
عندما تقتحم الشعوذة العلوم الانسانية بما فيها علم النفس خاصة والفلسفة عامة،تنحدر الحضارة إلى أسوأ المستويات وتتسمم اخلاق أجيال بعد أجيال.
ان تضطرب النفس برغباتها وان تخطىء الميول النفسيةباتجاهاتها وان تنحرف المشاعر الجنسية عن اهدافها الطبيعية لأمور غير سويّة تستوجب التقويم والمعالجة لا الاستسلام لافكار تدميرية لا تأخذ في الاعتبار للارتدادات والعواقب الاجتماعية والتربوية و العائلية خاصة.
الأمن النفسي في خطر إن تقدم هواة لمعالجة الاضطرابات وفق تعاليم غربية او وصايا شرقية.
الأمن النفسي ليس ساحة للتدريب.
المرء الشجاع والسوي هو ذاك الذي لا ينجرف لافكار ولميول مرفوضة من المنطق العام السليم ومن العقل الجمعي بل يعيد النظر فيها و يعالجها لتبدو طبيعية .
الطبيعي هو ما اتفق عليه الناس بالفطرة قبل العقل الجمعي.
ان يضطرب المرء وان يعيش صراعاً داخليا بين ان يبقى كالآخرين او ان يكون علامة فارقة مرفوضة لصراع نفسي وجب حسمه من خلال اهل العلوم الانسانية وفي مقدمتهم اهل علم النفس واطباء الأمراض النفسية لصالح الانسجام النفسي الخاص بالفرد والاجتماعي والتربوي العام.
ليس المرء مشروع صدام ضد الجماعة.
ان يشجع بعض العاملين بحقل علم النفس حسم الاضطراب لصالح الميول المنحرفة يجعل من هؤلاء مشعوذين في الميدان اما لأنهم خضعوا لبرمجة دماغية خاطئة من بعض الموتورين لبنانيا وعربيا وعالميا او لانهم هم من أصحاب الميول غير الطبيعية.
ليس لأن بعض الجامعات او المستشفيات يحملن عناوينا براقة ان تصبح كل وصاياهم مقدسة.
لا مقدس غير الأمن النفسي للمرء والجماعة.
حصل ان ترأس إحدى جمعيات الطب النفسي في إحدى الدول العربية طبيب مَثلي لا يجد في اللواط اي اضطراب نفسي بل يفرح للتشجيع عليه كدلالة حضارية ما جعل بعض المضطربين بميولهم يتخذونه حجّة و اثباتا لحسن انحرافاتهم.
الثلم الاعوج من الثور الاكبر.
أخطر الاضطرابات النفسية تبدأ بأفكار غريبة وشاذة وبسلوك غير مفهوم من الأهل والناس واطباء النفس اكثر من يعلم ذلك في الشخصيات الذهانية البسيطة وعند الهذيان الحاد قبل أن تتطور إلى ذهان مزمن ثابت ومستقرّ.
ان يظن بعض العاملين في حقل علم النفس انهم صاروا علماء نفس يفتون وفق فتاوى جمعيات الرابطة الاميركية لاطباء النفس او لنقابات او لمجالس علم النفس لتهديد للصحة النفسية .
لا علاقة لكلامنا بأي دين إنما رأينا نعلنه كحريصين على آخر قلاع الاخلاق الانسانية.
لسنا تابعين لأي منظومة ترعى عمل علم نفس المشعوذين ولسنا عملاء لأي اقطاع طبي في الصحة النفسية.
لرابطة أطباء الاميركيين والبريطانيين والالمان ولجماعات علم النفس رأيهم ولنا رأينا.
أخطر ما يكون عندما يحرّض بعض مشعوذي علم النفس والتيار المضاد للطب النفسي بحجة وصف ادوية وهم لا يفقهون بعلم الادوية ولا ينجحون مع المرضى الا بالصدفة.
نحن لنا رأينا ونحن حريصين على الإنسان السليم.
هؤلاء الذين يخبرون المضطرب بميوله الجنسية ان لا شرّ عليه إن مشى في لواطه او سحاقها يبثون سموما بإسم العلوم وتحت راية نقابة او مجلس او تجمع.
يجب لجم المشعوذين والسحرة بالصحة النفسية .
هؤلاء العاملين بالصحة النفسية يدفعون بالبعض إلى حافة الانتحار في حسمهم للواطهم ولسحاقيتهن لأن المضطربين لا يعانون عادة من ميل منحرف واحد ويتيم بل يواكبه دائما اموراً مؤلمة وتشجيع هؤلاء على ممارسة شذوذهم إنما يدفعون بهم إلى أخطر ما يكون.
حضور المضطرب بميوله او بميولها لا يحضر عادة لوحده إنما تحضر معه مخاوف وقلق وتوتر كل العائلة وعادة ما يكون هؤلاء انانيين لا يهمهم آلام المحيط بهم ولا يكترثون للمفاهيم وأغلبهم يلجم عدوانية غريبة التفاصيل تظهر عند الجرائم غير المفهومةاو غير المبررة بفظاعتها.
لسنا بخير في ميدان الصحة النفسية.
بعض المشعوذين من حملة الشهادات بالعلوم الانسانية وفي علم النفس خاصة ينتشرون ويتقدمون هنا وهناك وفي كل مكان في هذا العالم.
اطرف ما يكون عندما وقف أمامي رجل ملتحٍ وهمست لي الممرضة الاوروبية :
هذا امرأة،خاطبه بالمؤنث،هذا حق من حقوقه.
حفل جنون والدعوة عامة ليس في السياسة والحرب فقط إنما في العلوم ايضاً.
يبدو أنه لا يدافع عن مثليّ الا مثلي آخر او شخصاً ذو ميول منحرفة مستترة و ينتظر اللحظة المناسبة.
لا ،المثلي ليس غير مضطرب نفسي .
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.