اقلام

اسرائيل كيان يبحث عن مأوى، د. محمد هزيمة كاتب سياسي وباحث استراتيجي

اسرائيل كيان يبحث عن مأوى ——————–
دخل الصبر الاستراتيجي الذي امتازت به سياسة ايران- الجمهورية الاسلامية مرحلة متقدمة برؤية تستند الى الواقعية والقدرة، وبخطى الواثق دخلت الجمهورية الاسلامية نادي الدول العظمي وحجزت مقعدا لها على طاولة القرار الدولي، قطب قوى يحمل قضايا الشعوب المستضعفة على انقاض غطرسة استعمارية واحادية قطب اميركية سيطرت علي العالم سلبت مقدرات الشعوب وثروات الاوطان، تحكمت في مصير بلادان وحكومات تسير بركبها الاستعماري على حساب كرامة الانسان فيه، بتغول اقتصادي وبلطجة سياسية وقحة ادارتها على مسرح الامم لعقود من الزمن، انتهت بضربة قاضية قادت الى نفاذ مرحلة سوداء صغحة اوجعت الشعوب وخاصة المستضعفة
فمن بوابة فلسطين المحتلة وعلى طريق القدس عاصمة السماء معراج خاتم الانبياء (ص) فتحت ايران طريقا ابعد من قضية فلسطين الوطن الشعب لقضية تحرر شعوب واختارت الزمان والمكان بتقويم جهادي لن يكون قبله كما بعده ، ولن يقف عند حدود زوال اسرائيل الدور وتحولها كيان ضعيف يبحث عن ملجأ، لحظة انهيار وسائل دفاعها المتطورة امام وجبة مسددة اسقطت كل مقومات الدولة، واختبئ رئيس الوزراء في ملجأ خافت الصوت، يرعبه صدى صواريخ لم تبقى وتترك من سلاح اسرائيل المتطور وقواعدها المحصنة الا اكوام الخردة محروقة وجثث جنود وضباط ، عبثت فيها مسيرات مسددة عجز الصهيوني وحلفاؤه الدوليين ومعهم الاعراب عن صدها لتصل الى فلسطين تسجد على ارضها المقدسة تطهر نيرانها دنس صهاينة وتدمر قواعدهم على توقيت اذان النصر صدحت به مأذن تكبير بصدى صليات صواريخ مباركة تكسر قيد الجلاد تبشر بفجر نصر مشرق بامجاد خيبر ، باب فتح للعالم طريق تحرر يقود الى نصر موعود
بعد عقود من الهزائم والخيبة

لم يكن رد الجمهورية الاسلامية مفاجئا بنظر الخبراء والمتابعين لكن المفاجئ انه لم يكن شكليا ولم يتخذ شكلا انتقاميا بل هو ردا استراتيجيا متوازن جمع بين قوة ايران وقدرتها على المواجهة ناقلا صورة واضحة عما تمتلك الجمهورية الاسلامية من مقدرات وقرار اضافة لموقعها في الجفرافيا السياسية تاثيرها وحجمها ونقل حقيقة مشروع الجمهورية الاسلامية في تبني قضايا الامة الاسلامية، والدفاع عن مقداستها ، نصرة الشعوب المستضعفة في العالم ، العمل لحماية السلم الاهلي بين الشعوب والبلدان وتوعية الشعوب بعيدا عن الشعبوية، اتضح هذا في كيفية ادارة المواجهة سياسيا عسكريا وشعبيا برغم حملات التصليل والتشكيك ،
فالاهداف عسكرية لا تحمل لبث محددة بعناية واصيب بدقة، وعجزت كل الدفاعات الجوية والوسائط من صدها رغم التعاون الغربي اميركي بريطاني فرنسي وهذا يعطي صورة عن :
– التطور في المنظومة الصاروخية الايرانية
– الصناعة العسكرية في ايران وتكنولوجيا الصواريخ
-القدرة الاستخبارية وتوازن الردع
-القوة في ادارة المعركة عسكريا باختيار المكان والزمان
-الالتزام بالقوانين الدولية رغم التجاوزات الاسرائيلية -تحييد المدننين الدبلوماسيين والمواقع الاقتصادية
-استقلالية القرار السياسي في ايران
فالمواجهة حيكت بخيوط ايرانية ولم تبقى محصورة بين ايران و العدو الاسرائيلي بل انتقلت الى حلفاؤه الغربيين لتتحول حربا استراتيجية كسرت فيها كل قواعد الاشتباك السابقة خسرت فيها اميركا لحظة كسرت شوكة اسرائيل بالمنطقة وتحولت عبئا عليها بعد تلقينها درسا قاسيا قلم اظافرها السياسية وارسى معادلة جديدة تقود حتما الى تغييرات سياسية كبيرة بشعار المرحلة ” قبل اسهتداف كيان اسرائيل ليس كما بعده”

د. محمد هزيمة كاتب سياسي وباحث استراتيجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى