هذا الاستقلال لا يعنيني،هذه الدولة لا تمثلني، أحنّ إلى نوح التائه في الجرد يبحث عن اسم لي و عن علمٍ يدفئني عند الصقيع.
دولة حاولوا ان يجعلوها وطناً،الزموا الناس فيها على الالتحاق بقوة جند الافرنج إلى جبل يرفضني،احنّ إلى نوح واني لمرّة يسامحني ربّي على قنّب،على أوراق شجر الكوكا،على نبات افيون خلقه الله وعاقب عليه القانون ،مسكنٌ لآلام الروح و ملهم داعية حماية وعي الجماهير من صراع الطبقات.
تراكمت الطبقات فوق سيجارتي الاخيرة .
القات نبات خلقه الله لسبب غير تقسيم اليمن.
احنّ إلى نوح التائه في الجرد يبحث عن عنوان لي،عن قمر ينير ليل وطن مجهول ،لست من دعاة الاوطان،احب بلغاريا واعشق فرنسا فهل انا اخون بلادي بغرامي؟
ما زلت اممياً مؤمناً ان الانسان واحد بآلامه.
كل ما في الاستقلال غريب عنّي، بلاد للبيع،أشجار ومغاور وصخور للاستثمار،غاز تحت بحر للمقايضة كل ما في الجوّ مباح ،طيور تحمل صواريخ تلاحقني، كل ما في هذه الدولة يزعجني وخاضع للنهب الا قبر أبي،اقتل من يبيع الضريح واقتل من يساوم على ترابه.
مجازر للتبادل الثقافي،مصارف لرابطة تعاون الطوائف.
احنّ إلى نوح فاعل خير بلا قانون يحميه وعامل في سبيل الحصادين من دون فتوى شرعية تقيه شرّ الكفار.
ما أجمل الطفار في الجرد!
ما الفرق بين من يتاجر في دول الخليج بعرق تعب العرب والهنود والباكسانيين وبين من يتاجر بطيبة قلوب الزنج مقابل الماس يهرّب إلى أرض الفلمون والوالون تحت مستوى البحر والأخلاق وبين من يتاجر بالسلاح والسياسة وبالاقتصاد عبر البحار باتجاه بلاد اهل الهنود الحمر.
احنّ لخطبة الهندي الاحمر في سياتل وهو يوصي الغزاة بنظافة النهر وسلامة الطير والجواميس.
ما الفرق بين عنف محمي بالقانون وبين عنف من خارج القانون.
الفانتوم قانونية وتقتل اكثر.
بلاد الانكليز قانونية واحتلت الهند كلها.
البرتغال قانونية واحتلت البرازيل.
الاسبان يعشقون القانون وقد احتلوا أميركا اللاتينية.
كل عتاد واللحم العدو الأصيل تم استيرادها عبر مرافىء قانونية.
ما الفرق بين استقلال دولة وعنف شرعي وعنف غير قانوني وبين سيف نوح.
احنّ لسفينة نوح واني لمرة يسامحني ربّي،هذا الاستقلال لا يعنيني لأنه لم يقدم غير دولة لا وطن،غير ناس لا شعب،غير طوائف لا اخلاق،غير حرس لا جيش،غير قضاء لا عدالة.
لست من دعاة رسم حدود.
هذا الاستقلال لا يعنيني ما دمت مشجعا لفريق البرازيل وأحيانا لفرنسا في بطولة كأس العالم.
احنّ لفريق نوح لكرة القدم اكون فيها ولو لمرة واحدة في الهجوم لا حارس مرمى او الكرة نفسها…
لمن يسأل عن معجزة نوح، نوح كان والد غيفارا.
“تكبر في الاعمار وفي اعياد البيدر،تكبر في القمح المتهادي تحت المنجل،في عرق الحصادين،في تعب الحصادين و تكبر في الموال البلدي مساء
والله اعلم.
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.
