الحياة الزوجية إحدى أهم العلاقات الإنسانية، فهي الرباط الوطيد المتين وهي الميثاق القوي الغليظ بين شريكين، وهي العلاقة المقدسة التي جعل الله فيها سكناً ورحمة لكلا الطرفين، ومن ثمّ فهي تخضع لأصول سلوكية وقواعد مرعية وفنون إنسانية، في إطار من الحقوق والواجبات المتبادلة، وتتحقق بالتفاهم بين الزوجين ومعرفة كل منهما لما عليه والقيام به على أكمل وجه، لذا ينبغي على الشريكين مراعاة هذه الحقوق والواجبات وأداؤها كما ينبغي، حتى يتم التوافق والانسجام في الحياة الزوجية على أكمل وجه وأحسن حال، بالسياق التالي “سيدتي” التقت استشاري العلاقات الأسرية منال خليفة في حوار حول واجبات الزوج تجاه زوجته.
ليس في الأمر أي تبعية ولكنه تكامل أدوار :
الحياة الزوجية هي في الأصل حياة مشتركة بين شريكين وحبيبين
تقول استشاري العلاقات الأسرية منال خليفة : “الحياة الزوجية هي في الأصل حياة مشتركة بين شريكين، فينبغي أن تقوم على شراكة في التكامل وتوزيع الأدوار بشكل سليم، إضافة إلى تحديد المسئوليات بين الزوجين، فمتى قام كل منهما بما يجب عليه تجاه أسرته، بالتأكيد ستنعم الأسرة بالراحة والحب والسكينة والاستقرار، لذا فالأمر بينهما أمر تعاون وتكامل، وكل منهما مكمل للآخر، وليس في الأمر أي تبعية ولكنه تكامل وتوزيع الأدوار بشكل سليم، لذلك ينبغي ألا يتحيز كل طرف لحقوقه وينسى واجباته، أو يتحيز إلى واجباته وينسى حقوقه، وتترابط الأسرة إذا كان كل منهما ذا كفاءة في أداء مسئولياته الزوجية، وفي كافة المسئوليات الحياتية، فذلك يجعل الحياة الزوجية أكثر استقراراً ودفئاً، لذا فعلى كل منهما أداء الواجبات ليأخذ الحقوق، وهذا العدل من أسباب النجاح في الحياة الزوجية”.
ويمكنك التعرف بالسياق التالي على: فن التعامل مع الزوجة
واجباتك تجاه زوجتك يمنحك الاستقرار والسعادة :
تقول منال خليفة: “إن معرفة الحقوق والواجبات بين كلا الطرفين وأداءها كما ينبغي، سيؤدي لحياة زوجية صحية وسليمة وقوية ومستمرة، وسيمنح الاستقرار والسعادة لكلا الزوجين وللزوجة حقوق لدى زوجها ومنها:
الاحترام والتقدير :
من أهم واجبات الزوج تجاه زوجته أن يحترم مشاعر زوجته ويقدرها كشخص ذي قيمة وكرامة، فلا وجود لأي علاقة لا احترام فيها، وعليه أن يأخذ بعين الاعتبار أن هذا حقها، فلا يجوز له التقليل من شأنها، سواء السخرية أو الاستخفاف بأفكارها والتعامل معها بلطف واحترام، وأن يعطيها حقها في اختياراتها لما يخص أولادها الصغار، وخصوصياتهم، وعدم إهمال رأيها واحترام أهلها واحترام رأيها في اتخاذ قراراتها، والعمل جاهداً على تحقيق الاستقرار العاطفي داخل المنزل.
حُسن العشرة :
حُسن عشرة الزوجة أي توفير متطلّبات الحياة الأساسية لها، ومؤانستها والتبسم في وجهها، ومعاملتها معاملة حسنة والرفق بها، مع إظهار مشاعر الحب لها، فالزوجة أمانة عند الزوج، ويجب عليه إحسان معاملتها، قولاً عن طرق الكلمة الطيبة وعفّة لسان، وفعلاً عن طريق المعاملة الكريمة والنظر إلى المحاسن، والتغاضي عن المساوئ.
الدعم والتشجيع :
ينبغي على الزوج أن يكون داعماً لزوجته دعماً معنوياً وعاطفياً، ويشجعها على تحقيق أهدافها وتطلعاتها، سواء في العمل أو الدراسة بكل امتنان، أو أي نشاط آخر، كما ينبغي للزوج أن يقدر مجهوداتها في السراء والضراء، حتى تستقر حياتهما معاً وتستمر.
الصدق والصراحة :
أحد أهم واجبات الزوج تجاه زوجته أن يكون صادقاً وصريحاً مع زوجته، وأن يتحاور معها بكل صراحة في قضايا الحياة اليومية، فعلى هذا الأساس تُبنى الثقة التي يمكنها أن تعالج أي مشكلة بين الطرفين، فالصدق والمصارحة يدفعان إلى المزيد من الثقة في نفس زوجتك فتكسبها الطمأنينة والأمان، والصدق المتبادل يمنحها شعوراً بالأمان.
العناية بالمظهر الشخصي :
الحفاظ على المظهر أحد واجبات الزوج تجاه زوجته، فعندما يهتم بمظهره ونظافته الشخصية سيحوز احترامها وإعجابها طوال الوقت، على أن المظهر الخارجي لا يعني فقط الثياب النظيفة والعطور الفوَّاحة، بل يشمل أموراً أخرى كالابتسامة المشرقة، والإِشادة بذوق الطرف الآخر، ويساهم الاهتمام بالمظهر اللائق في الثقة بالنفس، ويحتفظ بجاذبيتك في قلب وعيون زوجتك.
حفظ سرها :
إفشاء الرجل كل ما يجري من زوجته سواء من قول أو فعل، يعتبر مرفوضاً رفضاً قاطعاً، فإفشاء السر خيانة للأمانة وخيانة الأمانة من المحرمات، لذا وجب على الزوج حفظ أسرار الحياة الزوجية، كما أن إفشاء الأسرار دون أي دافع من شأنه أن يحطم الولاء للأسرة عامة وللحياة الزوجية خاصة، بل ويزرع الشكوك والظنون وتنعدم الثقة.
الإنفاق عليها :
يجب على الزوج ألا يبخل بمشاعره الرومانسية الجميلة على زوجته حتى تبادله حباً بحب
يجب على الزوج أن يوفر لزوجته وأولاده ما يحتاجون إليه من النفقة والسكن والمأكل والملبس والمشرب كاملاً، وهذه الأمور من أهم واجبات الزوج تجاه زوجته وأسرته، فلا بد للزوج ورب الأسرة أن يعمل على توفير كل ما يلزم؛ لتعيش الزوجة والأبناء عيشة كريمة ولائقة، ويكفيها حاجاتها.
إكرامها :
ويعني الرفق بها وعدم إهانتها، وتجنّب إيذائها، ويجب أن يكرمها بلطف ورحمة في جميع جوانب الحياة الزوجية، فيمكن للرحمة واللطف أن يخففا من التوتر والضغوط في العلاقة.
الحماية والأمان :
تحتاج الزوجة إلى الشعور بالأمان والطمأنينة والحب، عندما تطمَئِنُّ إلى أنَّه ليس هناك خطرٍ، وعندما تتوقَّع السّلامة لنفسها ولِمَن تحِبُّ، فلا يكون ذلك لفظياً فقط، لكن يجب أن تُظهر لها ذلك من خلال أفعالك اليومية.
ألا يكلّفها ما لا تطيق :
ألا يغضب الزوج من زوجته إن امتنعت عن القيام بما هو فوق طاقتها من العمل، بل عليه أن يعينها، وأن يفعل الأمور التي تحبها وتسعد قلبها، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها وأن يكون بها رحيماً، وألَّا يُحَمِّلهَا ما لا تطيق، فبهذه المشاعر الصادقة المتبادَلَةِ يستطيع الزوجان أداءَ واجبهما.
التحلي بالصبر معها :
زوجتك ليس لديها نفس سلوكك أو أفكارك، وقد تمر بأوقات صعبة تشعر فيها بالغضب والضيق، فيجب أن تمر المشاحنات والمشاكل بالمسامحة، وأن تحفظ طول العشرة بالمساهلة والتجاوز عن الهفوات، فيجب أن تكون صبوراً معها خلال تلك الأوقات، فحاول التخفيف عنها.
المشاركة في الأعمال المنزلية :
من واجبات الزوج تجاه زوجته أن يعينها، فلا شكّ أنّ إعانة الرجل لزوجته في أعمال المنزل من إحسان العشرة ومن مكارم الأخلاق، لذا يجب أن يشارك الزوج في أعمال المنزل والأعباء الأسرية، فالعمل المشترك يعزز الروابط العائلية، ويساهم في توازن الحياة الزوجية وتخفيف العبء عنها”.