اخبار ومتفرقات

17 تشرين:انتفاضة الخريف.

كانت الانتفاضة تقاطعاً لخط الفقر والاذلال مع خط الاحتكار السياسي والخدمات مع خط تآمر المصارف ومنظومة الافلاس مع خط المواجهة وحرية الشعوب مع خط امتداد الربيع العربي الذي تحوّل إلى خريف سيء الألوان.
كانت انتفاضة الخريف واحدة من أوجه سوء إدارة الصراع وسوء التقدير لمن اخذ على عاتقه مواجهة الصهاينة والاحتلال الاسرائيلي من محور الصمود والتصدي ومن جهة أخرى كانت الانتفاضة بداية حركة عفوية اشترك فيها كل الناس المحتقنين غضباً ضد وحدة عصابات برجوازيات الطوائف ضد المقهورين من أبناء البلاد قبل أن يحاول اليمين اللبناني حرف مسار حركة الناس عن أهدافها المطلبية الاجتماعية باتجاهات غير واضحة الا ان الانتفاضة انهت نفسها بنفسها بعدما رفض اليسار المغامر التقاط الفرصة باقتحام مبنى التلفزيون والاذاعة والمطار والمرفأ واعلان قيام حكومة ثورية وطنية تعلن حل مجلس النواب والحكومة وتعطي الأوامر للجيش بالقاء القبض على السياسيين كافة وتحويلهم للقضاء امام قضاة شرفاء لا قضاة الطغمة الحاكمة.
الانتفاضة انهت نفسها بنفسها بعدما هرمت و شاخت بسرعة ثم ماتت في آخر طريقها لأن الاميركي لم يجد فيها منفعة ولان شعاراتها كانت اقرب لليسار المزعج من اي يمين مطمئن.
كانت صرخة صادقة لناس شرفاء في الأيام الاولى الا انها صارت غريبة بعد مرور اسبوع لأنها لم تتحوّل لشغب منظم ثوري هادف.
والله اعلم.

د.احمد عياش 

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

زر الذهاب إلى الأعلى