
برعاية معالي وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد حجار، أطلقت جمعية الإرشاد والإصلاح حملتها الوطنية “الذهب الأخضر” خلال حفل عشاء أُقيم في فندق كمبينسكي – الجناح، بحضور حشد واسع من الشخصيات السياسية والاجتماعية والإعلامية.
ويُعدّ مشروع “الذهب الأخضر” مبادرة ذكية ومستدامة، تقوم على الاكتتاب في وقفٍ زراعي يهدف إلى تشجيع زراعة الأشجار وتعزيز ثقافة الإنتاج، انطلاقًا من رؤية تربط بين الواجب الوطني والواجب الديني، حيث تصبح خدمة الأرض والوطن جزءًا لا يتجزأ من القيم الإيمانية والأخلاقية.
فالزراعة في المفهوم الإنساني والديني ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل هي فعل عمارة ومسؤولية جماعية، كما جاء في قوله تعالى:
﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾
(سورة هود – 61)
ويؤكد القرآن الكريم على قيمة العمل والإنتاج وخدمة المجتمع، إذ يقول تعالى:
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾
(سورة التوبة – 105)
ويأتي هذا المشروع ليُعيد الاعتبار للأرض كمصدر للحياة والاستقرار، وللزراعة كركيزة من ركائز الصمود الاقتصادي والاجتماعي، انسجامًا مع قوله تعالى:
﴿وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ﴾
(سورة الأنعام – 99)
واللافت والجميل في هذه اللقاءات الوطنية، أنّها تجمع في كل مرة الوجوه نفسها التي تدور في فلك العمل الخيري والإنساني، أشخاصًا جعلوا من العطاء نهجًا ثابتًا لا مناسبة عابرة. نلتقي بهم في مشاريع مشابهة ومبادرات متعدّدة، وكأنهم يشكّلون نسيجًا حيًا من الخير المتواصل.
هؤلاء ينتمون إلى بيئات طائفية متنوّعة، وبعضهم يعبر الطوائف كليًا، ليجتمعوا على قيمة واحدة جامعة: خدمة الإنسان والأرض والوطن. وهذا التلاقي العابر للطوائف، والعميق في معناه، هو أحد الأسباب الأساسية التي جعلت لبنان صامدًا بقوة في وجه التحديات المهولة التي يعيشها اليوم.
إن حملة “الذهب الأخضر” تمثّل نموذجًا متقدّمًا للتكامل بين القيم الدينية، والمسؤولية الوطنية، والتنمية المستدامة، وتؤكد أن الاستثمار في الأرض هو استثمار في الإنسان، وفي مستقبل الوطن.
خلود وتار قاسم