لقاء حواري في الغبيري حول القيم الجامعة بين السيدة مريم العذراء والصدّيقة فاطمة (ع)
عُقد لقاء حواري حاشد في المركز الصحي لبلدية الغبيري، بحضور جمع من الشخصيات الفكرية والثقافية والدينية والسياسية والإعلامية، تناول القيم الجامعة بين السيدة مريم العذراء (ع) والصدّيقة فاطمة الزهراء (ع)، في إطار تعزيز الحوار القيمي والإنساني المشترك.
وتحدث في اللقاء رئيس المجمع، العلامة الشيخ محمد حسين الحاج، مسلطًا الضوء على مزايا السيدة مريم (ع) وفضائلها وكرامتها وعفتها كما وردت في القرآن الكريم، مشيرًا إلى أنها ابنة نبي وأم نبي من سلالة طاهرة. كما تناول سيرة الصدّيقة فاطمة (ع)، معتبرًا أن حياتها جسّدت معنى “أم أبيها” بما تحلّت به من حنان وعطف وكثرة في الفضائل.
وأكد الشيخ الحاج أن القاسم المشترك بين السيدة مريم والصدّيقة فاطمة (ع) هو وقوفهما في وجه التحديات والظلم والقهر، وسعيهما لتبليغ رسالات السماء التي بيّنها الإنجيل والقرآن، معتبرًا أن دور المرأة في الظروف العصيبة إلى جانب أسرتها ووطنها يعكس روح الانتماء والتضحية مهما بلغت التكاليف. واستشهد بما عانته مريم (ع) في مسيرتها مع نبي الله عيسى (ع)، وبما واجهته الصدّيقة فاطمة (ع) وما سمعت به مما جرى على الإمام الحسين (ع)، معتبرًا أنهما كانتا نموذجًا أعلى في الصبر والثبات.
وأشار إلى أن المرأة القدوة هي التي تلتزم بأمر الله وتسعى إلى الابتعاد عن الظلم والاعتداء، داعيًا إلى استخلاص العبر من القيم التي تمثلها مريم وفاطمة، ولا سيما عدم السكوت أمام أي عدوان داخلي أو خارجي. وختم بالتشديد على عدم التعويل على الاتفاقيات والمهادنات مع العدو، معتبرًا أن القيم المسيحية والإسلامية تكشف حقيقة الممارسات الظالمة عبر التاريخ.
بدوره، تحدث الأب الدكتور بشارة إيليا الأنطوني عن الصفات والمزايا المشتركة بين السيدة مريم (ع) والسيدة فاطمة (ع)، مؤكدًا أهمية هذه اللقاءات الجامعة في ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة. كما أشار الدكتور الشيخ عبد القادر علي إلى أهمية القيم التي تجمع بين المسلمين والمسيحيين، داعيًا إلى ترجمتها في السلوك والعمل اليومي، ومؤكدًا أن هاتين الشخصيتين تمثلان الصورة الحقيقية للإنسان.
وأدار اللقاء الأستاذ عمر المصري، واختُتم بمداخلات لعدد من المثقفين والمفكرين ورجال الدين، شددت على أهمية تعزيز الحوار القيمي بين مختلف المكونات الدينية والثقافية.
