سر الأربعين
اذا لم تشارك بالمسير لن تعلم ما هو سر الأربعين،كل منا يتأمل الزيارة بمنظار مختلف عن الآخر.
أنا مثلاً كنت أرى زيارة الأربعين ازدحام وتعب إضافةً إلى أني إذا ذهبت لن استطيع الوصول إلى الضريح.
شاء القدر ودُعيت لزيارة الأربعين دون تخطيط مسبق، ومن شخص لا أعرفه اتصل بولدي وأرسل لي تكاليف الزيارة كنت وقتها أعاني من ألم في ركبتي نتيجة إصابة قد تعرضت لها، وعند وصولي لمطار بغداد بدأ التيسير من رب العالمين.
ألتقيت بحملة والتحقت بها كان هناك محرك لتنظيم زيارتي وقمت بالمسير ليس كل المسافة فقط حوالي أربع ساعات، وعندما حان وقت صلاة الظهر وكنت ممنوعة من السجود لأن هناك قطع برباط الركبة وقفت تحت قبة الامام الحسين(ع) وسجدت دون مشقة ولا ألم أدركت حينها أن المسافة التي قطعتها مشياً على الأقدام كانت شفاءً لركبتي، وأصبحت زيارة الأربعين عندي عشق لا يوصف.
إضافةً إلى ما نسمعه بالاحاديث والروايات عن سر هذا الرقم ومكانته عند الائمة، فقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام:
“من حفظ من شيعتنا 40 حديثاً بعث الله يوم القيامة فقيهاً عالماً فلم يعذبه”
كذلك نجد في القرآن الكريم اهتماماً عجيباً لهذا الرقم بقوله تعالى:《وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم إتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون》 أيضاً بشأن قوم موسى عليه السلام 《قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين》
وكذلك ما ورد عن الإمام الصادق إنه قال: 《إذا مات المؤمن فحضر جنازته أربعون رجلاً من المؤمنين فقالوا اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا وأنت أعلم به منا قال الله تبارك وتعالى قد أجزت شهادتكم وغفرت له ما علمت مما لا تعلمون》.
كثيرة هي الأحاديث حول رقم الأربعين في الولادة (مقولة تكفي أربعينها بخير وعافية) وفي الوفاة إتمام أربعينه وفي الأمثال حتى (بعد الأربعين يا رب تعين)وغيرها من اىأقوال والعبر ، ويبقى هذا الرقم سر من أسرار الله وضعه في كتابه وأطلعنا عليه.
ريما فارس