السياسية

مسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله الحاج ابو سعيد الخنسا: ما جرى حرب أممية… والمقاومة انتصرت بشعبها وبقائها

أكد مسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله أبو سعيد الخنسا في حديث إلى إذاعة النور أنّ ما شهده لبنان في الأسابيع الأخيرة كان «حربًا أممية بكل المقاييس»، مشددًا على أنّ ما حدث لو جرى مع دول أخرى «لانهارت»، لكنه رأى أن الحزب «فاز على الأرض وخسر في الجو»، مضيفًا: «حزب الله موجود وحاضر، تعرّض لضربة قوية، لكنه قام من جديد، ولو لم يكن كذلك لما رأينا هذا الهجوم الإعلامي الغربي عليه، لأنه قوة أساسية في حفظ لبنان».

وقال الخنسا إن «الحرب سجال، يومٌ لنا ويومٌ علينا»، معتبرًا أنّ واجب الحزب اليوم هو «حفظ لبنان في ظل مشروع إسرائيل الكبرى ومنع تحقق هذا الحلم الخبيث». وأكد أنّ الحزب «انتصر اجتماعيًا من خلال صمود تنظيمه ومقاومته، وانتصر بشعبه وبيئته ودماء شهدائه».

وأشار إلى أنّ «المقاومة تمثل شريحة أساسية واستراتيجية من بنية الكيان اللبناني»، موضحًا أنّ من حق هذه الشريحة الطبيعي «أن تعمل لبقاء هذه القوة والمنعة في مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والوطنية، وصون سيادة البلد»، مضيفًا: «عندما أقول السيادة، لا أعتقد أن أحدًا يمكنه أن يناقشني بها».

الخنسا عبّر عن «تحسس كبير» عندما حلّقت المسيرات فوق القصر الجمهوري، قائلاً: «إما أن نرضخ ونتنازل عن السيادة، أو نحفظها ونواجه. ما لم يحصلوا عليه بالحرب لن يحققوه بالسلم».

وشدّد على أنّ «المعركة اليوم هي معركة بقاء لبنان»، وأنّ تهديد الجنوب أو أهل الثنائي الشيعي «هو تهديد لمصير لبنان بأكمله»، معتبرًا أنّ الجنوب «عقبة استراتيجية في مواجهة مشروع إسرائيل الكبرى». وأضاف: «إذا ضاع الجنوب، ضاع لبنان».

وفي سياق آخر، علّق على تصريح وزير الثقافة السابق غسان سلامة بشأن إيهود باراك بالقول: «كلامه يستحق الدراسة، فالبلد مرّ بتجارب كثيرة».
وأكد أنّ «حزب الله دخل الدولة والحكومة بهدف بناء وطن ودولة»، مشيرًا إلى أنّ «الأمريكي ليست مصلحته الخراب في لبنان».

وتابع: «عندما وافقنا على القرار 1701 كان هدفنا حفظ لبنان، وإذا لم يُحترم الاتفاق فواجبنا الإنساني والوطني أن ندافع. كل من يفكر بالرضوخ يفرّط بالسيادة اللبنانية واستمرارية الوطن».

ودعا الخنسا اللبنانيين إلى التعلم مما جرى، لا إلى الشماتة، لأن «لبنان مهدّد بالزوال إن استمر الانقسام». وأشار إلى أنّ «المشكلة ليست في المقاومة بل في منع الإعمار ومساعدة الناس»، منتقدًا الحديث عن «إقفال مؤسسات كالقرض الحسن أو مدارس المهدي» واصفًا إياه بـ«الخطاب الطائفي أكثر من الصهيوني».

وفي ردّ على مواقف سياسية داخلية، قال: «في حرب الجبل كان سمير جعجع قائد الحملة المسيحية، وخسر وهجّر القرى، ثم واصل حروبه الداخلية. من يفشل في معركة عليه أن يستقيل، لا أن يُنظّر علينا».

وأشاد الخنسا بزيارة البطريرك الماروني الأخيرة إلى الجنوب، معتبرًا أنّها «عبّرت عن تضامن حقيقي مع أهله»، وأضاف: «نلتقي معه ومع من يدعوه إلى ذلك، فلبنان أصغر من أن يُقسّم وأكبر من أن يُبتلع».

ورأى أنّ «المسيحيين في لبنان يدركون جيدًا أنه إذا كان المكوّن المقاوم في خطر، فهم الفريسة التالية»، مشددًا على أنّ حزب الله «القوة الحامية للوجود في البلد»، وأنه ما زال يمتلك «قدرات كبيرة».

وأكد أنّ الحزب «مع وحدة اللبنانيين»، لكنه انتقد «فريقًا يرفع شعارات تقسيمية من نهر الكلب إلى المدفون، ومن لم يتمكن من أن يكون رئيسًا للجمهورية ما زال يحلم بكانتون في جبيل وكسروان».

وختم الخنسا بالإشارة إلى أنّ «السياسة البابوية همّها الحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان»، كاشفًا أنّ «البابا سيزور لبنان قريبًا لتثبيت الوحدة الوطنية وتشجيع التعاون المسيحي مع الجنوب وأهله».

زر الذهاب إلى الأعلى