قلق متصاعد بين مسيحيي سوريا: هل بدأ زمن الرحيل؟
الديار: علي ضاحي-
المخاوف المسيحية من “المرحلة الضبابية” مع تسلم السلطة الجديدة في سوريا والتي كانت “الديار” اول من اشار اليها في نهاية كانون الثاني الماضي والتي عبر عنها المسيحيون في سوريا برسائل “قلق” ولقاءات بشخصيات لبنانية وروحية وفي مطلعهم البطريرك الماروني بشارة الراعي، عادت الى الواجهة وبشكل خطير ومتسارع.
وتشير المعلومات الى ان النزوح السوري المسيحي الى لبنان، موقت وكأنه محطة “ترانزيت” الى بلد ثالث اي اوروبا.
وتلفت المعلومات الى تقديم المسيحيين الهاربين من جحيم الارهاب في معلولا وصافيتا ومناطق في الساحل السوري طلبات هجرة بالمئات الى عدد من الدول منهم كندا واستراليا واوروبا.
ويتركز المسيحيون في محافظات حلب والحسكة ودمشق وحمص وطرطوس، وهي مدن تاريخية تضم أعدادًا كبيرة من ابناء هذه الطائفة الذين يعانون من آثار الحرب والنزوح.
وتكشف معلومات خاصة لـ”الديار”، عن موجة نزوح لمسيحيي سوريا الى لبنان، ولا سيما في الاسبوعين الماضيين، وبعد ارتكاب العصابات التكفيرية والارهابية، مجازر بحق آلاف من العلويين من الساحل السوري، كما سقط عشرات المسيحيين ضحايا لاعمال تصفية طائفية.
وتشكل المسيحية في سوريا ثالث اكبر طائفة، اذ كانت تتراوح نسبة المسيحيين فيها بين 8% إلى 10% من إجمالي عدد السكّان قبل العام 2011، وتشير أغلب الإحصائيات إلى أن حوالي نصفهم من الروم الأرثوذكس، في حين تُشكّل سائر الطوائف النصف الآخر. لكن أعدادهم تراجعت بشكل كبير ليصبح عددهم الآن أقل من مليون نسمة.
في المقابل، تؤكد اوساط كنسية واسعة الإطلاع على ملف المسيحيين النازحين من سوريا الى لبنان، حقيقة هذه المعلومات.
وتشير الاوساط لـ”الديار”، الى بذل جهود لإحصاء عدد النازحين المسيحيين واماكن توزعهم في لبنان، ولا سيما انهم يسكنون في بعض فنادق العاصمة واقارب لهم في بيروت ومناطق قريبة منها.
كما تكشف الاوساط عن جهد يبذل، لمعرفة عدد الذين حصلوا على “فيزا” للهجرة وعدد الذين تقدموا بطلبات للهجرة من سوريا عبر لبنان الى بلد ثالث.
وتكشف الاوساط ايضاً عن لقاءات لبنانية روحية وسياسية وحزبية لمعالجة تداعيات الوضع السوري وتأثيره على الاقليات، خصوصاً مع تعرض العلويين والمسيحيين لاعتداءات وقتل مباشر.
وتضيف يعاني الدروز والاكراد من مخاوف حقيقية على المصير، من دون ان يكون هناك اي تطمينات ايضاً بعدم وقوع مجازراً بحقهم، رغم كون الدروز والاكراد لديهم فصائل مسلحة او “دفاع شعبي” ويمتلكون سلاحاً خفيفاً ومتوسطاً، بينما لا يحمل العلويون اي سلاح بعد اخراج غالبيتهم من الجيش والقوى الامنية السورية وتسليم السلاح الفردي الى قوات احمد الشرع في الفترة الماضية.
اما المسيحيون فليس لهم اي علاقة بالسلاح، وبالتالي واجهوا مصير العلويين الاسود نفسه بالقتل والتهجير.
وتشير الاوساط الى تكثيف مسيحيي لبنان وسوريا الاتصالات بالمرجعيات الدينية المسيحية في لبنان خصوصاً، وبعض القوى اللبنانية الفاعلة بالاضافة الى تشكيل “جبهة ضغط” لوقف مسلسل تهجير المسيحيين المبرمج من الشرق الاوسط.
وتنقل الاوساط وجود مخاوف حقيقية من تكرار سيناريو مسيحيي العراق وما جره من ويلات عليهم
وعلى وجودهم وكنائسهم وحريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية، وفي بلد فقد اهله الامن والامان على غرار ما يجري في سوريا اليوم، وكأنه مخططات التقسيم التي كان الاميركيون يتحدثون عنها بدأت تنفذ بأشكال مباشرة ولم تعد مواربة او “فزاعات”.
وتؤكد الاوساط تحرك المرجعيات الروحية المسيحية تجاه السفارات وممثلي الدول الكبرى، لتأمين حماية دولية لمسيحيي سوريا ومنع تهجيرهم، واعتبار مخطط تفريغ سوريا ومناطقها الدينية التاريخية جريمة حرب وضد الانسانية وتهدد التنوع والتعددية الدينية والتسامح في سوريا ولبنان والعراق وكل المنطقة.
الديار
استنفار في طرابس ربطاً بسوريا: إعلان لوأد الفتنة
الأخبار –
استضافت مدينة طرابلس أمس اجتماعاً موسّعاً حضره رؤساء الحكومة السابقون ورؤساء الطوائف الروحية والنواب الحاليون والسابقون لطرابلس وعكار والضنية والمنية ونقباء المهن الحرة، وعلى جدول أعماله بند وحيد يدعو للتنبه مما يحصل في سوريا، وتأثيره على لبنان تحديداً بشأن موجة النزوح السوري إلى سهل عكار وعاصمة الشمال وجوارها، من جراء المواجهة التي شهدها الساحل السوري وضرورة احتضان النازحين، والحفاظ على الاستقرار والوحدة الوطنية بين المكوّنات الطائفية في الشمال.
الاجتماع أتى بناءً على فكرة طرحها الرئيس فؤاد السنيورة، وتبنّاها الرئيس نجيب ميقاتي الذي تولّى الدعوة إلى دارته، بعد أن عزّزت الأحداث الأخيرة في سوريا القلق. فالتوتر في المدينة شبه يومي، ويستدعي تعزيزات من قبل الجيش خصوصاً على مداخل جبل محسن بعد وصول عائلات نازحة من الساحل السوري. وتقول مصادر شاركت في الاجتماع، إن «التفلت الأمني الذي تشهده طرابلس سابِق لأحداث سوريا، لكن منسوب التوتر ارتفع منذ شهرين، خصوصاً بعد حصول عمليات نزوح لآلاف السوريين الفارّين من الحكم الجديد، فيما تنشط في الشمال قوى سياسية وتجمعات شعبية موالية لحكومة أحمد الشرع».
ويبدو أن ما حصل أخيراً في الساحل «يستوجب الاستنفار خوفاً من من استثمار بعض الطوابير الخامسة لهذا التفلّت، فطرابلس كانت دائماً صندوق بريد، والأمور ليست مرتبطة وحسب بمناطق العلويين بل بكل الشمال»، على ما يقول مشاركون في اللقاء، سيما أنه قبل أيام، خرج متظاهرون غاضبون في أحياء طرابلس إثر انتشار معلومات عن تعرّض فتى سوري قاصر يتحدّر من مدينة إدلب، لطعنات بالسكين، تبيّن في ما بعد أنه من «العرب الرحّل»، لكنّ الحادث دفع إلى تكثيف الاتصالات السياسية والأمنية بين فعاليات المدينة، ثم توسّعت لتطاول شخصيات من خارج المدينة، ليتقرر عقد الاجتماع.
ومع ذلك، فقد انتقدت مصادر سياسية الاجتماع قائلة إن «القلق من انفلات الوضع الأمني في الشمال مشروع منذ ما قبل المجازر في الساحل حيث دائماً كان الخطاب الطائفي يتصدّر المشهد، وحتى قبل سقوط النظام وتالياً لن يكون صعباً أن تنتقل هذه الأجواء داخل سوريا إلى المناطق اللبنانية». واعتبرت المصادر أن «الخلفية التي انطلق منها المجتمعون، هدفها القول بأنهم قاموا بدور ما». متسائلة «لماذا لم تتم الدعوة إلى اجتماعات أمنية سابقاً رغم الوضع الأمني المتفلّت»؟ معتبرة أن «نصف الذين شاركوا في الاجتماع، كانوا متورّطين في تغذية الصراع السني – العلوي في المدينة، ولم يفعلوا شيئاً لإطفاء المعارك»، وهم يحاولون القول إنهم «حاضرون سياسياً».
في المقابل، يتحدّث أحد نواب المدينة عن «تقارير أمنية تفيد بوجود عمليات تحشيد بينها من يدعم الشرع، وآخرون يعارضونه، وسط نشاط لمجموعات تعمل على التحريض، ما عزّز المخاوف من حصول عمليات انتقامية بين العلويين والسلفيين في المدينة»، لكن ما يطمئن بحسب ما قال إن «الأجواء الخارجية تؤكد أن لا وجود لأجندة ولا لمموّل وبالتالي فإن حماية المدينة ممكنة».
وفيما كان لافتاً غياب رئيس الحكومة نواف سلام عن الاجتماع، وهو ما برّره ميقاتي بالقول إنه «لم يُدع لأن الاجتماع هو عادي وطرابلس هي مدينته، ويمكنه أن يزورها متى شاء وأهلاً وسهلاً به»، قال إن «الاجتماع استنكر الأحداث الدموية التي حصلت في سوريا وشدّد على أهمية المصارحة والمصالحة ودعوة الحكومة اللبنانية للسعي مع الهيئات الدولية من أجل إيواء وتعزيز الإغاثة السريعة للنازحين الذين حضروا ومن ثم السعي مع الحكومة السورية من أجل عودة النازحين السوريين إلى سوريا، ولا توجد كلمة لجوء في لبنان بأي شكل من الأشكال». والأهم «هو ضبط الفلتان الأمني بكل ما للكلمة من معنى ورفع الغطاء عن أيّ مُرتكب كما أنه على القضاء أن يُسرّع في موضوع المُحاكمات».
الأخبار
تخوّف من حصول توترات واشتباكات بين مؤيدين للنظام السوري الحالي ومعارضين له داخل لبنان
البناء:
نقلت مصادر «البناء» عن مرجع أمني تخوّفه من حصول توترات واشتباكات بين مؤيدين للنظام السوري الحالي ومعارضين له داخل الأراضي اللبنانيّة في ظل تزايد أعداد نازحي الساحل السوري وحمص في مناطق عكار وجبل محسن.
البناء
تحضيرات لزيارة عباس وبحث في نزع سلاح المخيمات
الأخبار:
وسط معلومات عن تحضيرات لزيارة يقوم بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى بيروت الأسبوع المقبل، تواصلت الاتصالات والمساعي في لبنان والمنطقة بما خصّ «ملف المخيمات الفلسطينية» في لبنان، حيث تمارس الولايات المتحدة ومن خلفها إسرائيل الضغط الكبير لأجل انتزاع قرار لبناني رسمي بنزع سلاح المخيمات بالقوة إن اقتضى الأمر، واتخاذ إجراءات تحاصر أي نشاط لفصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان، وخصوصاً حركتي «حماس» والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وعلمت «الأخبار» أن رئيس المخابرات العامة في سلطة رام الله ماجد فرج، زار لبنان قبل أقل من أسبوعين، والتقى بعيداً عن الإعلام الرئيس جوزيف عون، فيما عقد فريق من ضباط المخابرات الفلسطينية اجتماعات مع مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني ومع جهات أمنية أخرى. ويُفترض أن يتم ترتيب لقاءات للرئيس الفلسطيني مع الرؤساء الثلاثة وأن يعقد اجتماعات مع الفصائل الفلسطينية في مقر إقامته في بيروت.
وعلمت «الأخبار» أن رئيس المخابرات العامة في سلطة رام الله ماجد فرج، زار لبنان قبل أقل من أسبوعين، والتقى بعيداً عن الإعلام الرئيس جوزيف عون، فيما عقد فريق من ضباط المخابرات الفلسطينية اجتماعات مع مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني ومع جهات أمنية أخرى. ويُفترض أن يتم ترتيب لقاءات للرئيس الفلسطيني مع الرؤساء الثلاثة وأن يعقد اجتماعات مع الفصائل الفلسطينية في مقر إقامته في بيروت.
وبحسب المعلومات فإن زيارة فرج التي قيل إنها تمهيدية لزيارة عباس، ركّزت على موضوع المخيمات من زاوية أن السلطة تدعم خطة نزع السلاح ليس في المخيمات الواقعة جنوب نهر الليطاني فقط، بل في كل لبنان. وعرض فرج «خدمات السلطة» لجهة الإشراف على المرحلة الانتقالية وتولّي عناصر من أمن السلطة المسؤولية الأمنية داخل المخيمات وحصر التنسيق معهم من قبل الجهات الحكومية
اللبنانية، على أن يصار إلى وضع قائمة بسلسلة من القرارات التي تتعلق بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين لكي يقرّها مجلس الوزراء.
