حذر المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب من أننا أمام أسابيع من الضغوط القصوى على لبنان ، وهي في الأساس ضغوط أميركية تريد الادارة الأميركية من خلالها للبنان أن ينتظم في إطار الخطوة المرسومة للمنطقة كلها وأن لا يخرج عنها في التوقيت والأداء.
وأشار الى أن كل ما يتعرّض له لبنان من ضربات اسرائيلية ترتفع وتيرتها تارة وتنخفض أخرى إنما تتم برعاية أميركية كاملة ومن خلال التنسيق مع العدو عبر غرفة العمليات المشتركة ، ثم يأتي دور المبعوثين الأميركيين للإستثمار في ادارة العملية السياسية ضمن الاطار المحدد الذي تسلكه الحركة الأميركية في المنطقة.
واعتبر سماحته أننا أمام لعبة أميركية مزدوجة في عملية شد وجذب يقال فيها للدولة اللبنانية بأنها اذا سارت في اطار المفاوضات المباشرة فإن الأمور قد تذهب نحو الحلحلة ثم تأتي بعدها الغارات الاسرائيلية ليرافقها عرض تحت عنوان اقتصادي في محاولة لإخراج التفاوض عن إطاره التقني البحت الذي اشترطه لبنان ضمن تنسيق بين المسؤولين الكبار في الدولة.
وحذر المفتي طالب من أن استحضار العنوان الاقتصادي لا يبتعد عن الأطماع الاسرائيلية بالثروات النفطية اللبنانية وما يخطط له العدو من اعادة ترسيم للحدود ضمن شروط جديدة يعتبر أنها باتت قابلة للتنفيذ أكثر خصوصاً عندما يربطها باستمرار احتلاله واعتداءاته.
ودعا سماحته اللبنانيين الى التماسك والوحدة وعدم توفير أية أجواء ملائمة للعدو او الإيحاء له بصوابية خياراته وعدوانه، مشددا على الاستناد الى بيانات ” اليونيفل” والأمم المتحدة في التزام لبنان الكامل بوقف النار وانجازات الجيش اللبناني وخصوصاً جنوب الليطاني.
وخلص سماحته للتأكيد على أننا أمام أسابيع وربما شهور صعبة ولكن يمكن للبنانيين أن يجتازوها بنجاح اذا عزّزوا وحدتهم واستفادوا من المناخ العام في المنطقة الذي يرفض التصعيد ومن المبادرات والتحركات العربية والأوروبية والأممية وغيرها ، فالمساحات السياسية والدبلوماسية ليست للعدو وحده وعلى اللبنانيين أن يُظهروا قوتهم ومنعتهم الحقيقية في هذه المرحلة الدقيقة والمصيرية ولا يخرجوا عن وحدتهم وتماسكهم ورؤيتهم المشتركة للأمور.