اخبار ومتفرقات

العلامة فضل الله :لإبقاء السجال ضمن المؤسسات ولخطة طوارئ وطنية تواجه مغامرات العدو

 

عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك بعنوان “مفهوم الابتسامة في الإسلام”، أجاب خلاله على عدد من الأسئلة والاستفسارات حول آخر المستجدّات في لبنان والمنطقة.

استهلّ سماحته اللقاء بالتأكيد على أنّ الابتسامة من أبرز العناصر التي تميّز شخصيّة الإنسان المؤمن، وهي من الأعمال التي وعد الله عليها بأفضل الجزاء. فالمؤمن يفيض بابتسامته على الآخرين حتى في أشدّ الظروف حرجًا، ولو كان الحزن يملأ كيانه. وقد رفع رسول الله (ص) من شأن الابتسامة، فاعتبرها صدقةً يتصدّق بها الإنسان على نفسه، لها ثوابها وآثارها ومفاعيلها.

وأضاف سماحته: إنّ الابتسامة في حدّ ذاتها رسالة ودّ ومحبّة للآخرين، تفتح قلوب الناس بعضهم على بعض، وتساهم في امتصاص مشاعر الغضب والتوتّر التي قد تنشأ بينهم. فكم من أفرادٍ وعائلاتٍ ومجتمعاتٍ تصالحت بسبب ابتسامة! وكم من زوجةٍ سامحت زوجها ووأدت خلافًا بابتسامة، والعكس صحيح! وكم من صداقاتٍ تكوّنت بابتسامة، وكم من إنسانٍ اهتدى برؤية عالمٍ منفتحٍ على الناس بطلاقة وجهه! بل وكم من مريضٍ خفّف الله عنه بفضل ابتسامة طيبة من حوله، وكم فتحت باب رزقٍ لصاحبها!

وتابع سماحته: نحن اليوم أحوج ما نكون، وسط التوترات والأزمات المعيشية والاجتماعية، وعدم الاستقرار السياسي والأمني، إلى تلك النفوس الطيّبة المعطاءة التي تبثّ من خلال ابتسامتها بذور التفاؤل والأمل في الحياة. فالحياة لا تُبنى بزارعي اليأس والكآبة، بل بأصحاب القلوب المشرقة. فالابتسامة إن رسمتها لحبيبٍ أشعرته بالرحمة، وإن رسمتها لعدوٍّ أيقظت فيه الندم، وإن رسمتها لغريبٍ فتحت قلبه لك، وإن رسمتها لنفسك زادتك ثقةً بها. إنها باب هداية ومفتاح أمل.

وأشار إلى أنّ بعض الناس يظنّ أن التبسّم ينافي الوقار ويقوّض الهيبة، وهذا وهمٌ لا أصل له، لأن الابتسامة الرقيقة الصادقة لا تتعارض مع الوقار والجدّية، بل تضفي على صاحبها سحرًا وهيبةً ناعمة.

وخلص بالقول: ليكن المبدأ أن نبتسم دائمًا؛ في بيوتنا، في شوارعنا، في أحاديثنا وتعاملاتنا، وفي كل لقاءاتنا، حتى في لحظات الحزن واليأس. فمن مسؤوليتنا، إن كنا مهمومين، ألا نزرع البؤس في قلوب الآخرين، بل أن ننشر الأمل والسرور في نفوسهم.

وحول سؤالٍ عن الوضع في لبنان، قال سماحته: “قد تصدر بين الحين والآخر تهديدات بشنّ عدوانٍ واسع على لبنان، ترافقها تصريحات لمسؤولين دوليين ومناورات عسكرية للعدو الصهيوني كلّ ذلك يدعونا إلى الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وإن كنّا نرى أن معظمها يدخل في إطار الضغط النفسي والتهويل العسكري لدفع الدولة اللبنانية نحو تنازلاتٍ معينة. لذلك، من الضروري العمل على خطة طوارئ وطنية شاملة لمواجهة أيّ مغامرة قد يُقدم عليها هذا العدو.”

وفي معرض تعليقه على السجال الدائر حول القانون الانتخابي، قال: “للأسف، تحوّل هذا الموضوع إلى سجالٍ وتراشقٍ واتهاماتٍ بين الأطراف اللبنانية، بدل أن يكون مجالًا للحوار الهادئ الذي يجنّب البلاد مزيدًا من التوتّر والضعف ومن المؤسف أن يحاول البعض عزل طائفةٍ أو فئةٍ بطريقةٍ أو بأخرى مما يؤدي إلى تهديد الوحدة الوطنية من دون تحقيق أي ما يراد له من أهداف لذا، يجب أن يبقى السجال ضمن إطار المؤسسات، وألا ينتقل إلى الشارع.”

وأضاف سماحته: “مشكلتنا في لبنان أننا لم نبنِ وطنًا حقيقيًا، بل ما زلنا نعيش في تجمّعاتٍ قبائلية وطائفية ومذهبية وسياسية، تتصارع وتستنجد بالخارج لتغليب فئةٍ على أخرى. وهذا ما يثير الخشية من أن يستغلّ العدوّ هذه الانقسامات لتعميق الشرخ بين مكوّنات الوطن.”

وختم سماحته بالقول: “ليس هناك حتى الآن موقفٌ عربيٌّ وإسلاميٌّ موحّد في مواجهة هذا العدوّ وأطماعه ومخططاته، وهو ما يجعلنا نخشى على مستقبل المنطقة التي تمرّ بمرحلةٍ صعبةٍ وضبابية، بانتظار متغيّرٍ هنا أو هناك…

زر الذهاب إلى الأعلى