في ظل انتشار ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال الصغار، وبعد أن أصبح الأمر لا يقتصر على الغرباء أو الأماكن غير الآمنة، فهناك عديد من الحوادث التي كان الجاني فيها أحد الأشخاص المقربين من العائلة أو حتى أحد أفراد العائلة، والتي قد تمت في بيت أحد الأقارب أو في الحضانة أو في بيت الطفل نفسه، ربما يتساءل أغلب الأمهات كيف تحمي أطفالها من التعرض لذلك، وعما إذا كانوا قد تعرّضوا بالفعل لهذه الحادثة المؤلمة، وكيف تتصرف في هذه الحالة، في موضوعنا سنجيبك بمساعدة د. محمد شريف سالم، استشاري الطب النفسي وعضو الجمعية المصرية للطب النفسى عن : كيف أحمي طفلي من التحرش، وكيف أعرف أن طفلي تعرض للتحرش؟ كما نتعرف إلى علاج آثار التحرش الجنسي بالأطفال.
كيف أحمي طفلي من التحرش ؟
قد يشعر ببعض الأمهات بإحراج أو أن طفلها لا يزال صغيرًا، ولا تتمكن من التحدث معه في مساحة الجنس، بالتأكيد سيختلف الأمر من عمر لعمر، فمثلًا بالنسبة لطفلك ذي العام ونصف العام ابدئي تعلميه أسماء أجزاء الجسد، بينما بالنسبة للطفل الذى يتراوح عمره بين ثلاث وخمس سنوات، عرفيه على أعضائه التناسلية، وعلميه أنها أجزاء خاصة من جسمه لا يصح أن يلمسها أحد، وأن عليه أن يصرخ إذا حاول أحد لمسها دون أن تخوضى معه فى تفاصيل عن هذه الأفعال الإجرامية الشاذة، لأنه لن يستوعبها في هذه السن. وبشكل عام ينصحك د. محمد شريف سالم بما يلي:
أجيبي عن أسئلة طفلك عن الجسد أو الجنس. هناك مقالات وكتب تتناول هذه النوعية من أسئلة الأطفال وكيفية الإجابة عنها بطريقة تناسب سنه.
علميه ألا يدخل عليه أحد وهو يقضى حاجته أو يبدل ملابسه إلا للضرورة وأن يستأذن قبل أن يدخل عليه.
ربي طفلك على الثقة بالنفس والتعبير عن رأيه حتى يتمكن من الدفاع عن نفسه إذا حاول أحد إيذاءه.
اتركي له الحرية فى الطريقة التى يحيّي بها الآخرين ويعبر بها عن مشاعره دون إجباره على تحيتهم بالأحضان والقبلات.
نبهيه بشكل مباشر وواضح إلى عدم السير أو ركوب السيارة مع الغرباء.
وفري لطفلك الاهتمام والحب، واستمعى إليه خاصة لو شعرتِ أنه يجد حرجًا في الحديث.
اعرفي من يقضي طفلك معه الوقت واحرصى على عدم تركه مع الغرباء فترات طويلة وحده.
افتحى قناة للحوار مع طفلك واسأليه عن يومه فى الحضانة أو مع الخادمة.
أبقي طفلك تحت الملاحظة دائمًا، لكن دون أن تقيديه، ولاحظي أن التحرش يمكن أن يحدث من صديق أو أحد أفراد العائلة أو الأسرة.
حافظي على التواصل مع المدرسة لمعرفة أي تغيير يطرأ على سلوكه.
كيف أعرف أن طفلي تعرض للتحرش؟
يخبرنا د. محمد شريف سالم بـ16 علامة تشير إلى احتمال تعرض الطفل للإساءة الجنسية :
غالبًا ما يكون المعتدى قد أقنع الطفل (بالتهديد أو الرشوة) بألا يحكي لأحد عما حدث، لذلك تشير عبارات الطفل إلى الحادث بشكل غير واضح. ومع هذا، هناك علامات تجعل المُربّي يشك أن الطفل قد تعرض للإساءة الجنسية، منها :
1 – خوف من شخص أو مكان أو أنشطة بشكل لافت، رغم أنه لم يكن يخافها من قبل.
2 – خوف من الفحص الجسدي دون سبب منطقي واضح.
3 – رد فعل غريب عند سؤاله إن كان أحد قد لمسه.
4 – رسومات تحتوي على إشارات جنسية.
5 – تغيرات مفاجئة فى سلوكه كالتبول أو التبرز اللا إرادي، قضم الأظافر، إلى آخره..
6 – معرفة فجائية لكلمات أو أوضاع جنسية بشكل لا يناسب سنه.
7 – محاولة إجبار غيره من الأطفال على أفعال جنسية.
8 – عدوى جنسية أو تغير في الشرج أو الأعضاء التناسلية.
9 – صعوبة في المشي أو الجلوس.
10 – معاناة من الكوابيس واضطرابات في النوم.
11 – تغير ملحوظ في شهيته.
12 – الاعتراف الصريح بتعرضه لاعتداء جنسي.
13 – اضطراب حالته المزاجية، ونوبات الرعب والغضب، والبكاء الشديد، والميل للعزلة والانطواء.
14 – القيام بحركات عاطفية عنيفة، كأن يقبلك فجأة أو يكشف عن أعضائه الحساسة.
15 – تغيير عاداته في استخدام الحمام.
16 – ظهور جروح أو كدمات وطفح جلدي على جسمه دون وجود سبب واضح.
واحد من هذه الأعراض فقط أو حدوثه مرة واحدة فقط ليس دليلًا كافياً، وإنما تكرارها واجتماعها كلها أو بعضها يجعلك تولين انتباهًا أكبر لما يحدث فى حياة طفلك.
علاج آثار التحرش الجنسي بالأطفال :
إذا شككتِ أن طفلك تعرض للتحرش، فاستعيني باستشاري نفسي ليؤكد لكِ شكوكك ويساعدك على التعامل مع الموقف. وإلى جانب مساعدة المتخصص، إليكِ بعض الإرشادات التي عليك اتباعها في التعامل مع هذا الموقف:
خذي كلام طفلك بجدية لأن تجاهله سيدفعه إلى التوقف عن الحديث ومن ثم الاستمرار فى استغلاله، فالطفل نادرًا ما يكذب بشأن تعرضه لاعتداء جنسي.
تجنبي نقد طفلك وأكِّدي له أنه ليس له ذنب في ما حدث.
وفري له جوًا من الحب والأمان، وأخبريه أنك فخور بشجاعته في الكلام.
أكدي له تفهمك لما يشعر به من ذعر وصدمة.
أبلغي عن المتحرش لأن جزءًا من علاج الطفل أن يرى المسيء ينال عقابه.
ابقى هادئة وثابتة ولا تظهري هلعك.
احترمي خصوصية طفلك ولا تخبري بالموضوع إلا من يستطيع مساعدتك.
تجنبي الضغط على طفلك كي يتحدث حتى لا تؤذيه نفسيًا.
ختامًا، وبعد إجابتنا سؤال كيف أعرف أن طفلي تعرض للتحرش، ربما يصيبك هذا الكلام بالقلق ولكِ الحق. لهذا علينا أن ننتبه إلى أبنائنا الانتباه الكافي، ولكن مع الحرص على ألا نحميهم حماية زائدة تضعف شخصيتهم وتتركهم غير قادرين على حماية أنفسهم خاصة أننا لا نستطيع أن نراقب أبناءنا طوال الوقت.