وترافقت هذه اللقاءات، مع قرار رئيس الحكومة نواف سلام إعادة تكليف باسل الحسن بإدارة ملف الحوار
الفلسطيني – اللبناني، وهو ملف يتبع لرئاسة الحكومة في لبنان، خصوصاً أن الحسن لديه تصوّره الخاص بمستقبل وضع المخيمات، وهو من الذين يروّجون لمشروع يقضي بسحب الأسلحة من المخيمات كخطوة أولى، تليها إزالة الوضعية الخاصة للمخيمات من خلال دمجها بمحيطها السكني وإخضاعها بصورة تامة للسلطات اللبنانية المدنية والإدارية والقضائية والعسكرية، وأن يصار إلى التعاون مع الفصائل من أجل تسليم كل المطلوبين للسلطات اللبنانية، والعمل على «إزالة
الصورة السلبية» عن المخيمات في لبنان.
وتقول المصادر إن فرج الذي لا يمانع مثل هذا التصوّر، كان لديه جدول أعماله الإضافي، لجهة تجديد محاولته إدخال تغيير كبير في إدارة السفارة الفلسطينية في بيروت، وهو الذي يعمل منذ سنوات على إطاحة السفير الحالي أشرف دبور، وذلك في سياق عمل فرج على الإمساك بكل مفاصل القوة الخاصة بحركة فتح في لبنان.
وبحسب معلومات «الأخبار» فإن السلطات اللبنانية أبلغت فرج بأنها لا تعتقد بأن الوقت مناسب لإدخال تغييرات شاملة على آلية التواصل مع القوى السياسية والجهات الأهلية في المخيمات، وأن الإطار الموجود حالياً يُعتبر الأنسب للبنان، كونه يجمع كل الفصائل ذات الثقل الشعبي في المخيمات، وحيث أظهرت التجارب السابقة إمكانية الوصول عبره إلى تفاهمات تمنع انفجار المخيمات.
أما البند الأخير الذي تناوله فرج، فهو بند «التعاون بين السلطة الفلسطينية والحكومة اللبنانية في مجال مكافحة الإرهاب»، وهو ملف شائك خصوصاً أن سلطة رام الله تعتبر أن حركات المقاومة تمثّل الإرهاب، فيما لا يوافق لبنان على هذا التصوّر. ولكن فرج، حاول استشراف التغيير الذي طرأ على الموقف في لبنان بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، خصوصاً أن ممثلي السلطة الفلسطينية أكثروا من الأسئلة حول حجم نفوذ حزب الله على الأجهزة الأمنية بعد الحرب.
الأخبار
اجتماع قريب لـ»أصدقاء لبنان»
بعض ماجاء في مانشيت الجمهورية:
علمت “الجمهورية” من مصادر موثوقة، أنّ تحضيرات متسارعة على أكثر من خط دولي لعقد مؤتمر دولي في لبنان. وكشفت المصادر “أنّ مجموعة الدول المصنّفة من ضمن “مجموعة أصدقاء لبنان”، التي تنعقد دورياً في بعض الدول الصديقة للبنان، انتخبت لبنان موقعاً لاجتماعها المقبل، والذي سيُعقد على مستوى ضباط عسكريِّين كبار من تلك الدول في المدى المنظور القريب، الغاية الأساس منه تأكيد الدعم لسيادة لبنان واستقلاله، وتوفير المساعدات الضرورية والإمكانات للجيش اللبناني ليتمكن من أداء الدور المطلوب في حماية الأمن والإسقرار في لبنان، ولاسيما في المهمّات المناطة به على الحدود”.
الجمهورية
تسوية بريطانية لـ»النقاط الخمس»
بعض ماجاء في مانشيت الجمهورية:
يتمَوضع ملف الحدود الجنوبية في صدارة الأولويات والمتابعات الرئاسية والحكوميّة، ورئيس الجمهورية جوزاف عون يؤكّد أنّه لن يألو جهداً مع كلّ الجهات الإقليمية والدولية للضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس، وإلزامها بالتزام اتفاق وقف إطلاق النار وبالقرار 1701، فيما كشفت معلومات موثوقة لـ”الجمهورية” عن أنّ ملف النقاط الخمس سيشهد تحريكاً جدّياً في غضون أيام قليلة.
وبحسب المعلومات الموثوقة، فإنّ بريطانيا تحضّر لتقديم اقتراح يُحدّد صيغة حل لهذه النقاط. وأكّدت مصادر المعلومات أنّ هذا الاقتراح البريطاني منسّق بالتأكيد مع الأميركيِّين، إلّا أنّ المصادر لم تُحدِّد ماهية التسوية التي سيقترحها البريطانيّون، “أكان الاقتراح البريطاني يرمي إلى تجديد اقتراح نشر “اليونيفيل” والجيش اللبناني في تلك النقاط، أو نشر قوات دولية أي “اليونيفيل” فقط، أو قوات دولية متعدّدة الجنسيات في صدارتها الأميركيّون والبريطانيّون”.
وعمّا دفع البريطانيِّين إلى تقديم صيغة حل للنقاط الخمس، قالت المصادر: “الأمر الأكثر ترجيحاً هو أنّ النقاط الخمس تُشكّل فتائل توتير دائمة قابلة للاشتعال وإعادة أجواء الحرب في أي لحظة، وبالتالي لا توفّر الأمن لإسرائيل، ولا للمستوطنين الذين لا يزالون يرفضون العودة إلى مستوطنات الشمال”.
الجمهورية
وفد درزي سوري في إسرائيل: طريف والهجري يزكّيان سلخ الجنوب
الأخبار:حيان درويش –
دخل وفد مؤلّف من 60 رجلَ دينٍ درزياً إلى الأراضي المحتلة، أمس، في خطوة غُلّفت بالحديث عن زيارة «مقام النبي شعيب»، الواقع في بلدة جولس بالقرب من طبريا في الجليل الأسفل. وجاءت هذه الزيارة بناءً على دعوة من الرئيس الروحي لطائفة الموحّدين الدروز في فلسطين المحتلة، موفق طريف، وبموافقة رسمية من حكومة الكيان الإسرائيلي، أقرّها وزير الأمن، يسرائيل كاتس
وبحسب المعلومات، فإن ثلاث حافلات إسرائيلية ترافقها مصفّحات تابعة لجيش الاحتلال دخلت بلدة حضر الحدودية مع الجولان لنقل أعضاء الوفد، بعد إجبارهم على ترك هواتفهم في الأراضي السورية، وسط تشدّد أمني ومنع اقتراب الصحافيين طيلة فترة الزيارة، وذلك بطلب من طريف، وبالتوافق مع الرئيس الروحي للموحّدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، الذي لم يستجب لطلبات شخصيات دينية ومجتمعية في السويداء، بمنع الزيارة، معتبراً أن دخول الوفد إلى الجولان المحتل «ليس تطبيعاً مع إسرائيل».
وعلى رغم التحفّظات الكبيرة من غالبية الطائفة على الخطوة التي قد تضع الدروز في موقف «محرج» أمام الرأي العام في سوريا، أصرّ طريف، من جهته، على حدوثها لما تحمله من رسائل سياسية مباشرة إلى دمشق، بأن دروز سوريا، الذين يحاول العدو استغلالهم للتمدّد في هذا البلد، «خط أحمر» بالنسبة إلى إسرائيل. وفي تصريحات خرج بها طريف عقب الزيارة، إلى قناة «الحرة»، رفض الربط بين الملفات السياسية وزيارة الوفد بوصف الأخيرة «دينية بحتة» بحسب زعمه، مدّعياً بأنه على رغم إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، توسيع المنطقة العازلة في القنيطرة والسويداء ودرعا، «لن يكون هناك تدخل في الشؤون السورية أو في شؤون أهلنا هناك».
ورداً على سؤال حول وجود «ضمانات من إسرائيل بأنها قد تتدخّل عسكرياً من أجل حماية الدروز في المناطق التي ربما تتعرّض لاعتداءات»، قال طريف إنه «في حال حصل ذلك فبدون شك سنتدخّل، لن نسمح بأن يكون هناك أي اعتداء على أبناء الطائفة الدرزية»، داعياً إلى تشكيل حكومة سورية تضمن حقوق الأقليات.
