اقلام

كتبت ريتا بشارة، اجلدوه !…ثم اصلبوه اصلبوه …!

اجلدوه !…ثم اصلبوه اصلبوه …!
الاعلامية ريتا بشارة
اصعب شيء في الحياة ان يلتقي المرء أو أن يمر ويصادف ويعاصر ويعيش مع أناس حقودين وظالمين بلا رحمة ووجدان ، مع اناس تمتلىء قلوبهم بالضغينة والكراهية التي تسعى الى اضطهاد الاخر من دون اي سبب وجيه وواضح ، من دون اي جرم ام خطيئة، ويكون مأثم هذا الانسان المضطهد الذين يتهمونه بالتدجيل هو نشر المحبة والسلام الداخلي و فعل الخير وتطبيق العدالة والحق، وقد يكون ذنبه الوحيد هو قلبه الابيض والطاهر وتخلية نفسه عن الامور الدنيوية والاهواء النفسية وعن الصفات الرذيلة والأخلاق السيّئة وتحليه بمسامحة عدوه في عالم اسود الذي يسعى الى المنافسة والطمع والجشع والتهام الماديات و”الاخضر واليابس” والكنوز الدنيوية الدفينة . والاصعب والاشد حزنا ومرارة وقساوة هو معاقبة هذا الانسان البريء بقتله غدرا وظلما وجلده وصلبه كقتل وذبح نعجة في خناقها بين قطيع من الذئاب الذين ينتظرون هشها واكلها وعضها بفارغ الصبر.واذا كان الدافع والسبب لهذا التعذيب القاهرهو”الغيرة” ، نعم الغيرة ، فالغيرة السلبية هي التي تقود الانسان الى قتل اخيه ، فكانت دافعا لاول جريمة في التاريخ ،وإن من أسباب قتل قابيل لأخيه هو الحسد. والحسد موجود إلى يوم القيامة سواء كان في عهد أبونا آدم أم في عهد غيره من الأنبياء والقديسين والعصور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فالغيرة تتحول إلى وباء خفي ومظلم لتدمير أنفس البشر. وهذا الأمر إن لم يلاحظه الشخص الحكيم ليتجنبه، سيتسّلل خفية ليصيب القلوب غير الحذرة. لهذا السبب فإنه منذ بدء العالم وقع الشيطان نفسه في الهلاك ودمر الآخرين أيضاً. ذاك الذي كان في مجده الملائكي وكان مقبولا ومحبوباً لدى الله . فالغيرة هي من اخطر الحروب ! فهي مخادعة وقت السلام وعنيفة وقت الاضطهاد! اذا نظرنا الى مقتل الامام الحسين بن علي بن أبي طالب ع.س بطريقة شنيعة ومأسوية الناتج عن خيانة المحبين وعن انقلاب ومؤامرة قامت بها أطراف سياسية عدة فى الدولة حينئذ السبب الأول لقتل الإمام الحسين عليه السلام هو غريزة الحسد التي كانت دائما اساسا للكثير من المخالفات والانتهاكات للإنسان لما اعطاه الله سبحانه من المقام الإلهي الرفيع فالحسد آفة قاتلة ، وهو من اشد الامراض التي تفتك بالإنسان ، ويمكن ان يحول الإنسان الى انسان تملؤه مشاعر الحقد والكراهية . والسبب الثاني هوالحقد والثأر ، ان الحقد والثأر له اثر فعال في تذكية النزاعات والثارات القبلية مما يؤدي الى العداوة والبغضاء وسفك الدماء البريئة .وكذلك الامر، فأنبياء وقديسين ورجال الله ورسل وابرار قتلوا واستشهدوا بسبب طيبة قلوبهم المتواضعة والشفافة على سيف الغيرة الذي لا يرحم احدا صادقا وطاهرا ومايزال حتى اليوم يقطع رؤوس الابرياء والالسنة المحقة. فأصبح الظالم بريئا والمظلوم مجرما ؟ وما الذنب الذي اقترفه هذا الرجل الصديق اذا كان محبوبا بين قومه وصادقا مع ناسه ومؤمنيه ومالك قلوب شعبه؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى