في خضم التطورات والتحولات الكبرى التي تعصف بلبنان والمنطقة على اكثر من صعيد, بات من الواضح والجليّ لذوي الالباب أن إرادة الصمود والبقاء والثبات عند اللبنانيين وخاصة الجنوبيين منهم في هذه الآونة أعظم وأكبر من الوصف , وهذا ما يتضح يومًا بعد يوم في ظل حرب شرسة ضروس ما زالت تداعياتها ومسلسلها يطفو على سطح المشهد لغاية كتابة هذه الأسطر.
يقرأ رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور حسن اللقيس المشهد الوطني بعين الافتخار بالتضحيات التي بُذلت وما زالت للدفاع عن الجنوب ولبنان والامة جمعاء, ولا يمكن اليوم ان يقف المرء في مسافة وسطية وسط ما يحدث من قهر وارتكابات لٱلة القمع الصهيونية, والمطلوب أكثر من أي وقت مضى هو الالتفاف الوطني والتعاضد الداخلي وراء خيار الدفاع عن الوطن لأن هذا الأمر بات واجبا أخلاقيا وانسانيًّا، فكلٌّ من موقعه وموقفه وما يمثل يجب أن يلعبَ دورًا في رسم هذه الصورة الوطنية في مواجهة سيناريو الاستبداد والاستكبار والقتل الذي ترتكبه اسرائيل, فلبنان المتنوّع بشتّى مشاربه الطائفية والمذهبية والفكرية هو نعمة يجب أن تُستثمر في الإطار الوحدويّ والوطنيّ, لا أن تسمح شريحة من اللبنانيين بأن تكون وقودًا خارجيًّا يُستعمل في وجه شريحة تشاطرها الانتماء لهذا الوطن وقدمت لأجله التضحيات الجسام , فالمصير والمستقبل والتحديات واحدة وهذا ما يجب أن يكون نبراسًا اكبر للوحدة.
على الصعيد التربوي يؤكد رئيس الجامعة الإسلامية أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمالية تشكل عائقًا في طريق استقرار الأساتذة اللبنانيين بشتى مواقعهم الوظيفية والمهنية, ونحن كجامعة إسلامية ٱلينا على أنفسنا وما زلنا نناضل لنبقى إلى جانب استاذة الجامعة وموظفيها ضمن القدرات والامكانيات, إضافة للمساهمة بالمنح والدعم والتسهيلات لطلابنا في كل فروع الجامعة الممتدة في شتى بقاع الوطن, وهذا النضال لم ولن يتوقف مهما اشتدت الصعوبات وبلغت من الصعوبة بمكان, لأن هذا أسمى ما يمكن أن يُقدم لمن يزرع العلم والمعرفة ومن يتلقاها في ٱن, وهذا شكلٌ آخر من أشكال الجهاد والنضال والكفاح.
ينهي الدكتور حسن اللقيس كلامه مؤكدا أن لبنان سينهض رغم كل درب الجلجلة الطويلة, وكلمة السر للعبور من كل الأزمات هي الوحدة ولا شيء سواها, فهي الإطار الذي يحصن كل إنجاز وطني بشتى تجلياته.
