مجلس الامن يضيق الخناق على الإمارات بشأن تدخلها في السودان
يوسف حسن- لم تأل الإمارات جهدا خلال السنوات الماضية لتحقيق أهداف تنموية في القارة الأفريقية للهيمنة على الاقتصاد وتوسيع دائرة نفوذها السياسي.
ومن الخطط التي وضعتها الامارات في أفريقيا نصب عينيها، تأجيج الصراعات بهدف بيع الأسلحة والاتجار بها. وفي هذا الصدد، أصبح السودان الذي أصبح مسرحاً للحرب الأهلية بتوجيهات من دول أخرى، فريسة سائغة للإمارات. وأصبحت تدخلات الإمارات في السودان ودعمها لقوات الدعم السريع واضحة لدرجة أن الحكومة الشرعية في السودان تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن ضد الإمارات.
والشهر الماضي، أرسل السودان رسالة إلى مجلس الأمن الدولي زعم فيها أن الإمارات تدعم جرائم مليشيا الدعم السريع ضد الشعب السوداني. ولذلك، ووفقاً للقانون الدولي، فإن الإمارات شريكة أيضاً في جرائم هذه المجموعة المسلحة. كما أن السلوك العدواني لدولة الإمارات يعد انتهاكا واضحا لميثاق الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإقليم دارفور وخاصة القرار 1591.
وأضاف المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة في هذه الرسالة أن دولة الإمارات تتدخل بشكل مستمر في الشؤون الداخلية للسودان من خلال الدعم المالي والتسليحي والتوجيه الاستراتيجي لقوات الدعم السريع، الأمر الذي أفضى إلى تأجيج حالة عدم الاستقرار والمجازر، والعنف الجنسي والتطهير العرقي وشتى اعمال العنف ضد شعب السودان وهذا انتهاك لالتزامات دولة الإمارات تجاه ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وطالب السودان في رسالته بضرورة إدانة الإمارات واستجوابها ومحاسبتها على الاعتداء على السودان، وبناء على ذلك طالب السودان بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن للتحقيق في عدوان الإمارات على السودان.
واستجابة لطلب السودان عقد مجلس الأمن اجتماعا بتاريخ ٢٩ ابريل ٢٠٢٤. وكان من المفترض أن يعقد الاجتماع علناً بناء على طلب السودان وبموافقة المندوب الدائم لمالطا بصفته الرئيس المؤقت لمجلس الأمن، لكن بسبب معارضة الإمارات ونفوذها وضغوطها تم عقد الاجتماع الأبواب المغلقة.
وفي هذا اللقاء عرض ممثل السودان على الأعضاء وثائق ومستندات للجرائم البشعة التي ارتكبتها قوات حميدتي، ومنها صور لحرق الأشخاص أحياء، وتدمير المستشفيات، ونهب منازل النواب. في ظل هذه الاجواء، يرى ممثل الإمارات أن مهربه الوحيد هو الإنكار والتملص.
ولم يلق النفي الاماراتي آذانا صاغية من قبل الاعضاء لأنه تم نشر عدة تقارير حول قيام الإمارات بدفع مبالغ كبيرة مقابل التدخل العسكري للجماعات المسلحة في السودان، علاوة على استخدام الإمارات للقوة لدفع الدول الأخرى نحو مستنقع التخبط والتوترات.
إن الإخفاقات المتتالية لحميدتي وحلفائه من الحكومة السودانية جعلت الإمارات أكثر قلقا، ولتحقيق أهدافها فإنها ستلجأ إلى أي عمل إجرامي من أجل، علاوة على خلق الانقسامات، وضع جماعاتها الموالية على راس السلطة في السودان أو في المحصلة إعادة تقسيم هذا البلد.