اقلام

ما يؤخذ بالسيف يرد بالسيف، الاعلامية ريتا بشارة

ما يؤخذ بالسيف يرد بالسيف

الاعلامية ريتا بشارة

أحببت أن أبدأ مقالتي بالحدث المحوري في المسيحية والذي تم تسجيله في الأناجيل الكنسية ،ليلة الاعتقال والقبض على السيد يسوع المسيح ،عندما أتوا رؤساء الكهنة والفريسيون والحرس طالبين يسوع الناصري فأقدم تلميذه بطرس على تقلد السيف وقطع الاذن اليمنى لعبد رئيس الكهنة؛ فقال له يسوع:”رد سيفك الى مكانه …..كل الذين يأخذون بالسيف، بالسيف يهلكون”. اي اذا عشت بالسيف فتموت بالسيف . لاحظنا ان هذا الاقتباس المشهور من السيد يسوع المسيح ، طُبق عبر التاريخ و الأزمنة من خلال الحروب الاستعمارية ومازال يُطبق . فإن كل ما يؤخذ بوسيلة القوة والاستيلاء و الغصب والتسلط والسيطرة والاستعمار والانتهاك فسيأتي يوماً من الايام سيرد بالوسيلة وبالطريقة نفسها . مثلا،اذا أشرنا الى الحقبات التاريخية الماضية لمحة سريعة مقتضبة ، فنرى أن كل السياسات التوسعية الذي إتبعها القادة المتسلطون والدول الكبرى الجبروتية الغاصبة ، كانت نتيجة انهاءها بالاستقلال عبر الثورات والحروب العنيفة كالثورة والتحركات الفرنسية تحت عنوان:”انتفاضة الجياع “، التي تركت آثار عميقة على الشعب الفرنسي والتي أدت الى تغيير الثقافة السياسية الاقليمية في اوروبا جراء الحكم المستبد الذي كان يعتمده الملك آنذاك معتقداً انه آله الشمس هو فقط لاغير ومجسداً غير التجسيد مبدأ الحكم الالهي المطلق. وأيضا ، كما العديد من الثورات الشعبية التي أدت الى الحروب ومزيد من الضحايا وغرقها في حمام دموي كالثورة العربية الكبرى والثورة البلفشية ضد روسيا وثورات عديدة ما بين التصعيد السلمي والعنفي، لان هؤلاء الشعوب تحملت وعانت الكثير من استبداد الحكام ومن الاستعمارات الطاغية فحاربوهم وواجهوهم بالسيف .على غرار المثال ، الحرب الاهلية الليبية التي تجسدت بالثورة الشعبية والتي تحولت الى نزاع مسلح ضد نظام معمر القذافي؛ وبالتالي كفاح الشعب المصري إبان الحملة الفرنسية ثائراً على طغاته ومحتليه عندما أهينت كرامته وعندما دخلت خيل نابليون.وهذه الثورة الأخيرة تشبه بالحملات الأميركية والاسرائيلية اليوم .وإذا نظرنا أيضاً الى الثورة الكوبيةالمتمردة المسلحة التي قام بها تشي جيفارا جراء الظلم والاستبداد والهمينةالسوفيتية. فلما لا نتعلم من الزعيم السياسي الهندي الشهير مهاتما غاندي الذي أسس فكراً سياسياً جديداً بعيداً عن العنف والتمييز بين الاشخاص متمرداً على الاستعمار البريطاني .فنتساءل اذاً لماذا الطغاة اليوم لا يتعلمون من أخطاء أسلافهم، ولماذا لا يدركون بعد أن الاستيلاء بواسطة السيف سيزول ولايدوم ، ولا دولة جبروتية بقيت أو استمرت ، و ان لا امبراطورية عظمى وإلا تلاشت أم سقطت. و أن لا حكم يستمر بالقمع والقوة. فهلّم لنصنع السلام لينعم بها أبناء البشر على هذه الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى