.

طوبى لعقل اهل السنة والجماعة

 

ليس خبرا عابرا ابدا ما قرأناه اليوم عن دعوة دار الافتاء لاهل السنة والجماعة لتأبين الامام الحسين بن علي(ع) بمناسبة العاشر من محرّم في اكبر مساجد اهل السنة والجماعة وفي وسط العاصمة بيروت.

ليس حدثاً عابرا فقد اعتقد بعض اهل الشيعة والجماعة على مرّ الاعوام وكأن ذكرى استشهاد الامام حفيد الرسول محمد(ص) لخاصة اهل الشيعة والجماعة فقط لا بل راجت شائعات يقف من خلفها الاخوان المسلمون الشيعة ان سلطات اهل السنة والجماعة لطالما منعوا احياء ذكرى استشهاد ابطال اهل البيت الاطهار وهذا كلام غير دقيق فسياسات الدول لا تعبّر في الحقيقة عن رأي المسلمين المسالمين ولا عن رأي علمائهم العلميين في مقارباتهم للاحداث التاريخية.

في مسجد ايا صوفيا وسط اسطنبول اي في عقر دار الخلافة العثمانية المتهمة بالتعصب تجد اسمي الامامين الحسن والحسين عليهما السلام الى جانب اسم سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء واسماء الخلفاء الراشدين عليهم السلام اجمعين.

انها الصحوة العلمية.

في وسط مدينة القاهرة عاصمة الفاطميين ثم الايوبيين والمماليك من بعدهم تجد اكثر المساجد المصرية اكتظاظا بالمؤمنين جامع الامام الحسين عليه السلام اذ يصعب اقناع المسلمين المصريين ان رأس الامام ليس مدفونا في المسجد وكذلك الحال في مسجد السيدة زينب عليها السلام الذي يتبارك فيه المصريين ليكون زواجهم ولتكون ذريتهم صالحة على محبة رسول الله محمد(ص) واله وصحبه .

للامانة ما التقيت في بلغاريا ولا في تركيا ولا في سوريا ولا في العراق ولم التق بمغربي او تونسي او جزائري او شيشاني الا وقال كلاما جميلا بحق اهل بيت رسول الله .

ما كره اهل السنة والجماعة لحظة اهل بيت رسول الله.

لا للسياسة .

في السنوات الاخيرة اثبت عقل اهل السنة والجماعة الجَماعي في لبنان انّه على قدر عال من النضج ومن المسؤولية حقنا لدماء المسلمين جميعا بلا تفرقة ولا غرابة فعقل الامة عقل مسؤول وكل خطوة نحو الوحدة الاسلامية العلمية الواعية طعنة اضافية لعقل العدو الاصيل و منعا لاية فتنة مذهبية مشبوهة.

طوبى للذي يقف خلف هذه الفكرة التي لطالما دعونا اليها نحن خونة طوائفهم وطوبى للذين يلتقون على كلمة سواء وطوبى للذين يعرفون الامام الحسين طيلة الوقت وطيلة الزمن لا في ايام معدودات.

الامام الحسين ليس لفئة ما دون غيرها و نتمنى عدم استخدام ذكراه الخالدة في تجارة السياسة وتجارة الزواريب وتجاىة المال والسلطات.

طوبى لمن يجمع.

من هنا ومن تحت شجرة كينا محررة من المقاومة الوطنية اللبنانية المجيدة في حديقة الصنائع وجالسا على مقعد حجري يتهاوى من اهمال كل السياسيين اتابع باعجاب مبادرات العقل الجماعي لاهل السنة والجماعة وطوبى اخيرة لاهل الشيعة والجماعة الذين عرف عنهم الاجتهاد لصالح وحدة المسلمين ،كل المسلمين.

مبارك من يسعى لتوحيد الاذان.

والله اعلم.

د احمد عياش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى