تتشكل ملامح شخصية الطفل خلال الخمس سنوات الأولى من عمره التي يقضيها في المنزل بين أسرته، وهنا مربط الفرس إذ ينتهج بعض الآباء أساليب خاطئة في التربية، ظنًا منهم أنها الأسلوب الصحيح والمقوم للطفل، التي يأتي في مقدمتها أسلوب القسوة في التربية وهو ما يعد اعتقادًا خاطئًا.
وتعود هذه الطريقة غالبًا بنتائج سلبية على شخصية الطفل فيما بعد يصعب التعامل معها، لذا من الضروري أن تكون الأسرة على دراية بالأساليب التربوية الصحيحة، لتتمكن من تربية أبنائها بطريقة صحيحة. تعرفي معنا في هذا المقال على تأثير القسوة على نفسية طفلك. تأثير القسوة على نفسية طفلك:
تعد القسوة في التربية خطرًا كبيرًا قد يخلف الكثير من المشكلات النفسية للطفل، وهي كالتالي :
1 – فقدان الطفل لثقته بنفسه
القسوة وضرب الطفل له عواقب وخيمة، لأنه لا يستطيع منع الأذى عن نفسه، ما يشعره بالضعف، وأنه إنسان سيئ لا يمكنه التصرف على النحو الصحيح، وأنه أقل قيمة من الآخرين، فكل ذلك يقلل ثقة الطفل في نفسه أو يجعله يفقدها نهائيًا.
2 – الشعور بالنقص والاحتياج
الشعور بالنقص والاحتياج أحد الآثار النفسية التي تخلفها القسوة في التعامل بسبب الاحتياج غير المشبع من الوالدين، نتيجة لقسوتهم على الطفل، فينتج عن ذلك شخص بليد المشاعر لا يقدر الآخرين وقاسٍ وغليظ القلب عند التعامل مع الآخرين.
وكذلك قد يتصف الطفل بالأنانية ولا يهتم بأحد بل يهتم بنفسه فقط، وبالطبع سينعكس ذلك على والديه سيعاملهما بجحود بمعنى أن القسوة التي حصل عليها عندما كان طفلًا سيردها لهما عند الكبر.
3 – الميل للخضوع واتباع للآخرين
كل ما تلقاه الطفل من قسوة تجعله لا يرى في نفسه غير ما أخطأ فيه فقط وأنه شخص سيئ لا يتلقى أي مدح على شيء فعله، فيجعله طفلًا بلا شخصية أو حتى احترام للذات ويصبح غير مستقل بذاته ليس له رأي وشخصية، فيكبر وهو خاضع دائمًا ويتبع الآخرين في تصرفاتهم دون تفكير. 4 – تكوين شخصية عدوانية عنيدة
أساليب التربية التي يتبعها الآباء مع أبنائهم هي الأساليب نفسها التي يتبعها الطفل مع الأشخاص الآخرين، فتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب والقسوة من عائلاتهم هم أكثر عرضة لاستخدام العدوان في التعامل مع الصراعات عندما يصبحون كبارًا بالغين.
نصائح للتعامل مع نتائج القسوة على طفلك :
لا بد أن يحرص الأبوان على إشباع حاجة القبول لدى الطفل أي أن يشعراه بأنه مقبول ليستعيد ثقته في نفسه، وهو ما يتطلب اتباع بعض النصائح التربوية، ومنها:
عبري لطفلك عن حبك له ، حتى يشعر بأنه محبوب ما يشبع لديه حاجة القبول.
ابني في طفلك شخصية مستقلة، فكلما شعر باستقلالية ورأى تشجيع المحيطين به، شعر بالقبول بينهم.
حاولي فهم كيانه وشخصيته، فليس من الصحيح معاملة جميع الأطفال بالأسلوب نفسه ومخاطبتهم بالكلام نفسه، فلكل طفل طبيعة معينة حاولي التعامل معها.
امدحي إنجازات طفلك، فكلما تلقى مدحًا على أشياء جميلة فعلها، شعر بالرضا عن نفسه، ما يعيد له ثقته في نفسه مرةً أخرى.
اسمعي له وتقبلي اقتراحاته وناقشيه فيها ليشعر بأهمية رأيه، فمناقشتك له توسع مداركه وتؤثر إيجابيًا في تكوين شخصيته.
شجعيه ولا تحبطيه، فتشجيع طفلك يجعله يبذل ما في وسعه، حتى يحصل على المزيد من التشجيع والتحفيز، ليشبع حاجة القبول في داخله.
توقفي عن استخدام القسوة في التعامل، واستبدليها بالنقد البناء.
آثار الضرب على الأطفال :
يُعد الضرب من أشهر أشكال القسوة التي تمارسها الأمهات مع أطفالهن، وهذا الشكل من القسوة قد يؤدي إلى انتشار العديد من المشكلات الصحية جسديًا ونفسيًا عندما يكبر هؤلاء الصغار، ويثير الطفل العنيد غضب الأم، بل ربما يعدعِناد الأطفال أكثر ما يثير غضب الأمهات، ما يجعلهن يثورن بشكل كبير ويضربن أطفالهن.
عقاب الطفل العنيد :
يفضل بعض الأمهات تجنب الضرب كعقاب لأطفالهن، ما يصيبهن بحيرة في اختيار طريقة العقاب المناسبة للطفل العنيد وكثير الحركة، ولكن هناك أسلوب آخر للتعامل مع الطفل العنيد غير الضرب،
وفي النهاية عزيزتي، تأكدي أن هذه القسوة لا تعود على طفلك إلا بالآثار السلبية، لذا يجب أن تتوقفي عن التعامل بقسوة معه، لأنها حتى وإن بدت لكِ الطريقة التي تجلب نفعًا في تصرفاته في الوقت الحالي، فإنها ستخلف وراءها شخصًا عدوانيًا معقدًا عند الكبر، واحرصي دائمًا على أن تكون له شخصية وأن يتمتع بثقة قوية في نفسه.