اخبار ومتفرقات

الأجمل من لقائنا يا حبيبتي كان الّا نلتقي- 145-

انت لا تعلمين،مذ افترقنا وأحلامي أراها بالأبيض والأسود، فقدت نعمة رؤية الألوان.

كنت انت قوس قزح سماء حياتي،الوان سقف خيمتي،محفظة أقلام التلوين في حقيبتي المدرسية،كنت اختلاف لون المريول كلما نجحنا من صفّ إلى صفّ.

اعرتك كل الأقلام الملوّنة واحتفظت لنفسي بقلم الرصاص.

لم أكن ادري ان قلم الرصاص لا رصاص فيه إنما الرصاص كان في عيون الاوغاد.

مذ افترقنا يا حبيبتي تحوّلت حقيبتي المدرسية لجعبة تحوي قنابل يدوية،استبدلتك ببندقية سوفياتية كانت حديثة وسرعان ما تحوّلت لعتيقة.

ظننت اني بتجاهلك سأنساكِ الا انّك تسكنين كل اغاني البلغار والروس واليونان واليوغسلاف حتى اني عندما هاجرت إلى بلاد الافرنج وجدتك تسكنين الاغاني الفرنسية والاميركية والإنجليزية.

هل يغني الالمان يا حبيبتي؟

يبدو انّ الالمان لا يجيدون الغناء .

حيث لا تكونين لا يوجد اغاني ولا موسيقى. 

اتعلمين؟

لا أفهم كيف لإمرىء عارَكَ الحياة في بلاد غريبة يعود إلى بلاده بنكهة عنصرية او طائفية .

اني على يقين ان هؤلاء العنيفين والعدوانيين عقدتهم انهم لم يجدوا صبية تحبّهم في زمن الدراسة او العمل،لو عرفوا الحب ما عادوا إلى القطيع كوحوش بل كطيور مسالمة ومهاجرة. 

لو احبّتهم فتاة من غير ملّتهم ما تحوّلوا لسفاحين.

كل هؤلاء المجرمين الذين ترينهم ليسوا غير فاشلين في الغرام،لم تحبّهم الصبايا الاجنبيات وما تزوجوا في بلادنا الا على عجل و من فتيات لا ترغبن بهم.

الذي يحب فتاة بلغارية او روسية او فرنسية او سورية او لبنانية لا يقتل،

يدافع عن نفسه كشجاع وكبطل إنما لا يعتدي على احد.

لن تكون موضوعيا ابداً إن لم يخفق قلبك لصبية لا تعرف لغتك او لا تعبد ربّك او لا تعرف قطيعك.

وحدهم الذين ما عاشوا قصة حبّ مع مسيحية او درزية او علوية او سنية او شيعية او ايزيدية او شيوعية يمتهنون الذبح والقتل وإثارة الفتن.

وحدهم الذين يحرّمون الموسيقى و الاغاني اللطيفة يجيدون الاغتيال وارتكاب المجازر.

اقول لك الحق،صحيح حتى هؤلاء الذين جعلوا من الصليب رمحاً يتوقون للكراهية والقتل.

حتى هؤلاء الذين رأوا في الهلال سكيناً لا يتّقنون حفظ قصائد الغزل.

صوفيا حبيبتي كما مونبلييه عشيقتي وانت كبيروت باقية حبّي وشغفي إلى الأبد.

الأجمل من لقائنا يا حبيبتي كان الا نلتقي.

وحدهنّ الفتيات اللواتي احببت جعلن مني اممياً،

جعلن مني انطق لغة غير اللغة التي علمتني اياها امي،

ليتها امي علمتني الصمت قبل الكلام،

ليت بلادي تشبه الفتيات التي احببت.

قل لي من احببت اقول لك بأي لون قلم تكتب وترسم وبأي الوان ترى الدنيا.

د.احمد عياش 

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

 

زر الذهاب إلى الأعلى