اقلام

عندما يكتب الطبيب احمد عياش، من ذكريات في المستقبل لا من الماضي.

من ذكريات في المستقبل لا من الماضي…

لا مفرّ ،ستبقى وحدك وهاتفك لن يرنّ و ارقام اسماء اصدقاؤك في ذاكرة الهاتف المحمول لن تنفع لأن اكثرهم ماتوا او مرضوا وما عاد يسعفهم السمع وحتى ان رؤوك سيطلبون منك ان تذكرهم بإسمك.
ستعود كما كنت قبل البحث عن الحياة الاجتماعية مع فارق بسيط انك لست بحاجة للخروج من المنزل لتكتشف فالعالم صار بين يديك وانت لا مزاج لديك لتطلع ولتراقب.
ولّت الدهشة.
كلّ الامور عندك صارت تافهة.
يطلبون منك ان تسمعهم نكات جديدة وانت لا نكات لديك حتى القديمة بدأت بالاختفاء.
يهمّك ان تتابع اخبار مَن كنتم تعرفهم في شبابك لتبتسم لوحدك.
امور كثيرة عليك مناقشتها معهم لتكملوا حديثا بدأتموه قبل خمسين سنة ولم تقفلوه بعد لحاجتكم اضافة بعض التفاصيل الجديدة عن الاولاد.
انت لا تترفع عن الصغائر ولا عن النساء ولا عن المال ولا عن الاغنيات ولا عن السهر.
لا،
انت لم تنضج الى هذا الحد ولا تتزهد .
انت وبصريح العبارة ما عدت قادرا على كل هفوات شبابك وكي لا تعترف بفضيحتك لجأت الى الايمان والى السماء لتختبىء.
خيرا تفعل في اختفائك.
الا ان الاولاد في عالم آخر وانت تظن انك وفي بيتك وفي عزلتك ما زلت تدير امور العائلة بهدف حمايتها من الاشرار ومن المصائب.
وهمٌ هي هذه الدنيا والصحيح فيها الالم والرحيل الى الابد.
عندما تشعر بنهاية اللذات وبعدم حاجة اولادك لك وعندما تستيقظ عند الصباح ولا تعرف الى أين تذهب تيقنّ انك قد متّ وانت حيّ ولم ينتبه لموتك احد فلو انتبهوا لدفنوك وانت ما زلت تتنفس وقلبك ينبض لانك عبء على الاجيال الصاعدة ذات الادمغة الالكترونية .
انت من اجيال ادمغة الاوتوماتيك وكنت لا تطاق فكيف باصحاب الادمغة الالكترونية؟
ابق حياً.!
#داحمدعياش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى