذي وزعته العلاقات الاعلامية في حزب الله.

تعليقاً على الافتراءات بِحق النائب أسامة سعد والراحل مصطفى سعد صرَّح مسؤول ملف الأحزاب الوطنية في حزب الله الحاج محمود قماطي بما يلي:

تطالعنا بين الحين والآخر بعض الأصوات التي تحاول النيل بالافتراء من الدور الوطني الكبير المعطاء والمضحي لآل سعد الكرام وحملهم لقضايا الوطن والأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

إننا إذ نثمن التضحيات الجسام التي قدموها من الشهيد الكبير معروف سعد، والرمز المقاوم الراحل مصطفى سعد وابنته الشهيدة ناتاشا سعد، وكل شهداء التنظيم الشعبي الناصري، نستنكر الافتراءات التي طالت مؤخراً النائب الأستاذ أسامة سعد والراحل مصطفى سعد أبناء البيت الوطني العريق، ونُعبّر عن تضامننا معهما لما يمثلان من خط وطني وعروبي مقاوم في وجه حملات الافتراء والتضليل الموجهة ضدهما.

العلاقات الإعلامية في حزب الله
الأحد 12-10-2025
19 ربيع الثاني 1447 هـ

زر الذهاب إلى الأعلى