اخبار ومتفرقات

من اسرار الأنا …

ليس للأنا من منافس لطيف ولا حتى تقبل ان يكون لها شريكاً حقيقيا ودائما حتى ولو في العشق والغرام والتيه والهيام والشجن،ليس للأنا غير أناها الخاصة تؤمن بها كربّ لا شريك له غير اطفالها الصالحين فإن كبروا واشتدّ عودهم كما اشتدت غرائزهم و كما تحصّنت أناهم الخاصة بهم عادت الأنا لا تؤمن بغير أناها كربّ وحيد لا شريك له فإذا اضطرّت من أجل بقائها ومن أجل وهم خلودها ان تتشارك وان تلتقي وان تتعاون مع أنويات(جمع انا اذا سمح الادب العربي 😊)آخرين لتكوين أل “نحن” فليس التآزر والتعاضد الا بهدف يُرتجى قابل للمناورة وأحيانا للتسوية إنما من أجل تدعيم وتثبيت أنا الهها وسط آلهة الآخرين.

لا يقلّلن أحدٌ شأن الأنا فالأنا ساحرة كل يوم مضى وحالياً وكلّ يوم سيَلي لأن لا مهمة عندها غير أن تدافع عن وجودها وعن سُبل راحتها وعن لذّاتها وعن وهمٍ تعرفه وهماً وتعيه :

وهم خلودها .

وحتى وهي تحتضر تؤمن انها في الغياب خالدة ابداً بقرب إله رحيم سيغفر لها و ما رحيم الا لأنها تقنع نفسها بوهم ضرورة ارتكاب الاخطاء والفواحش والمعاصي وربح المال الحرام لتنجو ولتبقى على رجاء ان الإله الاكبر خالق ال”انوات” سيتفهم الضرورة وسيغفر و سيتجاوز لانه الرحمن.

كل انا تبرر لنفسها جرائمها وترشي ربّها بطقوس دينية ليسامحها.

اهمّ ضحايا الأنا الأنا نفسها لأنها تسحر نفسها بأوهامها قبل أن تسحر الآخرين بكلماتها واغواءاتها واغراءاتها وبصمتها وبحسنها وحتى بعنفها.

ليس للأنا من منافس لطيف ولا حتى تقبل ان يكون لها شريكا حقيقياً ودائما غير اناها الخاصة تؤمن بها كربّ وحيد يحلل لها ما تتمناه ويحرّم لها ما تكرهه وتخشاه.

انت تموت عندما تشتبك مع اناك وعندما تنتفض ضدّ شذوذها وانحرافها،لأنها ترتد ضدك لتقنعك بالانتحار وللانتحار اشكالا متعددة اخطرها ان تستخدم ذكاؤك ضد نفسك لا لصالحك.

وحدها اناك سفينة نجاك او مقصلة اعدامك.

إن انتفضت ضد اناك ،احسن تمرّدك بلطف وروّضها بحنان لعلّها تنجو. 

ولن تنجو…

والله اعلم.

د.احمد عياش 

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

زر الذهاب إلى الأعلى