اخبار ومتفرقات

عن هؤلاء الذين يكرهون أهلهم وناسهم.

ومن الناس مَن يعانون من عقدة الانتماء إلى الملّة ويغتاظون ويحتقنون غضباً ولا يهدؤون الا إذا افتروا و شتموا والأفضل لهم ان يغيّروا أسماءهم وألوان عيونهم وعناوينهم لعلّهم يرتاحون ولن يرتاحوا.
هؤلاء الذين عندما إمتلأت جيوبهم بالمال ظنّوا ان جماعتهم كانت المسؤولة عن فقرهم وعن ما حرموا منهم لربطهم ذكريات كاذبة عن طفولتهم بالواقع إذ عمل والدهم عند خواجه من غير الملّة وكان يعود إلى البيت ذاكراً حسنات الباشا الصغير امامهم فلما كبروا اعتقدوا ان التماهي بربّ عمل والدهم يقيهم شرّ الحاجة والعوز و يرتقون رتبة أعلى في المجتمع.
ومنهم من ظنّ انّهم من نسل نبلاء قدامى وجاء من سرق منهم الرياسة والكياسة لأن الجاه جاههم بالوراثة فحقدوا ضدّ كل من نجح وتبوأ منصباً كان لجدّهم في قديم الزمان فازدادوا حقداً ضد أهلهم وناسهم لعلّهم يستردون ما يظنون حقاً لهم ولا حق لهم.
وان تسالهم يقولون من هذا ومن ذاك ليكن حاضراً والله لا يهب “الحلاوة”الا لمن لا اضراس واسنان لهم وكأنهم الوحيدين الذين تليق بهم الرتب.
ومن هؤلاء من ظنّ ان الشعر والثقافة و الاناقة والادب والوعظ حكراً لهم ولعائلاتهم فإن وجدوا أنفسهم قد تخلّفوا عن غيرهم حقدوا على الجمهور الذي لا يعرف الاختيار وليس لديه حسّ الذوق ولا يفقه ما يعلمونه و لا يميّز بينهم هم اهل الأصالة وبين الطارئين الجدد.
حتى ان هناك عائلات قضاة وضباط ورجال دين واطباء لا يفرحون ابدا إن نجح ابن السائق وابن المسكين وتقدم على ابنهم المتعثر لأنهم الأحق في العلوم وفي النسب.
هؤلاء لا رأي لهم غير الافتراء ولا يُفرحهم الا الانتقام ممن كانوا ناسهم ولا يسعدهم غير تقليد من يظنونهم ارقى وفي الحقيقة ان الرقي والتحضر وجهة نظر ونمط عيش واخلاق والأخلاق لم تكن يوماً حصراً لناس دون ناس.
الاخلاق لكل شعوب العالم.
هؤلاء يدافعون حتى عن أمراء ميليشيات من الطرف الذي ارتكب مجازر بحجة ان الله عفا عما مضى والله لا يسامح ولا يغفر للمجرمين ابدا واحيانا يتمنون لو الاعداء يقتلون كوادر من ناسهم لينتقموا.
هؤلاء مضطربين والافضل عدم محاولة اقناعهم لأنهم تخطوا المرونة العقلية وفقدوا المنطق الصحيح واستبدلوه بمنطق يناسب احقادهم الخاصة ضد الحياة والناس.
الرجل التافه يتقدّم وينتشر ،دعه يسقط لوحده قاتلا نفسه بحقده.
هؤلاء يغتالون انفسهم بأنفسهم في كمين الكراهية ضد الذات.
كيف تعرفهم،لا حديث لهم غير النيل من ملّتهم وان غيّرت معهم الحديث تكلموا ثم عادوا لحديثهم الثابت في عقلهم ضد أهلهم وشعبهم.
صدّق هناك من لا يكره بيننا إسرائيل .
والله اعلم.

د.احمد عياش 

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

زر الذهاب إلى الأعلى