اقلام

تعَلّم لتعلم، بقلم الاعلامية المتألقة ريما فراس

تعَلّم لتعلم

العلم هو الأساس الذي يُبنى عليه النجاح في مختلف مجالات الحياة. فبدون العلم، لا يمكن لأي عمل أن يصل إلى مستوى الكمال، بل سيبقى ناقصًا وربما يؤدي إلى نتائج سلبية. يتجلى ذلك في قول الإمام علي (عليه السلام): “لن يصفو لك العمل حتى يصح العلم”. فهنا يظهر بوضوح أن العمل الناجح يتطلب معرفة دقيقة وواعية.

إذا تأملنا في حياتنا اليومية، نجد أن كل شيء يتطلب معرفة مسبقة لإتمامه بشكل صحيح. فالطبيب الذي يعالج مريضًا دون فهم كامل لحالته الصحية يعرض حياته للخطر، والمهندس الذي يُخطط لبناء دون إلمام بالقواعد الهندسية يعرض المشروع للفشل. هذا ينطبق أيضًا على العبادة؛ فالصلاة مثلاً، بدون العلم بشروط الطهارة وأركانها، تصبح غير صحيحة.

العلم هو الذي يُمكِّن الإنسان من أداء عمله بفعالية وكفاءة. ومن هنا، يأتي قول رسول الله (ص): “من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح”. هذا القول يبرز أن العمل القائم على جهل، مهما كان حسن النية، قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. فكما أن البناء على أساس غير متين يؤدي إلى انهيار المبنى، فإن العمل على غير علم يؤدي إلى انهيار الأهداف المرجوة.
فالسير في الظلام بدون توجيه أو بصيرة قد يؤدي إلى السقوط في هاوية. كذلك، العمل بدون علم هو كالتحرك في طريق مظلم، لا يمكن أن يصل إلى الهدف المنشود، بل يؤدي إلى المزيد من الضياع والانحراف.

أما الجهل بأهمية العلم كارثة، يمكن أن تؤدي إلى بناء عقائد زائفة وسلوكيات خاطئة، تجر صاحبها إلى الضلال.
القرآن الكريم يشير إلى هذا الواقع بقوله: “الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا”.
هؤلاء الأشخاص، رغم عملهم الدؤوب، لا يحققون شيئًا ذا قيمة، لأن عملهم لم ينطلق من معرفة صحيحة.

ولذلك، على كل إنسان أن يسعى لاكتساب المعرفة اللازمة في كل مجال يعمل فيه. التاجر يجب أن يعرف أحكام البيع، والطبيب عليه أن يكون ملمًا بأحدث ما توصلت إليه الأبحاث الطبية. هذا ينطبق أيضًا على الأعمال الدينية، حيث يتعين على المسلم أن يتعلم أحكام الطهارة، الصلاة، الصيام، والزكاة لضمان صحة عباداته.

لذلك يمكن القول إن العلم هو المفتاح الذي يفتح أبواب النجاح في الحياة. بدون العلم، يكون العمل بلا قيمة، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية. ولكن عندما يكون العلم هو القاعدة، فإن العمل يصبح مثمرًا، ويؤدي إلى تحقيق الأهداف والغايات بشكل مستدام. لذا، علينا جميعًا أن نضع العلم نصب أعيننا في كل خطوة نخطوها في حياتنا.

ريما فارس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى