بقلم ناجي امهز
منذ ليل أمس وأنا أتابع، مستعينا بالذكاء الاصطناعي الذي أصبح قادرا على ترجمة أدق الكلمات ومقاربة المفردات وفي كافة اللغات
الغاية من هذه السهرة الطويلة التي استمرت حتى الفجر وأكملت بعضها منذ قليل هو متابعة كيف نقل العالم خطاب السيد نصر الله خلال الحفل التكريمي الذي أقامه حزب الله في الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد الجهادي السيد مصطفى بدر الدين ذو الفقار،
وخطاب السيد نصر الله كان واضحا وفيه الكثير من علامات الرضا والنصر، وان حكومة العدو اليمينية المتطرفة سيكون حسابها عسيرا، وسيدفع نتنياهو وفريقه المجرم الإرهابي الذي ارتكب أبشع وأفظع إبادة في التاريخ ثمنا باهظا.
ومن المرات النادرة التي تجد فيه أن العنوان أو المانشيت عند الجميع يكاد أن يكون واحدا أو يشير إلى صيغة واحدة، لا يوجد مؤسسة إعلامية نقلت خطاب السيد نصر الله إلا وكان بارزا فيها جملة أساسية وهي “أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اليوم الإثنين، أن” الهدف الرئيسي والحقيقي للجبهة اللبنانية هو الضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة
وهناك من قال كرر السيد نصر الله وهناك من قال أكد السيد نصر الله أو شدد السيد نصر الله بأن الحرب في شمال فلسطين هي من أجل وقف الحرب على غزة.
وهذا التركيز الكبير في عرف الإعلام السياسي من الإعلام العالمي ليس بريئا، بل هي رسائل مشفرة إلى الشعوب من جهة، وطلب واضح من نتنياهو من جهة أخرى، أنه يا نتنياهو السيد نصر الله يقول لك أوقف الحرب على غزة تتوقف على شمال فلسطين،
بمعنى أوضح أنه يا نتنياهو أوقف الحرب على غزة والناس ستغض النظر أنك هزمت أمام المقاومة في فلسطين ولبنان، لأن المقاومة شرطها أن توقف الحرب على غزة، تتوقف الحرب على كافة الجبهات.
أو اقله أن المقاومة في لبنان تقول يا نتنياهو أوقف إجرامك بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، توقف عن قتل الأطفال الأبرياء في غزة توقف عن تدمير المؤسسات الطبية ودفن الجرحى احياء، وليس لنا الشرف بإعلان انتصارنا عليك، بل سنتركك للمستوطنين الصهاينة الذين خدعتهم أن يحاسبوك أنت وحكومتك على كل ما فعلت من جرائم إبادة.
وأيضا هذا التكرار في الإعلام الدولي يوجد فيه تحذير شديد اللهجة ومبطن، أنه يا نتنياهو استفيد من شرط السيد نصر الله لوقف الحرب، ربما تكون محاسبتك ومحاكمتك اقل قساوة من قبل الصهاينة، فإن كنت غرقت في غزة إلى منتصفك، فإنه بحال دخلت في حرب أخرى مع حزب الله ستغرق بأكملك وتغرق معك كل حلفائك في الشرق الأوسط، ولن تجد من يقف معك على مستوى العالم الغاضب من إجرامك غير المعقول بحق شعب أعزل.
كما حاول الإعلام العالمي وربما بتوجيه مباشر من دول صناع القرار، أن يهدد نتنياهو بالعزل وإسقاط حكومته في الشارع، من خلال تقليب الرأي العام الصهيوني عليه داخل وخارج فلسطين المحتلة، فمن لاحظ التكرار المركز على قسم من خطاب السيد نصر الله تحت عنوان: يقول زعيم حزب الله إن النازحين الشماليين الإسرائيليين لن يعودوا إلى ديارهم إذا استمرت الحرب في غزة.
وقد أراد الإعلام من خلال نشر هذا الجزء من خطاب السيد نصر الله بكافة اللغات ان تصل هذه الجملة إلى كل صهيوني أينما تواجد في العالم، ليتحرك ضد نتنياهو وحكومته وخاصة مستوطني شمال فلسطين المحتلة.
خطاب سماحته بالأمس كالعادة يحتاج إلى استفاضة في الشرح، كما يمكنك أن تطالع المواقع العالمية وما تخطه وتكتبه وما تقوم بتحليله لمعرفة خطاب السيد من خلال الآخرين،
أما للأسف ما يتم تداوله من تحليلات عن خطاب السيد نصر الله في غالبية الصحف والمواقع والإعلام العربي هي محاولات بدائية تحتاج أن تصل في تشريحها السياسي إلى مستوى التشريح السياسي الغربي لخطاب السيد نصر الله.
خطاب السيد نصر الله في الغرب لا يقل أهمية عن أي خطاب لزعيم يمتلك الفيتو في مجلس الأمن.
بل حتى بعض الكتاب العرب والمواقع العربية التي تنشر بأكثر من لغة، تجدها تنشر وتشرح وتفصل خطاب السيد نصرالله باللغة الأجنبية بطريقة أكثر دقة وموضوعية وحيادية من نقلها لخطاب السيد نصر الله في اللغة العربية، وكان المطلوب هو تغييب خطاب السيد نصر الله عن العالم العربي وأمام الشعوب العربية.
وفي الختام نذكر الإعلام العربي والساسة العرب وخاصة أخصام وأعداء المقاومة، بنقطة أساسية تحدث فيها السيد نصر الله.
ان مجازر نتنياهو بحق الشعب الفلسطيني يجب ان تكون الحافز لتحريك الراي العام العربي والاسلامي ضد العدو الاسرائيلي، لا ان تكون جرائم نتنياهو منصة للانقضاض على المقاومة ومحاولة تحميل وزر جرائم نتنياهووحكومته للمقاومة في غزة.