.

لقاء الديمان اليوم يتجاوز الإعتراضات والمشكّكين بأهدافه وتوقيته… المعترضون: يُحاولون الإيحاء بان الصرح مُوافق على السياسة الحكوميّة

كتبت ابتسام شديد في جريدة “الديار”

يعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم الثلاثاء، لقاء وزاريا تشاوريا في المقر الصيفي للبطريرك الماروني مار بشارة الراعي، تلبية لطلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عقب زيارته الأسبوع الماضي المقر البطريركي، وذلك في اطار إستكمال البحث في مسائل جرى النقاش حولها مع الراعي ومع عدد من المطارنة تخص ملف النازحين السوريين وأمور تربوية مهمة.

ومع ان الجلسة التي ستجمع ميقاتي والوزراء “شكلية” او رمزية وليست جلسة حكومية، لكن الاعتراض تسرب من وراء الأبواب رفضا لحصولها، على الرغم من تشديد مصادر السراي الحكومي على ان اللقاء تشاوري فقط، بناء على دعوة من بروتوكول السراي وليس عبر الأمانة العامة لمجلس الوزراء، فيما يكتفي البطريرك الراعي بإلقاء التحية الصباحية على المشاركين.

الإعتراضات حملت على التوقيت السياسي ومسألة عقد جلسة في الديمان، وتركزت من فريق سياسي يتماهى مع الصرح الماروني ضد عقد جلسات حكومية في غياب رئيس للجمهورية.

ووفق المعترضين، فاللقاء مخطط له من قبل ميقاتي والقصد منه إحراج الممتنعين عن المشاركة في الجلسات الوزارية عن طريق” سحبهم” الى الصرح، بحجة رضى البطريرك على اللقاء ومنحه البركة اللازمة، تمهيدا لمرحلة لاحقة تلزمهم بالمشاركة تحت عنوان الضرورة والمصلحة العامة. وتسأل مصادر المعترضين عن الجدوى من اعطاء حكومة تصريف أعمال جرعات دعم وتقوية صلاحياتها، والايحاء بان الصرح موافق على السياسة الحكومية، فيما صار واضحا الهوة بين الحكومة والمسيحيين.

في الجهة المقابلة، يتساءل المقربون من رئاسة حكومة تصريف الاعمال عن أسباب الضجة حول عقد لقاء تشاوري، سبق ان جرى في دار الفتوى، ويمكن ان يتكرر في أي وقت لدى أي طائفة او موقع ديني، ضمن أطر التباحث في القضايا الوطنية والأمور الملحة للناس التي تحتاج الى تفعيل البت بها والضغط لإنجازها.

ويثير المؤيدون للقاء مجموعة من التساؤلات: أولا أين الانتقاص من حجم ودور سيد بكركي إذا اجتمعت مجموعة سياسية او عدد من الوزراء في “ظلها” او مقرها، للبحث في هواجس مسيحية وغير مسيحية تتعلق بملفات تربوية او مسألة النزوح السوري، التي ترهق كل المجتمعات ولا تستثني منطقة او فريق معين، طالما ان سيد الصرح هو المنادي الأول بمعالجة ملف النازحين، ويحذر دائما من مخاطر التوطين والنزوح على لبنان واللبنانيين، كما ان مواقف بكركي واضحة وجريئة حيال كل القضايا الخطيرة التي تهدد الوطن.

وتتساءل مصادر وزارية ستشارك في اللقاء عن الهدف من الربط بين اللقاء الوزاري والفراغ في المواقع المارونية في الدولة، فانتخاب رئيس للجمهورية مسألة شاملة للجميع والتعطيل ليس حكوميا، فيما الدعوة الى لقاءات تشاورية هو من اجل تسهيل أمور الناس، فاللقاء سواء حصل في الديمان او في السراي الحكومي، يضفي حيوية في الجمود السياسي، وقد تصل الحوارات الى مخارج للأزمات المتعددة.

أغرب ما جاء في الحملة ضد اللقاء اتهامه بالتدخل في شؤون الطائفة المارونية والقول ان هناك “سراي مرادفة للسراي الحكومي في المقر البطريركي”، ووفق المصادر الوزارية فان الهجوم على اللقاء أتى من فريق سياسي واحد مستاء من الانفتاح بين بكركي ورئاسة الحكومة في زمن التعطيل الرئاسي، والمشكلة كما تقول المصادر ان هذا الفريق يعطل الاستحقاق بمطالبه وشروطه الرئاسية، والأسوأ هو انتقاد لقاء مخصص للبحث في ملفات ذات طابع وطني، والمؤكد انه لن يبحث في أي ملف سياسي، وأهم الأوراق التي ستطرح تتعلق بالنازحين وملفات تربوية واقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى