استقبل وفد معرض”هلا صور” والعميد بشروش
العلامة فضل الله: لتعزيز المناعة الثقافية في مواجهة ثقافة الاستسلام
استقبل العلّامة السيّد علي فضل الله وفداً من اللجنة المشرفة على معرض الكتاب الحادي عشر الذي نظمته جمعية “هلا صور الثقافية الاجتماعية” في صور، برئاسة الدكتور عماد سعيد، حيث قدّم الوفد الشكر لسماحته على رعايته للمعرض، واضعاً إيّاه في أجواء فعالياته، ومشيراً إلى الأثر الإيجابي الكبير الذي تركته زيارة سماحته لمدينة صور ورعايته لهذا الحدث الثقافي.
من جهته، رحّب سماحته بالوفد، مقدّراً الجهود التي بُذلت لإنجاح هذا الحدث الثقافي والحضاري الذي نعدّ أنفسنا شركاء فيه وفي استمراره، مؤكداً أهمية تعزيز هذا الجانب الذي يشكل الخلفية الأساسية لأي عمل آخر، ولا سيّما في تعميق الوعي المقاوم لما يُرسم لهذه الأمة ولهذه المنطقة من مخططات.
وأضاف سماحته: “لقد شكّلت صور مدينة التنوع، وقدّمت للإنسانية حضارة عريقة، ومثّلت الصورة الجميلة لهذا الوطن في قدرة الأديان والمذاهب على التلاقي والعيش معاً، كما قدّمت التضحيات الكبيرة من أجل سيادة هذا الوطن وتحريره من المحتلين على مرّ العصور”.
ولفت إلى أهمية العمل الثقافي في تعزيز الوعي والمناعة الوطنية، وفي تحصين المجتمع أمام أفكار الهزيمة والاستسلام التي يروّج لها البعض بحجة الواقعية واختلال موازين القوى لمصلحة العدو الصهيوني.
ودان سماحته اغتيال مدير مدرسة المنصوري، معتبراً أن هذا العمل يستهدف اغتيال الكلمة والحقيقة والتربية والوعي لدى هذا الجيل ودفعه إلى الاستسلام للأمر الواقع، مؤكداً أن ما يقوم به العدو من اعتداءات متكررة على البنية التحتية وعلى كل عناصر الإعمار والصمود يهدف إلى تيئيس هذا الشعب ومنعه من العودة إلى أرضه.
ورأى سماحته أن الضغوط والتحديات الاقتصادية وغيرها ستزداد على الوطن بهدف دفعه للقبول بالشروط المفروضة عليه من جانب العدو المحتل، داعياً اللبنانيين إلى توحيد كلمتهم وعدم الانشغال بالخلافات والمشاكل، لافتاً إلى أن هذه الضغوط لن تُصيب طائفة أو مذهباً دون آخر، بل ستنعكس تداعياتها السلبية على كل الوطن، ما يستوجب التركيز على العدو الحقيقي بدلاً من الاستغراق في معارك وهمية تزيد الأمور تعقيداً.
وأكّد أن المرحلة صعبة ومعقدة، وتتطلب التعاطي معها بحكمة ووعي، وتفويت الفرصة على كل من يريد استغلال أي خلاف لزيادة الشرخ والشرذمة، مشدداً على أن المرحلة تحتاج إلى الاطفائيين الذين يبرّدون الأجواء، لا إلى من يصبّ الزيت على نار الخلافات.
وفي ختام اللقاء، قدّم الوفد درعاً تكريمياً لسماحته.
وكان سماحته قد استقبل أيضاً العميد الدكتور حسن علي بشروش، الذي قدّم له كتابه الجديد بعنوان: “إشكالية الحدود اللبنانية – الفلسطينية”، وتمّ التداول معه في عدد من القضايا القانونية والفكرية والثقافية وآخر المستجدات على الساحة اللبنانية