كلنا نعلم ان الغرب يتلاعب على أوتار عواطف العرب المتحركة والمضطربة على كافة الأصعدة وخاصة على الصعيد الطائفي الديني المذهبي . ولكن المسألة هنا تقع على كيفية التلاعب على هذه الاوتار الحساسة و الدقيقة والحرجة .فالمنظمات العالمية تستخدم هذا الضعف اوهذا العامل كسلاح رغيد تحت مصطلح ” القوة الناعمة” للسيطرة على الشرق كونه سريع التأثر والامتصاص من أجل تفتيت الوطن العربي كمجموعة من الكانتونات العرقية والدينية والمذهبية و الطائفية . فالدول الاستعمارية تصنع “الفوضى الخلاقة” لمصلحتها الخاصة فتحرك الشارع العربي من خلال وكلائها المتدربين على التنظيم السياسي والجماهيري . فتقوم بتدريب الشباب اليوم من خلال منظمات المجتمع المدني لتفكيك الوحدة الدستورية لجميع الدول العربية وخاصة الاسلامية . فوجود الاسلام الراديكالي المتطرف ليس عن عبث ، فتعمدت هذه الدول الكبرى لاقامة دولة ام دويلات في شرق الخليج العربي ذات توجه اسلامي متطرف من أجل الهدف السياسي الرئيسي للسياسة الخارجية . فالغرب بحسب وجهة نظره ، يعتقد أن الحل السليم للتعامل مع المسلمين غير المتحضرين هو اعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتهم الاجتماعية ومعتقداتهم الجهادية . فطبعا هذه حجة من الحجج والاسباب التي يسعى اليها الغرب لاحتلال الشرق وخاصة العرب ،فيقوم بانتاج التيار الاسلامي المعادي للتيارات التي لا تعترف بالدولة الوطنية . فنقص الفصل بين الدولة والمؤسسات الدينية هو اساس الثورات الاسلامية وهذا ما يشبه الاستبداد على الطريقة العثمانية . على سبيل المثال ، تم تقسيم لبنان الى ثمانية كانتونات متعارضة ومنتاقضة فكريا ودينيا وعقائديا لخلق الفوضى والنعرات وقرع طبول الحرب والصراعات في الوقت المناسب وفق جداول اجندات الدول التكتيكية. ليس هناك حصان واحد فقط في العالم الذي نجح في غزو مدينة “طروادة “من قبل اليونانيين، هناك احصنة أخرى عديدة و متلونة ومتقلبة تستخدم لغزو الشعوب بحسب الأزمنة والفصول والاحداث . فاليوم رؤوس الدول الامبريالية يستنجدون منذ سنين طويلة بحيل الاغريقيين لصنع حصانا ضخما لغزو الشرق وعلى العرب ان يتعلم من سذاجة وجهل اليونانيين .