اليوم نتحدث عن الحلول التي تمتلكينها أنتِ.
- بصفتك أماً كيف تواجهين المشكلة؟
•ابدئي بنفسك.. إذا كنتِ عنيفة مع زوجك أو أطفالك فتوقفي عن ذلك فوراً وقرري ذلك، وضعي خطة لتتمكني من إيقاف عصبيتك، ورتبي أولوياتك وضعي هدفاً تربوياً لكِ، لا تُسيئي إلى طفلك لفظياً ولا جسدياً أبداً، فأنتِ تقتلين فيه حريته وبهجته.
- إذا كان زوجك عنيفًا معكِ، فيجب أن تواجهي الأمر بكل صلابة، وليس معنى أن المرأة هي من تتحمل أكثر أو أنها الأكثر صبراً أن تبتلعي الإهانة، فما هذا بالمنطق ولا بالعقل، كما أن العلاقة الزوجية السوية هي التي تُبنى على الود والمحبة والتفاهم، لا الإهانة، لكن الذكاء يكمن في كيفية تعاملك مع الأمر، فإذا كان متفهماً هادئاً في لحظات الصفاء، فعليكِ أن تتفقي معه على استشارة مستشار علاقات زوجية وعلاج الأمر، وإن لم يكن فعليكِ أن تفكري جيداً في شخص حكيم من العائلة تشرحين له الأمر.
لا تتهوري فوراً وتأخذي حقيبتك وتغادري منزلك – إلا إذا تعدى الأمر الحدود وكان مجنونًا وكان الضرب مبرحاً – وهو ما لا يحدث كثيراً.
حبذا لو كانت علاقتك بأهله متينة، فحينها ربما كان اللجوء لأهله أفضل من اللجوء لأهلك.
لا تتحججي بالأطفال وتتجاهلي معالجة المسألة، فليس من التربية السوية أن يرى الأطفال الوالدين في شجار، أو أن يعتدي أحدهما على الآخر، وتأكدي أن تجاهل المسألة لن يوقفها، بل سيجعلها تتفاقم كما المرض يسري في الخلايا أكثر، وربما تحول بعدها عنف زوجك إلى أطفالكما.
- إذا كان زوجك عنيفًا مع أطفالك وهو في الأصل شخص عاقل وحنون لكنه يفقد صبره، فيجب أن تتفاهمي معه في لحظات الصفاء والهدوء على الأسلوب التربوي المناسب، وربما يفيدكما قراءة كتب مناسبة ووضع خطة أو استشارة مستشار تربوي، أو حتى المختص الاجتماعي في المدرسة مثلًا، أما إذا كان الأمر تفاقماً للحالة السابقة، فعليكِ أن تعالجي المسألة فوراً، ولا تظني أبداً أن الصمت هو الحل.
إذا تعرض طفلك للعنف من أصدقائه، فعليكِ أن تعالجي المسألة بحكمة وتؤكدي لطفلك أنه ليس من الصواب أن يعتدي عليه أحد،
راجعي موضوع طفلك الصغير: متنمِر أم متنمَر عليه
•إذا تعرض طفلك للعنف من معلميه، فعليكِ أن تتحققي من الأمر وإن تأكد.. فيجب مواجهة المعلم وتقديم شكوى، وربما تغيير الفصل أو المدرسة كلها.
•إذا كان أخوك هو المعتدي، فالجأي لوالدك ووالدتك، ولا تسمحي له بذلك، وتجنبي الدخول معه في نقاشات قد تؤدي إلى ذلك، أما إذا كان والدك هو المعتدي فالصبر وتجنب الاحتكاك هو الأسلم براً به، مع ضرورة اللجوء لشخص يمكنه حل المسألة من الأقارب، واللجوء لمستشار نفسي لكِ ولهما لعلاج المسألة.
دراسة حالة مريم زوجة شابة متزوجة منذ ثمانية أعوام، ولديها ثلاثة أطفال، مريم تتعرض للعنف منذ بداية زواجها، بدءاً بالعنف اللفظي والشجار المتواصل والغيرة والتحكم في كل تفاصيل حياتها، وصولاً إلى الضرب الذي بدأ يظهر مؤخراً منذ عام تقريباً.
تعودت مريم على الصمت وتقبل اعتذار الزوج، وتدريجياً اختفى حتى الاعتذار، وعندما ضاقت مرة بالأمر قالت لها أمها: «هو ده الجواز والست لازم تستحمل»، المؤسف في الأمر أن الطفلين بدءا يكبران، وبدءا يتعاملان مع بعضهما البعض بتلك الطريقة، فتعودا على العنف والضرب، وعند توجيههما يقولان: «ما هو بابا بيعمل كده»، وهما يخافان منه بدرجة رهيبة، وأصغرهما يصاب بالرعب الشديد إلى حد التبول اللا إرادي.
ابنها الأكبر تعود على العنف مع أقرانه، ودائماً ما يضرب أو يسب أحدهم، كما أنه شديد العند والصلابة في كل الأمور، انهارت مؤخراً وقررت أن تطلب الطلاق، لتواجه بمبدأ «إحنا عيلة ما عندهاش طلاق»، وأشد ما يؤلمها أن تسمع: «هو ده الجواز، لو كنت أعرف ما كنتش اتجوزت خالص»، وبعدها اكتشفت أن ابنتها قد استمعت إلى هذا الحوار، فقالت لها وهي في عمر الخامسة «أنا عمري ما هتجوز أبداًً عشان الرجالة كلهم بيكرهوا الستات، حتى تيتة بتكرهك عشان كانت عارفة إن الجواز كده وسابتك تتجوزي».