السياسية

أبرز ماجاء في مقالات صحف اليوم

مانشيت الصحف ليوم الأربعاء 10كانون الأول2025

الجمهورية: بدأنا نلمس خفض منسوب التشاؤم

بعض ما جاء في مانشيت الجمهورية:

قال مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»: «بدأنا نلمس خفض منسوب التشاؤم، لكن هذا لا يعني أننا أبعدنا شبح الحرب عن لبنان، لأنّ إسرائيل مستمرة في عدوانها اليومي، ووصلتنا رسالتها أنّها لن توقف النار للتفاوض، والنار بالنسبة اليها هي فوق التفاوض».وكشف المصدر «انّ المعنيين استطاعوا أن ينتزعوا عدم نكران الموفدين الدوليين من أنّ لبنان يقوم بخطوات إيجابية».

ودعا المصدر إلى «التوقف ملياً عند كل كلمة قالها رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام وفد سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. فالأزمة في صلبها تكمن في عدم التزام إسرائيل بكل الاتفاقات، وآخرها اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصاً انّ «حزب الله» التزم وانسحب كلياً من جنوب نهر الليطاني بحسب الاتفاق، وفي المقابل فإنّ العدو لم يقم بأي خطوة لا لجهة وقف الأعمال العدائية ولا الانسحاب. والذي استجد أننا قدّمنا خطوة إضافية تدحض الإدّعاءات الإسرائيلية ولم نسمع الصدى».

وقال المصدر نفسه «إنّ ما يتجاهله البعض وللأسف، يتقاطع مع مَن في الداخل، انّ إسرائيل ملزمة بتطبيق الاتفاق، ونحن نكرر الموقف، وهو أن لا يصح التفاوض تحت النار، والخوف أن تستمر إسرائيل في حربها لا بل تذهب إلى أبعد من الخطوط المرسومة حالياً، وإنّ كل التدخّل الخارجي لا يعمل بطريقة فاعلة، وخصوصاً الجانب الأميركي ذو التأثير الأكثر فعالية، في اعتبار انّ العدو لا يعير اهتماماً لأي مطالب أخرى، وربما ما يؤخّر التصعيد الكبير أننا لا نعطي عدونا ذريعة».

ويؤكّد المصدر «انّ الالتزام بالمكتوب هو الحل، ونحن ننتظر تطبيقه ومساعدة الأميركي على فرضه من دون لا مهل ولا رهانات».

وأكّد المصدر، انّ جولة الموفد الفرنسي لن تقدّم ولن تؤخّر في الواقع شيئاً، حتى انّ اللقاء الرباعي الذي تردّد انّه سيُعقد في 18 من الجاري في باريس بين لودريان ولوجاندر والموفد السعودي يزيد بن فرحان والموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس وقائد الجيش العماد رودولف هيكل عشية اجتماع لجنة «الميكانيزم» في 19 من الجاري، لا تأكيد بعد انّه سيحصل وربما لن يحصل.

الجمهورية

الديار: إستعراض النازحين السوريين في المناطق أعاد طرح وجودهم… الوضع الأمني كاد ينفجر… فتصدّى الجيش بجهوزيّته للفتنة

الديار:كمال ذبيان-

الاستعراض الذي قام به النازحون السوريون في لبنان، ومن اللبنانيين حلفاء النظام الجديد في سوريا، احتفالاً بمرور عام على سقوط النظام السوري السابق، كاد ان يفجّر الوضع الامني، لانه اتخذ طابعاً مذهبياً، حيث توجه المحتفلون بانتصار “الثورة السورية” الى مناطق ذات غالبية شيعية، مما ادى الى حصول صدامات، لا سيما في حارة صيدا ومحيطها، مما استدعى تدخل الجيش، الذي اقفل المعابر الى بعض المناطق واقام حواجز وسيّر دويات، وجرت اتصالات سياسية وامنية، لوقف التحركات في الشارع.

هذا الحراك السوري جاء في توقيت خطير ودقيق يمر به لبنان، ومهدد من العدو الاسرائيلي بحرب واسعة مع استمرار عملياته العسكرية، مما دفع بالمسؤولين اللبنانيين الى التحرك السريع لمنع اندلاع فتنة، بعد ان بدأت مواقع التواصل، تبث مشاهد عن دراجات وسيارات تجوب المناطق والشوارع، فرفع الجيش من جهوزيته، وتمكن من ضبط الوضع الامني والحفاظ على الاستقرار، دون ان تنتهي المشكلة.

فما حصل توقف عنده المسؤولون والمتابعون للوضع في لبنان، ورأوا انه يقع في اطار تحريك الوجود السوري النازح وغير النازح في تفجير الوضع الامني، وهو ما تخوف منه مسؤولون سياسيون وامنيون، حيث عاد موضوع عودة النازحين السوريين الى واجهة الاهتمام، لان بقاءهم في لبنان لدواع امنية في سوريا، لم يعد مبرراً مع سقوط نظام بشار الاسد، ووصول “هيئة تحير الشام” بقيادة احمد الشرع الى السلطة، التي عادت معها العلاقات الرسمية بين البلدين، وتعليق العمل بمعاهدة “الاخوة والتعاون والتنسيق المعقودة بين لبنان وسوريا”.

فالعودة الطوعية، هي ما يُعمل بها لا العودة الامنية، وينظم الامن العام في لبنان منذ تموز الماضي، وبعد قرار الحكومة فتح باب العودة للنازحين، رحلات اسبوعية لمن يرغب بالعودة. وقد بلغ عدد العائدين 3700 في 12 رحلة، وما زال الامن العام يعمل وفق الخطة، وهو ما يؤكد عليه مصدر في الامن العام، الذي يكشف بان الموضوع بحاجة الى قرار سياسي من الحكومة، لوضع خطة ضمن مهلة تعيد كل النازحين غير الشرعيين، الذين لا يملكون اوراقا ثبوتية تسمح لهم الاقامة والعمل في لبنان.

فالامن العام يقوم بواجبه، ومديره العام اللواء حسن شقير ومن سبقه من مدراء عامين، كان موضوع عودة النازحين السوريين اهتمامهم الاول، لانه من صلاحياته مراقبة الدخول الى لبنان والخروج منه من كل الدول والجنسيات، وان سوريا التي لها حدود مع لبنان، يصعب ضبطها بالكامل، مع وجود معابر غير شرعية، وتجار نقل البشر، وهذا ملف وضعه لبنان على رأس جدول اعماله مع السلطة السورية الجديدة، التي تبدي اهتماماً، ولكن ليس بالجدية المطلوبة، وحصلت ايجابيات عبر تنسيق امني واقفال معابر ومنع تسلل.

والنزوح السوري قنبلة امنية يمكن استخدامها داخل لبنان، وفق مصدر امني، الذي يشير الى ضرورة ان تقوم الامم المتدة التي ترعاهم، بفرض عليهم العودة لا التمني، بالرغم من انها قررت ان تساعد العائلات العائدة، بالدفع لهم مئة دولار عن كل فرد، الا ان هذا وحده لا يكفي، فلا بد من قرار دولي بعودة النازحين السوريين من لبنان، الذين انخفض عددهم قليلاً، وان بعضهم يعود الى لبنان تحت ذريعة امنية، وان منزله مدمر، والوضع الاقتصادي لا يسمح له بالعيش.

من هنا، فان تحرك النازحين السوريين في مناطق ذات غالبية سنية، كشف عن خطورة وجود نحو مليوني نازح، وهذا ما تراه مصادر سياسية متعددة، بانه يجب ان يكون اولوية في طرحه امام المراجع الدولية، التي ما زالت غير متحمسة لاعادتهم، مع تكرار الموفد الاميركي توم برّاك موقفه بضم لبنان الى سوريا، وازالة الحدود التي كرسها اتفاق “سايكس ـ بيكو”، وهو حدث تاريخي حصل بتقسيم الشرق الادنى. انما ما تقرأه المصادر في كلام براك، هو ادخال لبنان ضمن دائرة النفوذ السوري، كما كان في زمن الحكم السابق لحافظ وبشار الاسد منذ العام 1976 حتى 2005.

فالعودة الطوعية التي جرى الاعتراض عليها، لا سيما من “التيار الوطني الحر”، بدأت تظهر عواقبها على لبنان امنياً واقتصادياً، فيؤكد مصدر قيادي في التيار، بان الوجود السوري سيفتح في وجه الحكومة ولا تراجع عنه، لان ما اقدم عليه النازحون السوريون ليس بريئاً او عفوياً.

الديار

الشرق الأوسط السعودية: نتنياهو: الاتصالات مع دمشق لم ترق إلى اتفاق

الشرق الأوسط السعودية: لندن-

نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن تكون الاتصالات التي جرت خلال الفترة الماضية بشأن الملف السوري، والتي شاركت فيها الولايات المتحدة، قد ارتقت إلى اتفاقات أو تفاهمات بين الجانبين.

وأوضح مكتب نتنياهو، في بيان، أن «لقاءات واتصالات عقدت برعاية واشنطن حول قضايا تتعلق بسوريا، إلا أنها بقيت في إطار المناقشات الأولية».

وأكد البيان أن «أي حديث عن اتفاق أو تقدم نوعي في هذا المسار غير دقيق»، مشيراً إلى أن الاتصالات كانت جزءاً من جهود دبلوماسية أوسع تقودها الولايات المتحدة في المنطقة.

وتقول المصادر إن نتنياهو اضطر لإصدار هذا البيان بعد أن نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبر رفضه التوقيع على اتفاق مع سوريا، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، توصل إليه الطرفان بوساطة أميركية.

الشرق الأوسط

اللواء: لبنان بين روبيو وعبد العاطي

بعض ما جاء في مانشيت اللواء:

حضر الوضع في لبنان في الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو ونظيره المصري بدر عبد العاطي، الذي اطلع نظيره الاميركي على نتائج زيارته الى بيروت بهدف دعم الدولة اللبنانية، وبحث سبل خفض التوتر وتعزيز الاستقرار واعادة التأكيد على الموقف المصري الداعم للبنان ووحدته وامنه واستقراره.

اللواء

البناء: اكتمال المرحلة الأولى من حصر السلاح والانتقال إلى مرحلة ثانية

بعض ما جاء في مانشيت البناء:

لبنانياً، مع اقتراب نهاية العام كموعد لنهاية المرحلة من خطة حصر السلاح في جنوب الليطاني، تؤكد مصادر متابعة للموقف الرسمي اللبناني، أن الدولة بكل مؤسساتها لن تعلن اكتمال المرحلة الأولى والانتقال إلى مرحلة ثانية قبل أن يتسنى للجيش اللبناني الانتشار حتى الخط الأزرق كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة ووقف الاعتداءات يُعتبران شرطين للانتقال إلى مرحلة ثانية من خطة حصر السلاح التي ينفذها الجيش اللبناني.

البناء

البناء: مصدر نيابي يحذّر من جرّ لبنان إلى تقديم تنازلات إضافيّة من دون مقابل

بعض ما جاء في مانشيت البناء:

حذّر مصدر نيابي عبر «البناء» من «جرّ لبنان إلى تقديم تنازلات إضافيّة من دون مقابل، والهدف من الضغط المكثف على لبنان هو نزع سلاح المقاومة واتفاقية سلام وتطبيع مع «إسرائيل»»، مشدّداً على أنّ «لبنان الرسمي لن يقبل بأن يصبح البلد تحت السطوة والنفوذ الإسرائيلي وكذلك الأمر إذا استمرّ العدوان والاحتلال فستنشأ مقاومة شعبية جديدة من أهالي الجنوب والقرى الحدودية ومن كلّ لبنان».

البناء

اللواء: نشاط الدبلوماسية العربية والدولية لمواجهة التهويلات والتهديدات الاسرائيلية

بعض ما جاء في مانشيت اللواء:

بعد أقل من أسبوعين تدخل البلاد في عطلة عيد الميلاد ورأس السنة والتي تمتد الى الاسبوع الاول كاملاً من السنة الجديدة، وسط نشاط الدبلوماسية العربية والدولية من قبل «أصدقاء لبنان»، لمواجهة التهويلات والتهديدات الاسرائيلية بانتظار تحسُّن الطقس ومضي الاعياد المجيدة للعودة الى توجيه ضربات جديدة قوية في لبنان، وربما في ايران ايضاً، بما يشبه الترابط على غرار ما حصل في الحرب بدءاً من العام 2023.

