اخبار ومتفرقات

رأيك بصمة شخصيّتك…

ماذا تفعل وكيف تعيش إن كنت محكوما ان تعيش بين أطراف تكفيرية وأطراف تخوينية وأطراف استفزازية و أطراف لا مهمة لها غير الظنّ والشكّ الدائم.
الانكى انهم يسمّون أنفسهم عقائديين ويجعلون من مبادئهم نقاطاً وخطوطاً ارتكازية إلزامية ممنوع تجاوزها وعلى كل إنسان ان يَثبُت او ان يتحرّك بين خطوط الأبعاد الثلاثية وحتى الرباعية بحال أضفنا خط الزمن الذي يمثّل حقبات العمر .
مهمّتهم رصد المتمردين على القطيع والمصرّين ان يثبتوا او ان يتحركوا في فضاء لا خطوط ارتكاز له ولا خطوط مرجعيات.
تهمة ملحد وكافر وخائن جاهزة دائما.
من الفضاء ترى المشهد شاملاً وتكون موضوعياً اكثر في نقدك او عند ابداء رأيك.
و هل تظنّ رأيك تافهاً؟

رأيك هو بصمة شخصيّتك الذي يميّزك عن الآخرين كما بصمة أصابعك تميّزك عند الجريمة وكما بصمة عينك تميزك عند وصولك إلى أرض مطار وكما بصمة صوتك تتبعه مسيّرة جوية للعدو الاصيل لتسحقك.
بصمة وجهك امر آخر.

رأيك ليس غير بصمة شخصيّتك ولو ان ذلك يجعلك صيداً سهلا للحاقدين ولاجهزة المخابرات من حولك ليكيدوا لك وليهمّشوك و ليلاحقوك اينما رحلت.
بصمة توقيعك كذبة كبرى.

رأيك ليس غير بصمة شخصيتك المطلوب طمسه ومنعه و تشويهه ما دام رأيك حرّاً وما دمت مطاردا من قطيعك وما دمت ترفض الالتحاق بأي قطيع آخر.
الحقيقة المقنعة الوحيدة هي تلك الحقيقة التي تقول ان ليس هناك من حقيقة مطلقة .
كل حقيقة قابلة للنقاش والتعديل والا فإنها لا تبقى حقيقة مع مرور الزمن بل تتحوّل إلى عبء والى وجهة نظر والى سوط والى حجر وثنيّ ولو قدّسه آخرون و كثيرون.
المطاوعون في السياسة أخطر.

ان تحتفظ برأيك لنفسك كمن يزرع لنفسه لغماً ثم يدوسه ارادياً لينفجر اضطرابا نفسيا او مرضا كارتفاع ضغط الدم او كارتفاع مستوى السكر او كجلطة عابرة في شريان او كجلطة نهائية .
ان تعبّر عن رأيك كما هو شرط ان يكون لرأيك حجّته واثباته ودليله وان يكون رأيك خاليا من الافتراء ومن الشبهة يجعلك صعلوكا بامتياز.
الصعلكة ليست تهمة سيئة دائما.
اهل القطيع قالوا سوءا عن الصعاليك إنما بين الصعاليك من قال شعرا رائعا وكان سلوكه رصيناً دفاعا عن الفقراء وعن المظلومين.
ليس بالضرورة ان تكون صعلوكا إنما اجهد ان لا تكون تابعا خسيسا من زبانية حقير من أجل حسنة من الدولارات في الدنيا او من أجل وعد غير صحيح في الآخرة.
عش بين الاكارم وبين الاحرار وبين الشرفاء وبين الصادقين تعش العمر كلّه بصحة جيّدة وبوجه وسيم.
المجد لخونة قطعانهم.
المجد لخونة طوائفهم.
المجد لمن لم يسىء ولم يؤذ ولم يستغب الآخر ولو بكلمة سوء ظلما وافتراء وكراهية وحقداً مجانياً بلا اي تبرير.
رأيك بصمة شخصيتك فاحرص ان لا تكون استفزازيا وان لا تكون تكفيريا وان لا تخوّن احد لأنك لا توافقه الرأي.
اغلب الناس لا تقول رأيها بل تعبّر عن رأي رغيف خبزها او مالها او سلاحها او مصلحتها المشبوهة.
رأيك بصمة شخصيتك.
والله اعلم.
#د_احمد_عياش.

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز

زر الذهاب إلى الأعلى