حضرة رئيس الجمهورية المقبل..
وددت ان اخاطبك قبل انتخابك. وسيتم انتخابك.. وان اقول مبروك..
اسمح لي ان اكون اول من يهنئك مسبقا..
انت تعرف ان الكثيرين ممن انتخبوك لم يكن قرارهم، ولم تكن انت خيارهم. لكن لا يهم. بل افضل لك كي تتحرر من مزاياداتهم..
وانت تعلم ان انتخابك وولايتك هي نتيجة توازنات الكبار في اللعبة الدولية، ولا تاثير للصغار في لبنان فيها.. الصغار متلقون ومنفذون.. وبعدها متسلقون ان استطاعوا، وسيحاولون..
وانت تعلم ان نجاح عهدك مرتبط جذريا بمستوى الدعم الاقليمي والدولي لك.. وهذا افضل لك كي تتحرر من تزلف او عوائق المنافقين اللبنانيين لك..
~لذلك، هل ممكن الطلب منك ببساطة وصراحة ان تجعل المحليين، ومنذ اليوم الاول ان يهابونك لا ان تهابهم.. وحسنا تفعل حتى ان حققت ذلك بالحزم وبالليونة.. لكن عليك الانتباه منهم، لانهم سيدعون دعمك ان نجحت، ويلبسونك كل الفشل ان نجحوا في عرقلة مسيرتك.. اياك ان تطمئن لاحد.
هل ممكن ان تجعل اهدافك، قبل الوعد ببناء الدولة والنهوض بالاقتصاد، وما الى ذلك من اهداف، وبعد الاتفاق مع رئيس الحكومة المقبل، هي:
~ اولا، وعد الناس بتحريرهم من خاطفيهم.
وذلك عبر:
~ اقرار قانون جديد للانتخاب النيابي، يمنع تعليب النتائج، واعادة انتاج المشرعين الفاسدين.
~اقرار قانون جديد للأحزاب يشجع على ولادة أحزاب جديدة مدنية علمانية، ويكبح نفوذ الاحزاب الطائفية، ومنع التلبس بالطائفية.
~ رفع اليد عن التعيينات والولاءات في القضاء والامن، وضمان استقلاليتهما الكاملة. وتعديل قوانين لملاحقة اعلى المتبوئين في مراكز الدولة، ومفاصلها. وتفعيل جدي لكل اجهزة المراقبة والمحاسبة..
~ تحرير الإدارات من المتسلطين، وعلى راسها البنك المركزي. وايضا تحرير الوزارات من المتسلطين، وعلى راسها وزارة المالية..
~ احد أكبر اسرار نجاح ولايتك سيكون إنهاء الانفلات الاعلامي. اياك الاستسلام لابتزاز حجج “قمع الحريات”. الفساد الاعلامي توأم للفساد السياسي، او إبنه المدلل.
~ الضغط لاقرار التعديلات الدستورية اللازمة لتعديل صلاحيات رئاسة الجمهورية حتى لا يبقى شاهد زور، وصلاحيات رئاسة الحكومة وإدارة جلساتها وجدول اعمالها. والاهم صلاحيات رئاسة المجلس النيابي، لمنع تمييع الملفات والتشريعات والتحقيقات، وإدارة الجلسات وطريقة التصويت..
هذه الاهداف يا فخامة الرئيس في حال إنجازك لها، تكون قد قطعت اكثر المسافات لبناء الدولة..
ولن تحتاج الى جهود كبيرة بعدها لبناء ودفع الاقتصاد..
انت عليك التامين للبنانيين دولة وقضاء ذات مصداقية وامن حازم، وهم كفيلون باعادة بناء واستقرار وازدهار الإقتصاد اللبناني. اما المالية العامة والنظام الضرائبي الجديد، سيؤمنان الفائض، لا العجز في الموازنات..
المهم ان تتوكل بدبلوماسية ودراية، وتحزم عند الحاجة.. اياك والمحاصصة. ستفقدك مصداقيتك وتعزز مصداقية المتربصين بك. تعف عن حصص لك، واجبر المتحاصصين على الغاء المحاصصة. الكفاءة والخبرة والجرأة هي المعايير.
منذ ٣٠ سنة كانت هذه هي الحلول نفسها.. وهي الحلول اليوم..
من يصنع الفرق هو من يتولى سدة المسؤولية والمواجهة..
ولا تنسى ابدا انك تتراس جمهورية فيها شعب ذاق المر من التسلط والطغيان.. ان نجحت، تدخل قلوبهم وعقولهم.. والتاريخ..
نتمنى لك التوفيق..
١٥ ديسمبر ٢٠٢٤
حسن أحمد خليل