وعليه أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» انه من المتوقع قيام تواصل مع السفير السابق سيمون كرم قبيل انعقاد لجنة الميكانيزيم المقبلة، وذلك في سياق متابعة ما سيُطرح خلالها وإبلاغ المعنيين في اللجنة الموقف اللبناني.

واشارت المصادر الى انه لا يمكن الحديث عن كيفية سير النقاش في اللجنة او تقدم معين خصوصا انه الإجتماع الثاني بعد التعيين والمواضيع التي قد تُطرح وتختص بوقف اطلاق النار ستتطور في وقت قريب بعد انضمام شخصية مدنية الى اللجنة حيث ان موضوع التفاوض سيكون من ضمن أولويات البحث.

واشارت الى انه قد يكون الإجتماع المقبل للجنة الأخير في هذا العام الا اذا تقرر تكثيف الإجتماعات.

اللواء

الأنباء الكويتية: “الميكانيزم” ستحكم لبنان وستشرف على الانتخابات وتدير حكما انتقاليا

الأنباء الكويتية:

قال مصدر سياسي رفيع تشدد في عدم الكشف عن اسمه لـ «الأنباء»: «الميكانيزم هي التي ستحكم لبنان، وستشرف على الانتخابات وتدير حكما انتقاليا من الحالة الراهنة الى الحالة الجديدة المرتقبة».

وتابع المصدر: «دخول لبنان في التفاوض السياسي، بالإضافة الى الدعم الدولي والثقة التي وفرها للحكومة، وضعا حدا وبنسبة كبيرة لمنع أي حرب إسرائيلية على لبنان، خصوصا أن الحرب الأخيرة أعطت موازين قوى لصالح إسرائيل بالكامل، وقد فرضتها الظروف التي كانت قائمة نتيجة «حرب الإسناد» التي فتحها «حزب الله» في 8 أكتوبر 2023 على مدى سنة لدعم غزة، واستفادت إسرائيل من هذا الواقع لتأمين الغطاء والدعم الدولي لعمليتها العسكرية في لبنان».

وأضاف المصدر: «في وقت لا توجد ضمانات بأن أي حرب جديدة لن تسهم في تغيير معاكس لموازين قوى الميدان، وخلق قواعد ردع جديدة تعيد الأمور الى نقطة البداية، سواء من خلال موضوع سحب السلاح، أو ما تحقق في جنوب الليطاني من انجازات بانتشار الجيش وتولي الأمن هناك».

الأنباء

الأخبار: عندما تتلاشى بيوت الجنوبيين فجأة بعد… «إنذار عاجل»

الأخبار:فراس خليفة-

عند نقطة تُجاوز شُعاع الـ500 متر المُحدَّد على الخريطة باللون الأحمر، راقبت زينب رميتي كيف تلاشى بيتها المُكوّن من ثلاث طبقات أمام ناظريها بفعل صاروخ واحد فقط. هكذا قرَّر جيش العدو أن يُنفّذ «حُكم الإعدام» بأحد بيوت بلدة المجادل الجنوبية (صور) بذريعة «تخزين السِّلاح»، كما في كلّ «الاستهدافات» الأخيرة للمنازل، وهو ما كذّبته روايات الجيش اللبناني أكثر من مرَّة.

زينب التي ظلّت لأيّام تسأل «طيب ليش بيتي أنا؟»، لم تكن تقصد المفاضلة بين بيتها وبيوت جيرانها وأهل قريتها، لكنها كانت تبحث فعلاً عن سبب مُقنِع لاختيار منزلها الزوجي ضمن خريطة الإنذارات، المسبوقة عادة بعبارة «إنذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان». تستدرك المرأة الجنوبية وأقاربها بالقول إنّ المطلوب أساساً، عبر هذا النوع من الاعتداءات، هو التحريض على المقاومة في حرب متواصلة من طرف واحد منذ وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024.«لم تكن تعلم»!

في حكاية «استهداف» بيت زينب ثمّة ما يتشابه مع ما حصل لبيوت أخرى استُهدفت بالطريقة ذاتها في الأشهر التي تلت وقف الحرب الموسَّعة.

في أصل فكرة إرسال «الإنذارات» كجزء من الحرب النفسية ضد السكان المدنيين، وفي معنى أن «تَشطُب» البيت من الحيّز المادي وما يعنيه ذلك من استهداف لأمان الناس في حياتهم اليومية وضرب علاقة الجنوبيين خصوصاً بمنازلهم التي بنوها و«كبّروها ووسّعوها» بأموال اغترابية بنسبة كبيرة. لكن في حالة زينب، كان ثمّة ما يدعو لإعادة سرد الرواية.

كانت الساعة قد تجاوزت الثالثة بقليل من يوم الخميس الماضي. وكان الجميع تقريباً في بلدة المجادل الجنوبية – باستثناء زينب رميتي – قد عَلِم بمكان الاستهداف المحدّد في خريطة إنذارات جيش الاحتلال. «تلفوني كان معي بس ما كنت فاتحتو، وما شِفْت الإنذار». تقول زينب. اتَّصل أولاً والدها وقال لها إنّ هناك تهديداً إسرائيلياً لبيت في محلّة «شوعا»، المتداخلة مع الشهابية حيث يقع منزلها. «ضَهّري الولاد شي نص ساعة وبترجعي».

كانت زينب تهمُّ بإقفال البوابة الحديدية للمدخل الخارجي مصطحبة وَلَدَيْها فاطمة ومحمد إلى «الدرس الخصوصي» اليومي بعد أن انتهوا للتّو من تناول غدائهم. «قلت بوصّلهن عند المعلمة وبشوف وين الضربة وبرجع، بس ما كنت لحظتها متخيّلة ولا واحد بالمية انو بيتي المستهدف».

وَصَل شباب «الهيئة الصحّية» أولاً. سألوها إذا ما كان هناك أشخاص ما زالوا في البيت أو في بيت جيرانها المجاور وطلبوا منها المغادرة من دون تأخير. «أوعى يكون بيتي المستهدف؟»، سألت زينب. «قولوا لي إذا بيتي لجيب غراضي مش مضَهّرة معي شي». قالوا لها إنّ «الضربة المتوقعة في محيط منزلك، لسنا أكيدين بعد»، في كلمات توحي إمّا بالالتباس الحاصل في تحديد المنزل وإما بدافع التخفيف من وقع الخبر عليها. في طريقها إلى بيت أهلها كان أحد أقربائها يقول لها على الهاتف: «الله يعوّض عليكي». عبارة ستنزل عليها وقع الصاعقة، وستتكرَّر على مسامعها لاحقاً ومراراً طوال الأيام التي تلت حصول الغارة.

كلّما أعادت مشاهدة فيديو الغارة تتمنّى زينب رميتي لو كان بإمكانها أن تنقذ شيئاً قبل سقوط الصاروخ الذي غيّر كل مخططاتها دفعة واحدة

ولكن بالنسبة إلى زوجة ابن المجادل موسى فريدي، المغترب في ألمانيا، «خلص… راح كل شي». المرأة التي قالت حينها «دقُّوا للجيش يجي يفتّش البيت من فوق لتحت»، لم يسعفها الوقت لتخرج أيّاً من مقتنياتها وثياب أطفالها وأوراقها الثبوتية، ولم يتمكن والدها من الوصول إلى المنزل قبل الغارة التحذيرية الأولى. «بعدني مش مصدقة. كيف يعني ضاهرة لوصّل ولادي بيقولولي معش ترجعي ع بيتك.رح جنّ»، تقول زينب، بينما تستعيد شريط ذكرياتها في البيت الذي سكنته منذ 11 عاماً.

«بيتي حلو، من أحلى البيوت، ومعه جنينة فيها خيرات وأصناف فواكه زرعها زوجي وأنا أعتني بها».تُعدِّد بعض الأشياء والمقتنيات التي لها أهمية و«كلّها راحت مع البيت»: ألعاب الأولاد ونظّاراتهم وكتبهم ولوازمهم المدرسية وثيابهم… يا حرام تيابن الشتوية بعتلن ياهن بيهم من ألمانيا مش من زمان. ياسمين بدها السكوتر ومحمد بدّه البلاي ستايشن».

