النائب رائد برو: المطلوب توحيد الخطاب اللبناني ووقف التفاعل مع الضغوط الدولية
شدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رائد برو على ضرورة توحيد الخطاب والموقف داخل لبنان في مواجهة التحديات الإسرائيلية والضغوط الدولية، داعيًا مختلف القوى السياسية إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية وعدم الانخراط في المسارات التي تستهدف المقاومة أو تضعف الموقف اللبناني في المحافل الدولية.
جاء كلام برو خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب للشهيد السعيد عبد الله حافظ مشرف شمص في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده، وذلك في مجمع الإمام العسكري (ع) في منطقة الكفاءات، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات السياسية وعوائل الشهداء وجمع من الأهالي.
وأكد برو أن أمام اللبنانيين «مسؤولية وطنية كبرى تكمُن في توحيد الخطاب والإجراءات والجهود، من نواب ووزراء وإعلام وأجهزة أمنية»، موضحًا أن لبنان «نفّذ كل ما طُلب منه في إطار القرار الدولي 1701، في حين أن العدو الإسرائيلي لم يلتزم بأيّ من بنوده».
وانتقد النائب بعض القوى في الداخل التي – بحسب تعبيره – «لا تتبنّى هذه السردية الوطنية، بل حوّلت المقاومة إلى ذريعة يستخدمها العدو للاعتداء على لبنان».
ودعا برو «البعض في لبنان إلى وقف التفاعل مع الضغوط الدولية»، مشيرًا إلى أن «القرارات الأخيرة الصادرة عن مصرف لبنان طالت كل من ينتمي إلى خيار المقاومة أو كان له دور في مواجهة العدو الإسرائيلي، وكأنّ حقوقه المدنية تسقط عنه داخل وطنه».
وفي الشأن الدبلوماسي، انتقد برو غياب الموقف الرسمي من وزارة الخارجية، قائلاً إنّ «لبنان ممثَّل في العديد من الدول عبر بعثاته وقنصلياته، لكن لم يصدر حتى الآن أي تعميم من وزير الخارجية يوجّه هذه البعثات للدفاع عن لبنان وإبراز الإدانة للاعتداءات الإسرائيلية»، مؤكّدًا أنّ على الوزير «تحمّل هذه المسؤولية وأن يكون رأس حربة في المواجهة السياسية والدبلوماسية الجارية».
وأشار برو إلى أنّ لجنة «الميكانيزم» التي أُنشئت لمتابعة تطبيق وقف إطلاق النار «تحوّلت من لجنة راعية للسلام إلى لجنة إحصاءات تَعُدّ الصواريخ والأسلحة التي يتسلّمها الجيش اللبناني، وهو دور يتجاوز صلاحياتها ويتناقض مع طبيعة التفويض الدولي الممنوح لها».
وتوقف برو عند محاولات بعض الجهات الداخلية «تسليط الضوء على نقاط الضعف في المجتمع اللبناني وتجاهل عناصر القوة وصمود عوائل الشهداء»، معتبرًا أنّ هذه المقاربات «تلتقي في مضمونها مع مصالح الدول المعادية للبنان، وفي مقدمتها العدو الإسرائيلي الذي فشل في حرب الـ66 يوماً في تحقيق أيٍّ من أهدافه الميدانية».
ورأى أن «منع العدو الإسرائيلي من الدخول برياً إلى القرى الحدودية شكّل بحد ذاته انتصارًا لبنانيًا»، لافتًا إلى أن العدو «حاول التعويض عبر طاولة المفاوضات وخلق الفتنة بين الجيش والمقاومة، وبين مختلف مكوّنات المجتمع اللبناني، لكنه فشل في كل محاولاته».
وفي ختام كلمته، تناول برو قضية «الخلية الأمنية التي أوقفها الأمن العام اللبناني»، مشيرًا إلى أن «الاعترافات تؤكد أنّ العدو الإسرائيلي يسعى لتغذية الفتنة السنية–الشيعية واللبنانية–السورية عبر أدوات محلية مأجورة»، مؤكّدًا أنّ «العدو الذي يمتلك التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لجأ إلى العنصر البشري فقط لإشعال الفتنة الداخلية، في محاولة يائسة لضرب وحدة اللبنانيين وصمودهم».