حذر من الحرص الأميركي لكي يجاري لبنان وتيرة المنطقة.
رأى المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب أن لبنان دخل في المرحلة الأصعب على مستوى التحديات في الأسابيع والشهور حتى لا نقول الأيام، خصوصاً اذا أخذنا في الاعتبار ما يجري من تطورات في محيطه ومحاولة الادارة الأميركية رسم شكل مختلف للمنطقة بدءاً من غزة وسوريا وصولاً الى الخط الأبعد وما يتصل باتفاقات ابراهام وما بعدها.
واعتبر سماحته أن حرص الادارة الأميركية وربما أطراف أخرى في المنطقة على أن يجاري لبنان هذه الوتيرة المتسارعة في المتطقة يشكّل عنصر الضغط السياسي الاكبر الذي يجاريه ضغط العدو على المستوى العسكري والأمني ما يجعل البلد كله تحت ضغط متراكم نخشى أن يتصاعد أكثر في الأيام والأسابيع والشهور الآتية وأن يلجأ العدو الى أساليب عدوانية جديدة وبوتيرة عالية ومتصاعدة.
وشدد سماحته على ألا يمنح الواقع اللبناني الداخلي فرصة أكبر للهجمة الخارجية من خلال ما بدأنا نراه من انقسامات ومن اختلاف على الأولويات وربما رهانات داخلية للاستفادة من كل ما يجري وتوظيفه في المشهد الآتي سواء في الانتخابات النيابية وغيرها مما يجعل المشهد الداخلي ضاغطاً على اللبنانيين بدلاً من أن يكون عنصراً مساهماً في ابعاد الخطر والتخفيف من حدّته ان لم نستطع تلافيه.
ودعا سماحته الى العمل على خطين لتجاوز المخاطر المحدقة: وحدة اللبنانيين بما تعنيه من ترتيب الأولويات وفق مبدأ التصدي للعدو وكبح آلته العسكرية واهدافه السياسية اولاً، والسعي للإستفادة من المبادرات والطروحات والمواقف الداعمة عربياً ودولياً ومن بينها الحركة المصرية الهادفة لإحداث تأثير ايجابي في لبنان والمنطقة.
وشدد سماحته على أن يقارب المسؤولون في لبنان هذه المبادرات بروحية الموقف الوطني الواحد وأن لا يسمحوا لبعض الأصوات التي تعمل لوضع العصيّ في دواليب الوحدة الداخلية من أن تفرض منطقها على منطق الوحدة الجامعة ، وأن يكون الهدف هو إخراج البلد من تحت وطأة الضغوط والعدوان اولاً.
وأكد سماحته على أهمية الدور الذي يقوم به الرئيس نبيه بري على مختلف المستويات والذي يحفظ التوازن ويمنع الخلل ويمثل حماية للبلد حتى لا تنزلق فيه الأمور نحو الفتنة ولا يخسر لبنان أي عنصر من عناصر قوته ومتانته ، مشيرا الى أن الأطر التي حدّدها رئيس مجلس النواب في التفاوض تشكّل عنصر حماية وقوة للبنان وتمنع من استغلال العدو لأي ضعف يراد له أن يتحكّم بالبلد، كما أن التعاون بين المسؤولين على أعلى المستويات كفيل بتعزيز هذه القاعدة وتمتينها وخصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي نعيشها في لبنان والمنطقة.
وخلص سماحته الى التأكيد على أن ذلك كله يحتاج الى تعزيز الحوار الداخلي واشراك كل المكونات في هذا الحوار الذي لا نزال ننتظره بعيدا من الاستغراق في لغة التراشق من بعيد ومن الاختلاف على الأولويات في الملفات السياسية والأمنية والانتخابية وغيرها.