يكرّر الأولاد يومياً الأسئلة حول البيت والأغراض ويعرفون أن مَن قصف منزلهم هي «إسرائيل» بوصفها عدو الطفولة. «إحساس الطفل أنه فقد كل شيء صعب». تضيف: «كمان صور العرس أنا وزوجي، قناني عطورات، وطبعاً شوية مصاري ودهب».

«الخوف الاستباقي»

بعد توقُّف حرب الـ66 يوماً، التي دَمّرت إسرائيل خلالها نحو ثلاثين بناء سكنيّاً في بلدة المجادل، بدأت ورشة التحسين في المنزل الواقع عند سفح تل. لم يكن الأمر مرتبطاً بالحرب إذ لم تلحق به أضرار كبيرة، بل بقرار تجهيز الطابق الأرضي ليكون الرّكن الأساسي في البيت.

«كل ما كان يبعتلي جوزي شي بزبِّط فيهن ع مهلي». قبل يوم واحد فقط من الغارة التي استهدفته، كانت مهمّة تجديد البيت قد اكتملت.

«ما لحّقنا تهنّينا بالقعدة الجديدة»، تقول زينب. «بيتي ملان. كله عفش جديد، في إشيا مش فاتحتها بعدها بالكرتونة.

السجّادات قبل بيوم من الضربة كنت فارشتهن، الشراشف والطاولات وآيات قرآنية الخ… في كم شغلة بعد ما دفعت حقّهن. تخيّل رح ادفع حق شي ما عاد موجود. البيت قبل بيوم كنت معبيته أكل، حتى الأرغيلة جهّزتها للسهرة بنفس يوم الغارة».

هكذا تختبر زينب رميتي معنى أن يفقد الإنسان بيته فجأة. البيت كمساحة أمان جسدية ونفسية، و«لمَّة العيلة والولاد والقرايب».

وهي، من خلال حديثها عن التحسينات التي أنجزتها في البيت وتجهيزه، بدت كما لو أنّها كانت تودّعه من دون أن تدري. تقول إن خسارة البيت، بهذه الطريقة، وقعها أصعب من خسارته خلال الحرب مع أن الخسارة واقعة في الحالتين.

«في الحرب أنت تعرف أنها حرب، بتزعل على بيتك بس بتتقبل الموضوع. الأمر الآن أصعب رغم أن هناك إنذاراً».وهذا هو بالتحديد مثال على كيفية خوض العدو حرباً بالإنذارات والاستهدافات. يقدّم في بياناته حججاً كاذبة ويبدي حرصه على السكّان، لكنه يقصف منازلهم وممتلكاتهم.

العارفون بأدوات الحرب النفسية يلفتون إلى أن العدو من خلال نشر البيانات والخرائط وغيرها من الأساليب، يمارس ما يمكن تسميته بـ«استراتيجية الخوف الاستباقي» التي تقوم على «استخدام التهديدات العلنية والمدروسة مسبقاً لنشر الذعر في صفوف المدنيين قبل أن يحدث أي هجوم فعلي بهدف إرباك المجتمع وشلّ الحياة اليومية وخلق ضغط نفسي على القيادة السياسية».

ويؤكد هؤلاء أن «الإنذار»، مثلاً، هو في الحقيقة «تهديد هدفه تحقيق الضغط النفسي وتنفيذه هو جريمة حرب».في اليوم التالي للغارة قالت زينب رميتي لفِرَق مسح «الأضرار» وتقييم الخسائر: «بدكن ترجعولي البيت متل ما كان».

والمرأة، إذ تدرك الصعوبات القائمة، قالت كلاماً عفوياً وصادقاً لشدّة تعلقها بمنزلها كما يفعل أي إنسان. وهي كلّما أعادت مشاهدة فيديو الغارة تتمنّى لو كان بإمكانها أن تنقذ شيئاً قبل سقوط الصاروخ الذي غيّر كل مخططاتها دفعة واحدة. لَو أنّ غرفة واحدة فقط من البيت بقيت سليمة. لَو..!

الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى