
منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الإسرائيلي في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي، حزم مراسلو القنوات العربية أمتعتهم من منطقة رميش (جنوب لبنان)، وعادوا أدراجهم إلى مكاتبهم. يومها، قضى مراسلو القنوات العربية، وتحديداً «الجزيرة»، أشهراً في تلك المنطقة المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة، مقدّمين مجموعة تقارير حول العمليات التي شنّها العدو. كانت رميش منطقة هادئة نسبياً، مقارنة بمناطق أخرى في جنوب لبنان تعرّضت لدمار عنيف، فكانت وجهة الصحافيين الآمنة.
«الجزيرة» تستبق التطورات الميدانية؟
لكن بعد مرور عام على وقف إطلاق النار، عاد فريق «الجزيرة» إلى رميش قبل أيام قليلة، واستقر في أحد المنتجعات حيث أقام سابقاً إبان حرب إسناد غزة. هذه الخطوة أثارت بلبلة في الأوساط الإعلامية، وبدأت التساؤلات تُطرح عن مدى ارتباط انتقال الفريق إلى رميش بالتهديدات الإسرائيلية الأخيرة بشنّ حرب جديدة على لبنان للقضاء على «حزب الله».
غموض في قرار العودة
في هذا السياق، تؤكّد المعلومات التي حصلنا عليها انتقال فريق «الجزيرة» إلى رميش، من دون أن يُقدَّم أي تفسير رسمي من القناة حول هذه الخطوة. وتشير الترجيحات إلى أن الانتقال قد يكون بناءً على معلومات حصل عليها الفريق حول احتمال اندلاع مواجهة عسكرية جديدة، بينما تُشير معطيات أخرى إلى أنّ القناة قررت تسليط الضوء على القرى الحدودية، تزامناً مع الذكرى السنوية للحرب، فعادت إليها بشكل شبه دائم.
«العربية» تدخل السباق الإخباري
في المقابل، تكشف المعلومات أنّ «الجزيرة» لم تكن الوحيدة التي استقرت في رميش، إذ لحقتها قناة «العربية» السعودية، ولكن في خطوة متأخرة. ولم يُدلِ مراسلو «العربية» بأي تفسير لهذا الانتقال. ويرى بعضهم أنّ قرار «العربية» جاء كرد على استقرار «الجزيرة» هناك، وخشية من تفويت السبق الإعلامي في حال حصول أي تطورات، فالفريقان يتنافسان باستمرار على التغطية الميدانية الحصرية.
غياب لافت لباقي القنوات
على الضفة نفسها، تنفي المعلومات وجود أي فريق إعلامي آخر في رميش، سواء من «سكاي نيوز» الإماراتية أو التلفزيون «العربي» القطري أو قناة TRT التركية، أو غيرها من القنوات التي تملك مكاتب ثابتة في بيروت وتغطي الشأن السياسي. وتشير المصادر إلى أنّ غياب هذه القنوات قد يعود لأسباب عدة، أبرزها الميزانية المحدودة التي لا تسمح بانتقال فوري إلى الميدان، خلافاً لـ«الجزيرة» و«العربية» اللتين تملكان ميزانيات مفتوحة تتيح لهما التحرك بسرعة من دون حسابات مالية.
سباق إعلامي لا يعني تصعيداً وشيكاً
وتوضح المعلومات أنّ التحركات الإعلامية في لبنان تأتي ضمن إطار الاستعدادات لأي طارئ، لكنها لا تعني بالضرورة أنّ هناك تصعيداً وشيكاً، بل إن ما يحدث يُقرأ في سياق السباق المهني بين الشاشات العربية لتأمين أفضل تغطية ميدانية ممكنة.