تسعى كل أم إلى تعليم أبناءها السلوك الحسن، ليس فقط ليكونوا مؤدبين في البيت، ولكن ليكون السلوك الحسن هو أيضا طريقتهم في التعامل مع العالم الخارجي.
سلوكيات أساسية :
الأطفال هم أشخاص صغار يكرهون أن يملى عليهم ما يفعلونه، تماما مثل الكبار. ولكنهم في نفس الوقت يقلدون الكبار، ويراقبونهم باستمرار. لذلك يجب أن نستغل هذا التصرف لنمرر لأطفالنا السلوك الحسن. لنجرب إذن، علميهم بالمثال وليس بالأمر..
إذا كنت تريدين أن تعلمي أبناءك أن يقولوا “أهلا” و “مع السلامة”، أو أي تحية مثل “السلام عليكم” أو “صباح الخير”، ما عليك سوى أن تقومي أنتِ بالتحية دائما عند مقابلة الأشخاص وعند وداعهم، فيلتقطون منك.
نفس الفكرة مع “من فضلك” و “شكرا”. قولي لإبنك مثلا: “كريم، ممكن من فضلك تغسل أسنانك؟” وعندما يغسل أسنانه قولي له “شكرا على الاستجابة السريعة”. بهذه الطريقة يدركون أن ما تطلبيه منهم تنفذيه أنت أيضا، فأنتِ أيضا تقولين “شكرا” و “من فضلك”.
أما بالنسبة لـ “أنا آسف”، لا تجعليهم يستخدمونها طوال الوقت حتى لا تفقد معناها بعد فترة. علميهم “التعاطف” أولا وكيف يشعرون بما يرتكبونه من أخطاء تؤذي مشاعر الآخرين. علميهم أن يعالجوا الموقف ولا يكتفون بقول “آنا آسف”. فمثلا، إذا أخذ ابنك لعبة بنت خالته، قولي له: “هل ترى كيف جعلتها تبكي؟ هل تحب أن يأخذ أحد لعبتك؟ اعطها لعبتها من فضلك وناولها منديلا تجفف به دموعها”.
سلوكيات المائدة :
يمكن تعليم سلوكيات المائدة بأن يكون الأبوين مثالا أيضا. من سن سنتين، يتعلم الصغار كيف يستخدمون الشوكة والملعقة، ولكن لا تتوقعي منهم أن يكونوا منظمين أثناء الأكل. يمكن تعليمهم مسح الفم بالمنديل. فقط، تحلي بالصبر، واستمري في تدربيهم. عندما ينثر الصغار الطعام على المائدة، ليس بالضرورة يعني هذا التصرف انهم يلعبون بالطعام، ولكن غالبا يكون معناه أنهم شبعوا. عندما يبدأ ابنك في نثر الطعام على المائدة، قولي له ” حسنا، يبدو أنك شبعت. اذهب لتغسل يديك من فضلك”. بهذه الطريقة يتعلم ابنك أن يقوم ليغسل يديه بعد الانتهاء من الأكل بدلا من اللعب به.
المقاطعة في الكلام
لماذا يقاطعنا الصغار في الكلام؟ في بعض الأحيان نتصور أنهم يفعلون هذا لمجرد جذب الانتباه وأنهم يريدون أن يكونوا هم محور الحديث طول الوقت. ولكن هذا فقط جزء من الحقيقة. يجب أن نعرف أن الذاكرة المؤقتة لدى الأطفال تحت سن السادسة لم يكتمل نموها بعد، لذلك يميل طفلك للكلام بدون تفكير خشية أن ينسى قبل أن تنتهي أنت من الكلام. لذلك، فعدم المقاطعة هي عادة يمكن اكتسابها مع الوقت والتدريب.
علميه أن يقول “بعد إذنك” إذا كان يريد أن يجذب انتباهك. فحتى لو كانت المقاطعة في الكلام غير مقبولة عامة، على الأقل سيتعلم طريقة حسنة للمقاطعة. إلعبي معه لعبة الأسئلة المفتوحة، إي أن تسأليه سؤال يحتاج إلى شرح وكلام كثير، واتركيه يكمل اجابته إلى النهاية، ثم يسألك هو سؤال، وابدأي أنت في الاجابة، فإذا قاطعك، ضعي يدك على فمه ولا ترفعيها قبل أن تنتهي من الإجابة. بهذه الطريقة يتعلم أن هناك وقت للكلام ووقت للاستماع.
السلوك الحسن خارج البيت
في بعض الأحيان، يكون اصطحاب الأطفال في زيارات عائلية كابوسا مزعجا للآباء. إليك بعض النصائح التي تسهل عليك التجربة:
قللي من المفاجآت : اشرحي لابنك أنكم سوف تذهبون لزيارة أسرة عمو فلان، وأن لديه ابن صغير سيلعب معهم في حجرته.
ضعي بعض القواعد : تأكدي أن ابنك يفهم القواعد التي تضعينها عند زيارة بعض الأصدقاء أو الأقارب. لا وقوف على الكنبة بالحذاء، لا تلمس أي شىء في البيت ليس لعبة، استأذن قبل أن تفعل أي شىيء، لا جري في داخل البيت.. وهكذا.
إذا كانت الأسرة التي تزورينها بدون أطفال يمكنهم اللعب مع ابنك، خذي معك بعض اللعب أو الكتب أو أي وسائل تشتيت وإلهاء أخرى لتبقى ابنك مشغولا ولا يشعر بالملل أثناء الزيارة.
اعملي شفرة بينك وبين ابنك : حتى تتجنبي احراج ابنك أمام الأسرة المضيفة، ليكن بينك وبينه شفرة، إشارة سرية أنه كسر قاعدة ما ولا بد أن يتراجع.. وأنت بالطبع تدرين “نظرة الأم” الشهيرة، فهي أسهل وأقوى الشفرات.
تكسير الكلام
ربما يكون تكسير الكلام أمر مزعج بالنسبة للآباء، ولكن من ناحية تكسير ابنك للكلام معناه أنه يطور من شخصيته واستقلالها. لا تفزعي، وتحكمي في أعصابك إذا صرخ ابنك “لن أفعل هذا” أو “لن أذهب معكم”. لا تصرخي فيه، وبدلا من هذا قولي له مثلا: ” هل أنت غضبان أنك لن تستطيع أن تكمل لعبة الكمبيوتر قبل أن تنام؟”. وبالتالي، عندما يرد عليك بأدب، امدحي فيه هذا. فيفهم من هذا أنك تحترمين وجهة نظره وأنك استمعت إلى أسبابه، وبهذه الطريقة تعودين به إلى اتباع السلوك الحسن.