
مهما حاولت لن تستطيع أن تبيع الوهم كحقيقة كرجل الدين في معبد يرتدي بدلة الساحر ويلحن كلماته موسيقياً كما انك لن تستطيع أن تُقنع مثقفاً ينفث سمّ سجائره في رئتيه والهواء في مقهى مزدحم بالضحايا وقد تعرّض لبرمجة فكرية عميقة عبر كتب كثيرة و إرشادات أساتذة ان تحطيم الوعي الجمعي ليست مهمّته ولا شرطاً اساسيا من اجل بناء جمهورية أفلاطون.
لن تستطيع أن تقنع الصياد المهووس بقتل العصافير أنّ للعصافير مهمات عظيمة في توازن قوى الطبيعة ليزهر الربيع ولتثمر الارض لتكون صحته سليمة.
ما من احد مستعدّ أن يتراجع ولو قليلا رغم جهله بالتكنولوجبا ليعبر الجيل الصاعد لأن الجميع هنا متمسّك في مكانه كأنّه في آخر سفينة نجاة بينما تسمعه يتذمّر أن لا فرص عمل لأبنائه.
كل مال يدخل جيب التاجر لا يخرج الا لاستدراج مال حرام آخر ولو اضطرّه لقسم اليمين آلاف المرات أن بضاعته حلال وبضاعة الاخرين مزيّفة وان الرب هو الرزاق الوحيد لا الغشّ ولا السمسرة ولا استغلال جهل الناس.
رغم معرفة الناس ان المصرف نهب أموالهم ما زالت الناس تتأمل من عصابات المصارف خيراً.
كثيرون هم الذين يتساقطون في الاضطرابات النفسية كما هم كثيرون المشعوذون الذين يدّعون خطة العلاج ويههلون لطلاسم سحرية.
مهما فعلت لن يعشق المنطق احد ولن يؤيد الحقيقة انسان فالناس يفضّلون الذي يبتسم لهم ويدفعهم بالسرّ نحو وادي جهنم.
تلك المصرّة على حقن وجهها ومؤخرتها بسمّ الجراذين لتبدو اجمل لن يقنعها الهرّ أن لا تخاف من الفئران والصراصير.
دائما ستجد من يكرهك من دون ان يعرفك لأنّ الناس لا تحب من اثبت بالمنطق انّه أفضل منك ولو من ناحية التعبير فقط.
هكذا هم الناس ونحن منهم ،نعلم ونخطىء ولا نستفيد من التجربة الا ما ندر إلى يوم نموت لأننا ميالون أن نصدّق دماغنا المبرمج على معلومات كأنها حقائق ثابته وغير مستعدين أن نعدّل فيها لأن ذلك متعب واحيانا مؤلم ايضاً.
حتى لو كتبنا على الجدار”هذا حائط” وحتى لو شاهده الكثيرين فهناك من سيصطدم به وسيتذمر من وسيشتم الذي بناه.
والله اعلم.
د . احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.