الرد الردع لحماية المنطقة بمواجهة اسرائيل، بقلم الدكتور محمد هزيمة
تتجه انظار العالم إلى الشرق الأوسط، وسط تخبط كبير بخشية وتمللمل عند أطراف هم جزء من المعركة او على ضفافها وتحت تأثيرها ، فبين من يعمل لحلول سياسة تجنب المواجهة العسكرية، ومن يسعي لتخفيف وطأة الرد واستيعابه او الخوف من مواجهة لا تعرف حدود المعركة أو مدتها ونتائجها ، انعكاساتها على العالم ومدى تأثيرها بحجم القوى الدولية ورسم توازنات جديدة فيها، ألاميركي أكثر المتوجسين من تبعاتها ولا يناسبه توقيتها ، وهذا كله لم يعيق التزامه مع الغرب الدفاع عن اسرائيل، والاستعداد الدخول بمواجهة ألزمت حضورا عسكريا غربيا كبيرا إلى منطقة الشرق الاوسط واستقدام بوارج حربية وحاملات طائرات، كانت سحبت من البحر الأحمر بعد تعرضها لضربات القوات اليمنية، بالتوازي ابقى الأميركي الباب السياسي مفتوحا للدبلوماسية صامته يجهد فيها مع وسطاء اخرين لتلافي حربا، ربما تقود العالم إلى حرب دمار ومواجهة صعبة، جرهم إليها نتنياهو، ومارس ابتزازه على الأميركيين بلحظة حرجة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية الغارقة بمعضلة الوصول إلى البيت الأبيض بين مجنون مقامر نزيل سجون واخر عاجز هرم، بدأت تخسر فيها من الداخل والخارج معا وعلى جبهات مختلفة ، بدء من اوكرانيا بمواجهة روسيا وتراجع دورها في امريكا اللاتينية ، مستقبل تايوان، توترات بحر الصين، استعدادات المارد الاصفر ،استفزازات بيونغ يانغ ،دون أن يغيب البرنامج النووي الإيراني، قبل أن يدخل باب المندب مرحلة كباش بمواجهة مباشرة لم تكن بصالح استمرار نفوذ امريكا وفقدت سيطرتها على طريق رئيس يشكل شريان إمداد نفط الخليج إلى الأسواق العالمية ، وخرجت واشنطن بعد عقود من سيطرة بلا منازع أطبقت فيها على كامل الشرق الاوسط باستثناء إيران التي تحاصرها أميركا سياسيا تفرض عليها عقوبات مالية بعد حرب ضروس جندت فيها الأنظمة العربية المجاورة بقيادة صدام منذ انطلاقة الثورة الإسلامية بهدف كبح جماح الثورة ومنع تصدير فكرها خارج الجغرافيا الإيرانية ، حتى وصلت بلاد العم سام لقلب الجامعات الأميركية ثم الغربية، التي تحرك طلابها تضامنا مع غزة رفضا لسياسة الغرب وموقف حكوماته، بعد انفضاح زيف ديمقراطيتهم، بكشف حقيقة اسرائيل وجرائمها ، اماطة اللثام عن وجهها الارهابي وما يرتكبه جيشها من حرب إبادة بحق شعب أعزل ، متجاوزا القوانين الدولية واأنظمتها ، قرارات الأمم المتحدة والمحكمة الدولية وحقوق الدول حكومات وأفراد، غير ابه بتوصيات منظمات ومؤسسات حقوقية، مسقطا كل الاعتبارات لا يميز بين جبهة الميدان وارض ايواء مستشفى مدرسة او معبد لا يفرق بين مقاتل ومفاوض، وصل فيها نتنياهو لتنفيذ اغتيال في قلب العاصمة الايرانية لقائد سياسي، رئيس حكومة اسبق عضو برلمان منتخب، ومرجعية وفد مفاوض مع العدو ،وكان يقيم خارج قطاع غزة منذ سنوات، لم يؤثر اغتياله بعمل الميدان ولا بقدرة الفصائل ، رغم مكانته القيادية وتجذره بالحركة التي شكل استشهاده حافزا لها ولحركات المقاومة على كامل الجباهات المفتوحة ، وساهم بشد عصب الشعوب عربية إسلامية نحو قضية عرت اسرائيل، جردتها مما تبقى من صفة دولة لارهاب منظم جر الكيان إلى حرب وجود، استنفرت امكانات حكومات الغرب باساطيلها للدفاع عن حكومة متخمة بالأزمات، تحولت خطرا على الاستقرار العالمي وأمن الشرق الأوسط تحديدا، استشرس نتنياهو متجاوزا كل الحدود وقواعد اشتباك بحدها الادني، السكوت عنها أو التهاون فيها شهادة خنوع وعلامة تشجيع لتكرار العملية في كل مكان وزمان يقرره الصهيوني ، بحماية أميركية غربية وخط امداد لن ينقطع تحكمه مصالح الغرب ، يستفيد من سطوة اسرائيل التي خسرت مكانتها موقعها جيشها منذ طوفان الأقصى وتعيش في غرفة انعاش أميركية بفائض دعم غربي ، يعتري جسد الكيان ازمات الداخل:
ـ ضربت البنية الاجتماعية
ـاسقطت عقيدة الاستيطان
أمام الخوف والقلق من حجم الرد الايراني والهلع من شكل العمليات العسكرية وتقاطعها وعجز جيشهم عن مواجهتها ولن تستطيع الأساطيل أكثر من أن ترد جزء يسيرا من صواريخها التي ستكون حتما مدروسة، محددة الأهداف تؤثر في:
ـ بنية اسرائيل العسكرية
ـ في إعادة نهوض الكيان بعد الحرب
ـ تترك آثارا ردعية لا يمكن للمستوطنين أن يتناسوها أمام كل مفصل داخلي
ـ تعطي رسالة للغرب عن حجم المعركة وحجيم التورط في حربها
ـ التأثير المباشر بالميدان وإضعاف العدو
بالمحصلة عملية المواجهة مستمرة و الرد حتمي بدأ يأخذ أشكال متعددة ،منها حالة القلق داخل المجتمع الصهيوني، بما تشكل من استنزاف للقوى تربك كامل الكيان،وهذا ليس سوى خطوة على طريق الرد المتدحرج الذي يؤرق الصهاينة قادة مستوطنون وحلفاء جل همهم حصوله للخروج من حالة الضغط وهي الاصعب بتاريخ الحروب
د.محمد هزيمة
كاتب سياسي
باحث استراتيجي