اخبار ومتفرقات

أنا و هاتفي في آخر الزمان

نحن المدمنون العاجزون امام إغراءات الشاشة بألوانها و باضواءها .

نحن الشاردون ، المشردون بين احياء و اموات في دهاليز اسرار هذه التكنولوجيا الموقرة و اللعينة معاً …

نحن التائهون، الوارثون و المورثون لتقنياتها، العاملون في سبيلها ومن اجلها ، البلهاء المقيدون ، العابثون بواقعنا .

أين نحن و في أي إتجاه نسير؟ خلقنا لله بدماغ في جمجمتنا الا اننا أصرّينا أن نحمل أدمغتنا وعقلنا ومشاعرنا في يدنا او في محفظتنا، نتوق لرؤية الهاتف الخلوي عند الصباح ونتركه ينام بقربنا عند المساء.

ربطنا انفسنا في قاع لا نستطيع الإفلات من قيده ما عدنا ندري إن كنا نرى الشمس في والواقع ام اننا نرى صورة عنها في السماء.

حدثتني جدتي وقال لنا إمام البلدة أن أعور الدجال بعين واحدة، خفنا وهربنا من صحن المجدرة وسلطة الزعتر، قالا سيأتي في نهاية الزمان،إعتقدنا ان العمر طويل جدا، إنما الحال أننا أصبحنا بلا حال وأحوال.

رجاء يا جدتي، رجاء يا حضرة الإمام، أعيدوا التفكير من جديد،اعور الدجال ليس بإنسي او جان، هاتفي هذا بعين واحدة لعينة، هاتفي هذا ليس بأي فون أو بسمسونغ بل ماركته : أعور الدجال.

ميساء الحافظ

زر الذهاب إلى الأعلى