وفيما كانت وسائل إعلام عبرية تحدّثت عن أن الوفد الدرزي يضمّ مئة شخص، كشف مصدر درزي من بلدة حضر، في حديث إلى «الأخبار»، أن «أربعين شخصية من محافظة السويداء تقرّر عدم مشاركتها في الزيارة، بعد ضغوط مارستها شخصيات دينية رفيعة المستوى»، علماً أن «أعضاء الوفد هم من دروز جبل الشيخ الذين تربطهم علاقة قرابة مع سكان الجولان وشمال فلسطين».
وعلى الرغم من أنه كانت ثمة رغبة شعبية في اعتراض طريق القافلة ومنع دخولها عبر بلدة حضر، تدخّل وجهاء البلدة لمنع حدوث مثل هذا الأمر، خشية تحوّله إلى مواجهات مباشرة مع جيش الكيان. وعلى هذه الخلفية، اكتفى قادة المجتمع المحلي دينياً ومجتمعياً، بإصدار بيان باسم سكان البلدة، استنكروا فيه الزيارة التي تأتي «تلبية لدعوة جهات موالية للاحتلال»، لافتين إلى أن «إسرائيل التي لم تكن يوماً حريصة على حقوق الأقليات، تستغل هذه الزيارة الدينية كأداة لزرع الانقسام في الصف الوطني، وتسعى لاستخدام الطائفة الدرزية كخط دفاعي لتحقيق مصالحها التوسعية في الجنوب السوري».
وأضافوا أنهم لم ولن ينسوا الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق أهلنا في الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة، مشدّدين على أنّ هؤلاء «المشايخ لا يمثّلون إلا أنفسهم»، وأن «انتماء أهالي وعائلات قرية حضر الوحيد هو إلى طائفة الشعب السوري».
ويأتي دخول الوفد الدرزي إلى الأراضي المحتلة، بعد تصريحات غير مسبوقة لشيخ عقل الطائفة في سوريا، حكمت الهجري، الذي وصف الحكومة في دمشق بأنها «متطرفة ومطلوبة للعدالة الدولية»، مؤكداً أنه «لا وفاق ولا توافق مع السلطات في دمشق»، ومتعهّداً بـ«العمل بما هو مناسب للطائفة الدرزية». وبالتزامن مع تصريحات الهجري، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إرسال آلاف الطرود من المساعدات الإنسانية إلى أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، فيما كان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد مينسر، قد أكّد، في تصريحات سابقة، أن عشرة آلاف طرد من المساعدات الإنسانية أُرسلت إلى «الدروز في مناطق تشهد معارك في سوريا» خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وإزاء ذلك، قال أحد المحامين السوريين، في حديث إلى «الأخبار»، إن القانون السوري «يمنع أي جهة سورية من التعامل مع أي دولة أو كيان سياسي خارج البلاد»، لافتاً إلى أن «الحالة القانونية في مثل هذه الحالة، لا تتأثّر بسقوط النظام، إذ تندرج مسألة التعامل مع العدو تحت «جريمة الخيانة العظمى»، والتي تصل عقوبتها إلى حد الإعدام، كما تجرّم عقوبة التعامل مع العدو بالحبس مع الأشغال الشاقة لمدة تراوِح بين 3 و15 عاماً». ويضيف أن «زيارة الوفد الدرزي من دون موافقة رسمية من السلطات المركزية توضع في هذه الخانة»، مستدركاً بأن «هناك خللاً في المفاهيم القانونية حالياً نتيجة لاعتبار بعض الأطراف، الحكومة الانتقالية، سلطة أمر واقع، ولا تمثّلها».
أما ميدانياً، فقد جدّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، تفتيش منازل في بلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة، فيما دخلت مجموعة من «قوات حفظ السلام» (يوندوف) إلى مواقع داخل مقر «اللواء 90» للاطّلاع على الأضرار التي خلّفها جنود العدو هناك. وبعد مغادرة القوة الأممية، عادت مجموعة مؤلّفة من ثلاث مصفّحات ودبابة تابعة للاحتلال، لتدخل الموقع نفسه، من دون اتضاح السبب. كما سُجّل دخول قوة إسرائيلية ثانية إلى قمة تل المال، الواقعة في ريف درعا الشمالي، والتي تبعد 14 كم عن «شريط فضّ الاشتباك»، حيث أقامت هناك حاجزاً مؤقتاً لمدة أربع ساعات، بالتزامن مع أعمال تخريب لنقاط عسكرية في التل الذي كانت قد دخلته قبل أسبوع للغاية نفسها.
الأخبار