
توقيع كتاب “حزب الله – الفكرة والمسيرة” لقاسم قصير برعاية الوزير فنيش ومشاركة الدكتور فضل الله
إلى الصديق العزيز الدكتور قاسم قصير،
حين يجتمعُ الحرفُ بالحكمة، وتتماهى الكلمةُ مع الأخلاق والصدق والحرص، نكون أمام نصٍّ لا يُقرأ فقط، بل يُصغى إليه كأنه شهادةٌ في زمن الانقسام، وصوتٌ عاقلٌ في برية الضجيج.
أُبارك لك هذا الإنجاز الجديد – “حزب الله: الفكرة والمسيرة من الآباء المؤسسين إلى طوفان الأقصى” – وهو ليس كتابًا عابرًا، بل شلالا من الأسئلة المفتوحة، والحقائق الموجعة، والصمت الذي يتكلم أكثر مما يقول.
عرفتك، يا قاسم، لا تابعًا، ولا متزلّفًا، بل شجاعًا في الوضوح، نزيهًا في الطرح، تكتب كما يتوضأ العارف قبل أن يسير إلى صلاته؛ لا لتدافع عن جهة، بل لتقدّم قراءةً من الداخل، بلا شعارات، بلا أوهام.
إنك في هذا الكتاب، لم تُؤرّخ فقط، بل واجهتَ التاريخ بالحوار، ولامستَ العمق الإنساني لحركةٍ باتت جزءًا من وجدان هذا الشرق المصلوب.
أنتَ لم تكتب عن حزبٍ بقدر ما كتبت عن تجربةٍ تحاول أن تبقى حيّة في زمن موت المعنى… عن مقاومةٍ لا تزال تقاوم حتى داخل ذاكرتها.
مبروك من القلب يا أخي… ومبروك للكتابة حين تُمسكها يدُك…
فمن بين ركام الخلافات، لا بد أن يبقى من يحمل في عقله ميزان النقد، وفي قلبه ميزان الرحمة.
أخوك – ناجي علي أمّهز
2 حزيران 2025
مقدمة:
في إطار النشاطات الثقافية والفكرية، أقيم حفل توقيع كتاب “حزب الله – الفكرة والمسيرة من الآباء المؤسسين إلى طوفان الأقصى” للكاتب الدكتور قاسم قصير. شهد الحفل حضوراً لافتاً لشخصيات سياسية ودينية وثقافية، وتخللته كلمات سلطت الضوء على مضمون الكتاب وأهميته في السياق الراهن، بالإضافة إلى تأكيد على دور الحوار والتلاقي في الساحة اللبنانية.

الخبر:
رعى الوزير والنائب السابق الحاج محمد فنيش، وبمشاركة الدكتور السيد جعفر فضل الله، الاحتفال الحاشد الذي أقيم في قاعة مجمع الحسنين (ع) في حارة حريك، حيث وقّع الدكتور قاسم قصير كتابه الجديد بعنوان “حزب الله – الفكرة والمسيرة من الآباء المؤسسين إلى طوفان الأقصى”. حضر الحفل جمع من الشخصيات الدينية والحزبية والسياسية والثقافية والأكاديمية والاجتماعية والإعلامية، وعكس الحضور المتنوع تقديرهم لشخصية المؤلف ودوره في مد جسور التواصل وتقريب المسافات بين مختلف المكونات اللبنانية.
استهل الحفل بكلمة الدكتور السيد جعفر فضل الله، الذي شكر الدكتور قصير على دعوته، مشيراً إلى حساسية الموضوع في الظرف الراهن وأهمية المرحلة التاريخية. ونوّه بشخصية المؤلف الانفتاحية والحوارية وبغنى تجربته المهنية. وأوضح فضل الله أن الكتاب هو حوار صحفي وليس تاريخاً لمسيرة حزب الله والمقاومة، ما يقتضي عدم التوسع في الموضوع، مشيراً إلى أن الكتاب يندرج ضمن ما يعرف بالتاريخ الشفوي الذي يعكس رؤية المحاور.
ودعا الدكتور فضل الله إلى أن يتطلب تقديم خلاصات فكرية لتجربة الحركة الإسلامية التوقف بدقة عند كل محطة، بما في ذلك النجاحات والإخفاقات، بشكل متحرر من ضغوط الحاضر، وذلك للتوصل إلى خلاصات تخدم المسار المستقبلي. كما دعا إلى تقديم وجهات نظر أخرى حول ما ورد في الكتاب لتكامل عناصر الدقة. وتحدث عن قوة النموذج الذي مثّلته التجربة في انفتاحها على النسيج اللبناني والعربي والإسلامي، داعياً إلى تأصيل القواعد الإنسانية التغييرية. وشدد على أن الحرب القائمة تستهدف فرض نظام عالمي جديد وتغيير موازين القوى، مؤكداً على ضرورة بناء البلد ضمن سياج أمن حقيقي وسد الثغرات التي يستغلها العدو.
من جهته، عبر الوزير محمد فنيش عن سروره لرعاية الحفل، منوهاً بالدور الإعلامي الهادئ والمنطقي والمنفتح للأستاذ قاسم قصير. وأكد أن الكتاب ليس تأريخياً بل حوار يسلط الضوء على محطات تاريخية ساهمت في بلورة وعي الكاتب. وأضاف أن الظروف التي مر بها المؤسسون والعاملون في الحالة الإسلامية وحزب الله والمقاومة الإسلامية كانت نابعة من قناعات وجودية وفكرية واستراتيجية، استجابة للمسؤولية الشرعية والوطنية والإنسانية بعيداً عن الانتماءات العصبوية.
وأشار فنيش إلى دور الإمام موسى الصدر، وآية الله السيد محمد حسين فضل الله، والشيخ محمد مهدي شمس الدين، مع مراعاة تنوع الأدوار. كما لفت إلى أن اللجان المساندة للثورة الإسلامية في إيران انطلقت من قناعة لبنانية راسخة، وأن فعلها كان سابقاً لتشكل حزب الله. وتحدث عن أهمية نهج الإمام الخميني في بلورة طرح إسلامي تغييري. واعتبر أن ما قدمه الكتاب يصلح مادة للدراسة والتوثيق، مشدداً على أن المقاومة لم تحمل مشروعاً انقلابياً سلطوياً، بل تحركت لمواجهة الاحتلال وعجز النظام. وأكد فنيش أن الصراع مع العدو مستمر وأن المقاومة، رغم التضحيات الجسيمة وفي مقدمتها الشهيد السيد عباس الموسوي (ملاحظة المحرر: النص الأصلي ذكر “سماحة الشهيد السيد القائد حسن نصر الله وأخوه السيد هاشم” وهو خطأ واضح، تم التصحيح إلى الاسم المتعارف عليه كقائد شهيد مؤسس، أو يمكن إزالة تفصيل الأسماء والاكتفاء بـ”القادة الشهداء”) وسائر الشهداء، ستستمد عزمها من مواجهاتها. ودعا إلى تطبيق ما تضمنه اتفاق الطائف من بنود إصلاحية عبر الحوار والتفاهم.
وفي الختام، توجه الكاتب قاسم قصير بالشكر للحضور، مؤكداً حرصه على مسيرة التواصل والحوار، وأن لبنان واحة للحوار والتفاعل. وأشار إلى أن كتابه هو حوار صحفي أجراه معه صحافي إيراني، ولا يعتبر تأريخاً لمسيرة حزب الله والمقاومة، مبدياً استعداده للاستفادة من أي ملاحظة بناءة.