اغتيال “الرجل الثاني” في حزب الله يُشعل فتيل التوتر: إسرائيل تعلن تصفية هيثم الطبطبائي وإيران تتوعد بـ”رد ساحق”
بيروت – الاعلامي:
في تطور دراماتيكي حبس أنفاس المنطقة وهزّ المشهد الإقليمي، نفذت إسرائيل يوم الـ23 من نوفمبر 2025 عملية اغتيال دقيقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، استهدفت القيادي العسكري الأبرز في حزب الله، هيثم علي الطبطبائي، المعروف بـ”أبو علي”، والذي يوصف بأنه “رئيس أركان” الحزب والرجل الثاني في هرميته العسكرية.
تفاصيل الضربة
استهدفت غارة جوية إسرائيلية مركزة منطقة حارة حريك، معقل حزب الله، ما أدى إلى استشهاد الطبطبائي وأربعة من مرافقيه. وسارعت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى تبني العملية، مؤكدة نجاحها في تصفية من وصفته بـ”مهندس القوة العسكرية” للحزب، مشيرة إلى أن هذه الضربة جاءت بعد محاولتين فاشلتين سابقتين لاغتياله.
من هو “الجنرال الصامت”؟
يُعد الطبطبائي (مواليد 1968) شخصية محورية في “محور المقاومة”. قاد “قوة الرضوان” النخبوية، ولعب أدواراً حاسمة في الميدان السوري، كما أشرف على ملف تدريب ودعم “انصار الله” في اليمن. وعقب اغتيال القائد فؤاد شكر في العام 2024، تولى الطبطبائي فعلياً مهام قيادة العمليات العسكرية وإعادة بناء قدرات الحزب وترميم ترسانته بعد الحرب الأخيرة، مما جعله “الهدف رقم واحد” لإسرائيل.
حزب الله: “لن ننكسر”
وفي أول تعليق رسمي، نعى حزب الله قائده العسكري، مؤكداً أن “دماء القادة تزيد المقاومة ثباتاً”. وخلال مراسم التشييع الحاشدة، وجه رئيس المجلس التنفيذي في الحزب، الشيخ علي دعموش، رسالة تحدٍ قائلاً: “العدو أخطأ في حساباته عندما ظن أن استهداف القادة سيُضعفنا.. آلمنا استشهاد القائد أبو علي، لكن هذا لن يمس إرادتنا”. وشدد دعموش على رفض أي إملاءات أمريكية أو إسرائيلية، داعياً الدولة اللبنانية لمواجهة العدوان.
طهران تتوعد وتل أبيب تستنفر
إقليمياً، أدان الحرس الثوري الإيراني العملية بشدة، واصفاً إياها بـ”الانتهاك الصارخ”، ومتوعداً بـ”رد ساحق في الوقت المناسب”.
في المقابل، رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى على الحدود الشمالية تحسباً لسيناريوهات الرد، التي قد تتراوح بين رشقات صاروخية مكثفة نحو العمق الإسرائيلي، أو عمليات تسلل نوعية، في ظل تقديرات استخباراتية تشير إلى أن الحزب لن يمرر هذا الاغتيال دون رد يحفظ توازن الردع.
تداعيات استراتيجية
يرى مراقبون أن غياب الطبطبائي يمثل ضربة قوية للقيادة العملياتية لحزب الله نظراً لخبرته الواسعة وشبكة علاقاته مع طهران، إلا أن الهيكلية المرنة للحزب قد تسمح له باستيعاب الصدمة. ومع ذلك، فإن هذا التصعيد يضع المنطقة برمتها على فوهة بركان، معقداً أي مساعٍ دبلوماسية لتهدئة الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية في المدى المنظور.